د. أكرم خولاني
يوجد الكافيين في الشاي، والقهوة، والشوكولا، والكولا، والكاكاو، كما يوجد في المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، ويدخل في تركيب بعض الأدوية مثل مثبطات الشهية، ومسكنات الألم، وأدوية نزلات البرد، ومثبطات السعال، والمرخيات العضلية، والمضادات الحيوية، ولذلك فهو يشكّل جزءًا من الروتين اليومي لمعظم الناس.
وللكافيين العديد من الفوائد الصحية عند استهلاكه ضمن الكمية المسموح بها يوميًا، كتعزيز النشاط واليقظة العقلية، والمساعدة في تخفيف الألم، وتخفيف آلام العضلات والصداع النصفي والتوتري، وغيرها، ولكن الإفراط بتناول الكافيين يؤدي إلى عديد من الأضرار الصحية.
ما كمية الكافيين المسموح بها يوميًا
إن تناول ما يصل إلى 400 ملغ من الكافيين يوميًا لا يسبب خطرًا على صحة البالغين الأصحاء، فهذه الكمية تكون موجودة في 4 فناجين من القهوة التركية، أو 10 علب من الكولا، أو 5 علب من مشروبات الطاقة، ولكن كما يعد استهلاك الكافيين آمنًا بجرعات معينة للكبار، فإنه لا ينصح به للمرأة الحامل أو المرضع، ولمرضى الصرع وارتفاع ضغط الدم، كذلك فإن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي بعدم تناول الكافيين للأطفال دون سن 12 عامًا، فيما على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا الحد من تناوله إلى ما دون 100 ملغ في اليوم.
وفي حال استهلاك الكافيين بجرعات أكبر من المسموح بها فإنه يسبب العديد من الآثار السلبية على الصحة.
ما أعراض الإفراط بتناول الكافيين
في حالة الإفراط في تناول الكافيين، كأن تصل الجرعة إلى800 أو 1000 ملغ في اليوم، قد يعاني الشخص أعراض زيادة جرعة الكافيين مثل:
- الشعور بالرجفان في اليدين.
- الأرق وعدم القدرة على النوم.
- الصداع والدوار.
- العصبية.
- الشعور بخفقان القلب.
- التبول المتكرر.
- الإسهال.
وعادة ما يصل الكافيين إلى أعلى مستوياته بالدم في غضون ساعة واحدة من تناوله، وقد تستمر الأعراض لمدة 4 إلى 6 ساعات.
ما أضرار الإفراط بتناول الكافيين
يؤدي الإفراط باستهلاك الكافيين إلى العديد من الاضطرابات الصحية، وأهمها:
الأرق: يلعب الكافيين دورًا مهمًا في بقاء الإنسان مستيقظًا، كما يزيد من الوقت المستغرق للاستيقاظ، وقد يقلل من الوقت الكلي للنوم فيسبب الأرق ويقلل فترات النوم العميق، خاصة لدى كبار السن.
الصداع: تساعد جرعات الكافيين ضمن الحد المعقول على تخفيف أعراض الصداع، ولكن عند استهلاكه بنسبة كبيرة فإنه يسبب صداعًا شديدًا.
القلق والتوتر: يزيد الكافيين من الانتباه، حيث يدفع الجسم لإفراز المزيد من هرمون “الأدرينالين” المرتبط بزيادة الطاقة، ولكن زيادة هذا الهرمون في الدم قد تؤدي إلى القلق والعصبية.
زيادة ضغط الدم: يعمل الكافيين على زيادة ضغط الدم، خصوصًا لدى الأشخاص المصابين بمرض ارتفاع التوتر الشرياني، أو الأشخاص الذين لا يستهلكون الكافيين في الأيام العادية، إذ إن تأثير الكافيين على قيم ضغط الدم يكون أقل على الأشخاص الذين يستهلكونه بانتظام.
مشكلات في القلب: يسبب استهلاك الكافيين بكثرة زيادة ضربات القلب لدى الأشخاص الحساسين، ويعتبر الخفقان من أكثر أضراره شيوعًا.
جلطات القلب: إن استهلاك الكافيين من قبل الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بجلطات القلب بأربع مرات عند مقارنتهم بالأشخاص الطبيعيين.
اضطرابات الجهاز الهضمي: يسبب الإفراط باستهلاك الكافيين الإسهال في بعض الأحيان، وقد يهيج القولون، كما يسبب سوء الهضم وألمًا في المعدة، خصوصًا عند شربه على معدة فارغة لوقت طويل وبشكل مستمر، ويمكن أن يسبب مرض ارتجاع المريء وقرحة المعدة لدى بعض الأشخاص، نتيجة تهيج بطانة السبيل الهضمي.
الزرق (Glaucoma): يزيد الكافيين من الضغط داخل العين، ليستمر في بعض الأحيان إلى 90 دقيقة فور استهلاك أي مشروب يحتوي على الكافيين.
التبول المتكرر: يؤثر الكافيين على عضلة المثانة ويجعل التحكم بها أصعب بعض الشيء، كما يزيد إدرار البول مسببًا التبول بشكل متكرر.
هشاشة العظام: يعمل الكافيين على زيادة نسبة طرح الكالسيوم في البول، ما يجعل تركيزه أقل بعض الشيء في جسم الإنسان، ولذلك في حالات هشاشة العظام أو انخفاض كثافة العظام، يجب تناول الكافيين باعتدال (عدم استخدام ما يزيد على 300 ملغ من الكافيين يوميًا)، ويمكن تعويض الكمية التي يتم فقدانها من الكالسيوم بتناول مكملات الكالسيوم خاصة عند النساء المسنات.
اضطرابات نفسية: يجب تجنب استهلاك الكافيين للأشخاص المصابين بمرض انفصام الشخصية أو الاضطراب ثنائي القطب، إذ يجعل الكافيين الأعراض أكثر سوءًا.
أمراض نزف الدم: قد يزيد الكافيين من حدة أمراض نزف الدم، لذلك يجب استهلاكه بحذر في حال كان الشخص يعاني هذه الاضطرابات.
الصرع: على المصابين الذين يعانون نوبات الصرع تجنب الجرعات العالية من الكافيين، واستهلاك الجرعات القليلة منه بحذر شديد.
النقرس: يزداد خطر إصابة الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين بكميات كبيرة بمرض النقرس.
مرض السكري النوع الثاني: يؤثر الكافيين على عملية حرق السكر في الدم، لذلك يجب على مرضى السكري من النمط الثاني أخذ الحيطة والحذر عند استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
أعراض سن اليأس: أظهرت بعض الدراسات أن استهلاك النساء للكافيين بكميات كبيرة في أثناء سن اليأس قد يجعل الأعراض أكثر سوءًا.
قلة إنتاج الكولاجين: يمنع استهلاك الكافيين إفراز الكولاجين المهم للبشرة بشكل طبيعي، ويعد هذا العرض مرتبطًا بجرعة الكافيين المرتفعة.
الوفاة: تعد الوفاة أكثر أضرار الكافيين خطورة، إذ أظهرت بعض الدراسات أن تناول جرعة مفرطة من الكافيين قد يزيد احتمالية الوفاة بنسبة 21% لدى الأشخاص، خصوصًا المدخنين وضعيفي اللياقة منهم.
كذلك فقد حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من أن تناول الكافيين في شكل بودرة أو سائل يمكن أن يوفر مستويات سامة منه، فملعقة صغيرة واحدة فقط من الكافيين البودرة تعادل حوالي 28 كوب قهوة، ويمكن أن تسبب هذه المستويات العالية من الكافيين مشكلات صحية خطيرة وربما الوفاة.
كيف يمكن تغيير عادة تناول الكافيين دون حدوث أضرار
قد يسبب التقليل المفاجئ للكافيين أعراضًا مثل الصداع والإرهاق وسهولة الاستثارة وصعوبة التركيز في المهام، ولكن ولحسن الحظ فإن هذه الأعراض عادة ما تكون معتدلة وتتحسن بعد بضعة أيام، ومع ذلك ينصح لتغيير عادة تناول الكافيين بما يلي:
مراقبة مقدار الكافيين الذي نحصل عليه من الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك مشروبات الطاقة، عن طريق قراءة مُلصقات التعريف بعناية.
الإقلاع بالتدريج عن طريق شرب عدد أقل بواحد من فناجين القهوة أو المشروبات الغازية كل يوم.
تناول المشروبات منزوعة الكافيين، فهي تتمتع بالمذاق نفسه.
عند الحاجة لاستخدام مسكنات الألم نتأكد أنها خالية من الكافيين.