مناطق تفتقر للحاويات ولا تصل إليها فرق الترحيل
تراكم النفايات يهدد صحة سكان أحياء بمدينة إدلب
إدلب – أنس الخولي
يشتكي عبد الكريم من تراكم القمامة على باب بنائه السكني الذي يقيم فيه على أطراف مدينة إدلب، جراء رمي سكان البناء القمامة في الشارع.
بات الأمر حالة يومية، وأدى الرمي المستمر إلى انبعاث الروائح الكريهة وتجمع القوارض والقطط والكلاب الشاردة، التي تعبث بأكياس القمامة وتبعثر الأوساخ على مدخل البناء.
وقال عبد الكريم مذبوح (35 عامًا)، ويقيم في بناء سكني مؤلف من 16 شقة، إن عدم وجود حاوية قمامة في حيه، يدفع السكان إلى رمي القمامة أمام مدخل الأبنية.
وأوضح أنه رغم محاولات إقناع الجوار والسكان بعدم رمي القمامة على مدخل بنائه، لم ينجح بحل المشكلة، ووجد نفسه مجبرًا على تقديم شكاوى، إلا أنها لم تأتِ بنتيجة.
وطالب الشاب مع عدد من سكان الحي الجهات المعنية بوضع حاوية في حيهم، وتفعيل المخالفات على من يثبت قيامه برمي القمامة خارج الأماكن المخصصة لها.
بدورها، أبدت نهلة عثمان (43 عامًا) قلقها من انتشار القمامة في الشوارع الضيقة بين الأحياء خاصة في فصل الشتاء، إذ تتحول أماكن تجمع القمامة إلى بيئة وسخة ورطبة تشبه إلى حد ما المستنقعات.
وذكرت أن هذه الأكوام تتحول بعد هطول المطر إلى بيئة لتجمع الحشرات الناقلة للأمراض والقوارض والقطط والكلاب الشاردة، ومكان لانتشار الأمراض.
من جانبها، قالت السيدة عبير المحمد (37 عامًا) وتقيم في مدينة إدلب، إن الوضع لا يطاق لأنها تفتح باب المنزل فتشاهد القطط تعبث بأكياس القمامة أمام الباب، وتنبعث الروائح الخانقة، حتى باتت تخجل من استقبال الزوار، ولا تسمح للأطفال بالخروج إلا للضرورة.
يشتكي سكان مدينة إدلب، وخصوصًا القاطنين في الأحياء القديمة ذات الأزقة الضيقة، من عدم وجود حاويات قمامة قريبة من منازلهم، ما يجعلهم مضطرين لرميها وتجميعها في زاوية من زوايا الحي، ما يؤدي إلى تراكمها.
وطالب عدد من أهالي مدينة إدلب ممن قابلتهم عنب بلدي الجهات المعنية بزيادة عدد حاويات القمامة في المدينة، وخصوصًا الأحياء التي لا توجد فيها حاويات، وتكثيف فرق جمع وترحيل القمامة لمنع تراكمها خاصة في الأحياء على أطراف المدينة والأحياء القديمة.
صعوبات.. وعود بالحلول
منذ تموز الماضي، بدأت شركة “E-Clean” (البيئة النظيفة) تنفيذ مشروع تركيب حاويات قمامة تحت الأرض صديقة للبيئة بدلًا من القديمة المنتشرة بجانب الطرقات، ضمن مناطق عملها في إدلب شمالي سوريا، لكنها لم تشمل جميع الأحياء.
مدير دائرة النظافة في شركة “E-Clean”، عبد الرزاق النسر، قال لعنب بلدي، إن شكوى الأهالي من قلة الحاويات في بعض الأحياء محقة، على الرغم من أن الحاوية ليست الحل البيئي الأمثل للتخلص من جميع المشكلات البيئية ومصادر التلوث.
وأوضح أن الشركة تسعى لتخديم جميع الأحياء وعلى أطراف مدينة إدلب، والعمل على ترحيل النفايات عبر الجرار، في حال عدم توفر مستوعبات مخصصة، لافتًا إلى أن هناك صعوبات تتمثل بمعارضة بعض الأهالي وجود الحاوية بالقرب من منازلهم، وأيضًا دراسة إمكانية وضع حاوية مخفية بقدر الحاجة والاستطاعة.
وأضاف أن المؤسسة تسعى من خلال فريق الدراسات الهندسية، وبالتشارك مع المؤسسات المعنية، لتخديم المناطق وفق رؤية “نحو بيئة مستدامة” بشكل مخطط ومدروس، ووصلت الخدمة في الأسابيع الماضية إلى معظم المدن والبلدات.
ووصل مشروع تركيب 109 حاويات مخفية صديقة للبيئة إلى الثلث الأخير من مراحل العمل تقريبًا، مع استمرار متابعة المستجدات بهذا الخصوص وإمكانية التوسع مستقبلًا، بحسب النسر.
وذكر النسر أن المؤسسة تسعى لنشر وتوضيح أهمية البيئة والمحافظة عليها سليمة، من خلال التوعية والتثقيف وتنفيذ أنشطة إعلامية وميدانية متنوعة، معتبرًا أن تحقيق النجاح المنشود للوصول إلى بيئة نظيفة مستدامة يحتاج إلى تعاون وجهد جماعي.
وطالب المدير الأهالي بأن يكونوا عونًا وعلى قدر المسؤولية للنهوض بالمجتمع، والعناية بمظهر المدن الحضاري، ولمعالجة الشكاوى تم تخصيص رقم خاص بفريق الطوارئ كامل الجاهزية على مدار 24 ساعة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :