لم يكن اعتقال المحامي سامر رجب في اللاذقية قبل نحو أربعة أيام مفاجئًا بالنسبة للأهالي، خاصة أنه جاء على خلفية منشور كتبه في “فيس بوك” متهمًا فيه أسماء الأسد زوجة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بأنها السبب في كل ما يجري، وبأنها المحرك الرئيس لسوريا اليوم.
وجهة نظر المحامي المعتقل شائعة جدًا في مجتمع محافظة اللاذقية ريفًا ومدينة، لكن من النادر جدًا أن يتم التعبير عنها بتلك الطريقة المباشرة وبتلك العلانية، وغالبًا ما يجري تداولها همسًا بين الناس في المحافظة.
ولم يشفع للمحامي كون زوجته من عائلة الأسد، فهي سماح جمال الأسد شقيقة كفاح الأسد، الذي يتشارك مع صهره المعتقل بالعديد من الأنشطة التجارية داخل اللاذقية.
وعقب الاعتقال، في 5 من كانون الثاني الحالي، حُذفت صفحة المحامي في “فيس بوك” بشكل كامل، بينما يتم احتجازه في أحد الأفرع الأمنية داخل المدينة، وفق مصدر مطلع على عملية الاعتقال.
ومن اللافت عدم تجرؤ أحد تقريبًا على الحديث عن موضوع اعتقال سامر رجب، سواء في “فيس بوك” أو حتى خارجه، إذ إن اعتقال شخص بهذا الوزن بالنسبة للعائلة الحاكمة يدل على أن لا أحد بمنأى عن الاعتقال بحال تجرأ على فضح العائلة أو الحديث عنها.
وبحسب المصدر المطلع، ليس من المتوقع أن يستمر اعتقال المحامي لفترة طويلة، لكنها ستكون كافية لإرضاخ الأهالي في المحافظة وإشاعة الخوف فيما بينهم لئلا يتجرؤوا على تناول العائلة الحاكمة بأي طريقة كانت.
وتكررت حالات اعتقال أجهزة الأمن والمخابرات لشخصيات علت أصواتها في الساحل السوري الذي يحمل رمزية خاصة، كونه يعد معقلًا لأنصار النظام وحاضنة شعبية لمقاتليه منذ عام 2011، وشملت ناشطين وصحفيين منهم من دعا الأسد إلى التنحي، وطالب الأهالي بتنظيم إضرابات سلمية للمطالبة بأبسط حقوقهم، منذ آب 2023.
ويبدو أنه ممنوع على أهالي الساحل انتقاد السلطة علانية، لما يشكل من ضغط على الأخيرة، كون الساحل يعتبر بيئة حاضنة لها، ويجب أن يكون سكانه موالين لها كتحصيل حاصل، وفقًا لوجهة نظرها.
واعتقل الناشط أحمد إبراهيم إسماعيل في جبلة لمجرد انتقاده الأوضاع المعيشية السيئة، في آب 2023، ليتبعه اعتقال الناشط بشار نجلا في مدينة بانياس، لذات السبب، علمًا أن الأخير “مصاب حرب”.
وفي 26 من آب 2023، اعتقلت قوات النظام الناشط أيمن فارس، خلال توجهه لمحافظة السويداء برفقة أحد أبناء المحافظة قادمًا من مدينة جرمانا بريف دمشق.
وينحدر الناشط من طرطوس وظهر قبل الاعتقال عبر تسجيل مصور وجّه فيه انتقادات لبشار الأسد وزوجته أسماء، واتهمهما بتجويع أهالي الساحل.
اقرأ أيضًا: الأسد يرقّع لشراء الوقت.. السوريون يستنهضون “ثورة 2011”
–