عروة قنواتي
يعزف العام الجديد ألحانه الرياضية بشكل مبكر على المستوى العام وعلى المستوى الكروي الخاص، أجندة المواعيد مكتظة، ورحلات الإعلام ووكالات الأنباء من حدث إلى آخر ومن مسابقة إلى بطولة، لن تسمح بالتقاط الأنفاس والاستجمام. يطلق عليه المتابعون والعاملون في الوسط الرياضي العام الرياضي المميز، لتنوع واختلاف الاستحقاقات القارية والدولية والعالمية خلاله. نبتدي منين الحكاية؟
صراع السوبر وموسم الرياض
أيام قليلة وسوبر إسبانيا يفتح بوابة الاهتمام الكروي عالميًا كما في كل عام، إذ إن من المتوقع أن يجتمع قطبا الكلاسيكو بالمباراة النهائية في حال تخطي الريال عقبة الروخي بلانكوس وعبور برشلونة موانع أوساسونا.
النوتة الطليانية أيضًا تستعد ما بعد منتصف كانون الثاني الحالي للعزف بألوان فرسانها الأربعة (إنتر ميلان، نابولي، لاتسيو، فيورنتينا) ضمن سوبر كلاسيكي لن يشهد بأي حال من الأحوال عنوان ديربي الغضب لغياب نادي الميلان عن منافسات هذا السوبر.
أما الخاتمة على صعيد الأندية فستكون موصولة بين نهاية الشهر الحالي ومطلع شباط المقبل حيث موسم الرياض يحتضن اللقاء الأخير أو الرقصة الأخيرة كما أطلق عليها مسبقًا بين الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي. الموسم يحفل بثلاثة لقاءات كروية على طراز رفيع بين أندية النصر السعودي والهلال السعودي وإنتر ميامي الأمريكي.
القارات وأعراسها في الميزان
أسبوع فقط وتدخل القارة الآسيوية امتحان رجالها كرويًا للنسخة الـ18 في الدوحة بقطر بعد أن تم سحب تنظيم البطولة من الصين بسبب سياستها بالتعامل مع جائحة “كورونا”، وأوكلت المهمة من قبل الاتحاد الآسيوي إلى دولة قطر بعد نجاحها الباهر في تنظيم مونديال 2022.
يتنافس 24 منتخبًا ضمن ست مجموعات خلال أيام البطولة، وترشيحات أصحاب الشأن انقسمت في نيل اللقب إلى ثلاثة مستويات، ضم الأول اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية، والثاني إيران والعراق، والأخير قطر وأستراليا، بسبب اختلاف وتحسن المستوى بين منتخب وآخر، وإن كان خوف القارة الآسيوية بات واضحًا من التطور الياباني والنتائج المخيفة في المباريات الرسمية والودية، ما يجعل الكمبيوتر الياباني المرشح الأبرز لنيل اللقب.
على صعيد القارة السمراء تفتح ساحل العاج منتصف الشهر الحالي أبوابها لاستضافة كأس أمم إفريقيا، وسط ترشيحات مهمة لا تضعها بين المنافسين على اللقب بالرغم من عامل الأرض والجمهور، إنما تتفوق المنتخبات العربية في الترشيحات لاعتلاء منصة التتويج هذه المرة عبر منتخب المغرب الذي سجل نتائج باهرة في مونديال 2022، ومنتخب الجزائر العائد للملمة أوراقه التي تبعثرت في البطولة الماضية وفي حرمانه من قبل الكاميرون بالتأهل إلى مونديال 2022، أما مصر وباعتبارها سيدة الألقاب في القارة، فإن كل المستويات التي يظهر بها الفراعنة من الجيد إلى الفوضوي لا تمنع ترشيحه مسبقًا بهوية البطل نحو النهائي، ويقاسم المنتخبات العربية فرص نيل اللقب منتخب السنغال بطل النسخة الماضية، ومنتخب الكاميرون صاحب الأداء الدولي الجيد والمرعب بالنسبة للقارة السمراء.
في أوروبا كل الروايات تقول إن فرنسا والبرتغال هما الأشد خطرًا في يورو 2024 على منصة التتويج، وإن استعدادات المنتخبين والأسماء المكدسة ضمن القائمتين تتيح لأي منهما انتزاع اللقب بتفاصيل بسيطة، كيف يحدث هذا وألمانيا تستضيف النسخة على ملاعبها في الصيف المقبل؟
هل الألمان فعلًا غير مستعدين للوصول إلى النهائي؟ بصرف النظر عن حالة التخبط المستمرة مع المنتخب الأول منذ الخروج المبكر من مونديال 2018، والسقوط المدوي في كأس أمم أوروبا 2020، والنتائج المخجلة في دوري الأمم الأوروبية خلال نسختين ماضيتين، رحل يواكيم لوف، جاء بعده هانز فليك ورحل، واليوم ماذا لدى جوليان ناغيلسمان كي يدافع به عن الماكينات على أرضهم وبين جماهيرهم، ألن تحسبوا حساب ساوثغيت وأحفاد صناع كرة القدم في العالم؟ لماذا لا يكون القميص البريطاني سيد اللقب هذه المرة؟
البطولة حقًا لا تستطيع أن تحذر عليها وعلى بطلها، وصدق من سماها كأس العالم المصغرة.
أخيرًا، من تآخي القارتين الأمريكيتين شمالًا وجنوبًا في بطولة كوبا أمريكا ولحساب 12 منتخبًا بضيافة الولايات المتحدة الأمريكية، قد ينتزع ليونيل ميسي آخر ألقابه قبل الاعتزال، ويمكن للأوروغواي الاستفادة أكثر من تخبط القرارات الفنية والكروية في البرازيل، للمنافسة على اللقب وحيازته مجددًا، ولربما يكون لأصحاب الضيافة ما يقولونه في البروفة الأخيرة قبل استضافتهم المشتركة مع المكسيك وكندا لمونديال 2026، ولكن السؤال الأبرز، هل سيبقى وضع السامبا البرازيلية على ما هو عليه؟ منذ متى وفي أي عهد لم ترشح البرازيل أو لم تتصدر الترشيحات لنيل لقب مسابقة كوبا أمريكا؟
مواعيد كروية مهمة ترسم لنا الترقب والمفاجأة والمتعة في عام يعد الأبرز رياضيًا وكرويًا منذ سنوات طويلة.