تشهد المعابر الحدودية مع تركيا حركة عبور يومية لسوريين مرحلين من الأراضي التركية وعائدين طوعًا إلى سوريا، من معابر “باب الهوى”، وباب السلامة” و”تل أبيض” و”جرابلس”.
ومع كل نهاية عام تنشر إدارات المعابر إحصائيات تشمل المرحلين والعائدين طوعًا إلى سوريا، وتتحفظ بعضها على ذكر مفردات مثل “ترحيل” أو “إعادة قسرية”، ليدرج المرحلون ضمن “العائدين طوعًا”، على الرغم من تسليم السلطات التركية الأشخاص لسلطات المعابر.
الأرقام المحصاة ليست عائدة للمرحلين فقط، وشملت “العودة الطوعية”، إذ يعود اللاجئ السوري إلى سوريا بعد التوقيع على استمارة “العودة الطوعية”، والتي تفيد بالتخلي عن حقه بالحصول على “الحماية المؤقتة” في تركيا.
نحو 58 ألف شخص
أحصت عنب بلدي أعداد العائدين والمرحلين من تركيا إلى الأراضي السورية خلال عام 2023 الماضي، ليصل عددهم إلى نحو 58 ألف شخص، موزعين على أربعة معابر.
قال مدير معبر “تل أبيض”، فايز القاطع، لعنب بلدي، إنه خلال عام 2023، عاد 16 ألف و700 شخص من المعبر، بينهم نحو 6 آلاف شخص من المرحلين.
شملت إحصائية “العائدين طوعًا” خلال عام 2023، من معبر “باب السلامة” 22 ألفًا و800 شخصًا، وفقًا لما قاله مدير معبر باب السلامة، قاسم القاسم، لعنب بلدي.
وأوضح قاسم القاسم، لعنب بلدي، أن الإحصائية تشمل كل العائدين إلى سوريا، مشيرًا إلى أن معبر “باب السلامة” لا يفصل الأعداد بين مرحلين و”عائدين طوعًا”.
وخلال عام 2023، سجل معبر جرابلس، 8 آلاف و927 شخصًا ضمن خانة خروج طوعي، توزعت بين مرحلين وعائدين “طوعًا” إلى الأراضي السورية، وفق ما قاله مدير المكتب الإعلامي في معبر جرابلس الحدودي مع تركيا، محمد أبو شرفو، لعنب بلدي.
وفي إحصائيات منفصلة تنشرها إدارة معبر “باب الهوى” بشكل مستمر كل شهر، عن أعداد المرحلين إلى سوريا، وصل عدد المرحلين “قسرًا” من معبر “باب الهوى”، إلى 20 ألفًا و531 سوريًا خلال عام 2023.
وبدأت عمليات الترحيل بالارتفاع عبر معبر “باب الهوى” في تموز 2023. إذ رحل في الشهر نفسه 1207 شخص من تركيا، بينما سلمت السلطات التركية في حزيران 992 شخصًا إلى سلطة معبر “باب الهوى”.
وتعد الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، تشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول، الفترة الأكثر ارتفاعًا بأعداد المرحلين من معبر “باب الهوى”، وفقًا للإحصائيات الرسمية بحساب المعبر الرسمي في “فيس بوك” إذ رحل نحو 8 آلاف شخص، ويبلغ قرابة نصف العدد الكلي المعلن عن ترحيله خلال 2023، وكان تشرين الأول من الأشهر الذي شهد عمليات الترحيل الأكبر إذ وصلت الإحصائية إلى 2832 شخصًا.
ارتفاع أعداد المرحلين تزامن مع الحملات الأمنية التي نفذتها السلطات التركية خلال الأشهر الأخيرة من عام 2023، وخاصة بعد الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس، رجب طيب أردوغان في 28 من أيار الماضي، بولاية جديدة إذ تعهد بخفض عدد المهاجرين “غير الشرعيين”.
وعقب أقل من شهرين، كشف وزير الداخلية التركي عن عن إصداره تعليمات بشأن ملاحقة المهاجرين “غير الشرعيين” في أنحاء تركيا، مشيرًا إلى أنها قد تستمر لأشهر، خلال مقابلة خاصة مع صحيفة “Hürriyet” في 6 من تموز الماضي.
اقرأ أيضًا: ترحيل السوريين من تركيا “طوعًا” على الورق.. “قسرًا” على الأرض
أرقام متضاربة
تراجع عدد اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام “الحماية المؤقتة” في تركيا خلال عام 2023، أكثر من 313 ألفًا، وفقًا للإحصائيات الرسمية التي تنشرها رئاسة الهجرة التركية بشكل دائم.
بالمقابل، صرح وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في 17 من كانون الأول 2023، عن عودة 604 آلاف و277 شخصًا “طوعًا” من السوريين إلى بلدهم، دون تحديد للوضع القانوني للعائدين، وذلك خلال الأشهر الـ11 الماضية، بفارق يصل إلى نحو 300 ألف عن تلك الأعداد التي أحصتها الهجرة التركية حتى 21 من كانون الأول، والتي تفيد بحذف قيد أكثر من 313 ألف شخص خلال عام 2023.
وفي 21 من كانون الأول 2023، بلغ عدد اللاجئين 3 ملايين و222 ألفًا و12 شخصًا، بحسب إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية، في التاريخ المذكور.
في حين لم تفسر الحكومة التركية تفاوت الأرقام، بين تصريحات وزير الداخلية وإحصائيات الهجرة التركية.