أعلنت وزارة الدفاع الروسية نشر نقطتين جديدتين في الجولان السوري المحتل، لمراقبة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل.
وقال نائب رئيس المركز الروسي لـ”المصالحة” (يتبع لوزارة الدفاع)، الأميرال فاديم كوليت، الأربعاء 3 من كانون الثاني، إن بلاده ثبتت نقطتين عسكريتين جنوبي سوريا على خلفية تزايد وتيرة الاستفزازات في المنطقة منزوعة السلاح.
وبحسب ما نقلة الوكالة الروسية للأنباء (تاس)، فإن النقاط الجديدة تمركزت فيها وحدات من الشرطة العسكرية الروسية من أجل “مراقبة وقف إطلاق النار”.
انسحاب وعودة
أعادت روسيا تسيير دورياتها العسكرية في الجنوب السوري مطلع تشرين الثاني الماضي، بعد غياب استمر لأكثر من عام، إذ تجولت دورية عسكرية روسية جنوبي القنيطرة بين بلدة المعلقة وغدير البستان بالقرب من سرية “الصفرة” التابعة لـ”اللواء 90″ التابعة للنظام جنوبي المحافظة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في القنيطرة حينها، أن دورية روسية خرجت بجولة على مقربة من الحدود مع الأراضي المحتلة، وأجرى عناصرها جولة داخل سرية “الصفرة”
وغابت الدوريات الروسية عن المنطقة بشكل فاعل منذ أكثر من عام، بعد أن أخلت روسيا نقطة “التلول الحمر” العسكرية شمالي المحافظة منتصف 2021، ولم تعد للمنطقة منذ ذلك الحين.
وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967، ولا يسمح للقوات السورية بدخول المنطقة الفاصلة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار عام 1973.
وطوال السنوات الماضية اتهم النظام السوري إسرائيل بدعم فصائل المعارضة على حدود الجولان المحتل، لا سيما في ريف القنيطرة والمناطق المحاذية لها.
وفي عام 2018، أعاد النظام سيطرته على الجنوب السوري بدعم روسي وفق ما عرف حينها باسم “اتفاق التسوية” الذي أفضى إلى سحب السلاح الثقيل من فصائل المعارضة، ونقل الرافضين للتسوية نحو آخر معقل للمعارضة شمال غربي سوريا.
وخلال الفترة الزمنية نفسها، عادت قوات النظام إلى مواقعها على مقربة من الحدود مع الجولان السوري المحتل، بينما تمركزت روسيا في مناطق من محافظتي القنيطرة ودرعا، ثم انسحبت منها مع بداية حربها في أوكرانيا.
اقرأ أيضًا: روسيا تخلف وراءها فراغًا أمنيًا جنوبي سوريا
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال قيادي في “اللواء الثامن” الذي شكلته روسيا جنوبي سوريا، إن الغزو الروسي لأوكرانيا كان بداية انحدار الحضور الروسي في الجنوب، إذ تراجع الدعم تدريجيًا عن “اللواء” وتوقفت رواتب العناصر بالكامل، حتى أن زيارات الشرطة العسكرية الروسية إلى بصرى الشام صارت نادرة، ثم قطعت بالكامل.
إيران حاضرة
فتح الانسحاب الروسي من الجنوب السوري الباب أمام ميليشيات إيرانية تغلغلت في المنطقة، ما تركها عرضت لاستهدافات متكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إذ قصفت إسرائيل بشكل متكرر المنطقة، واستهدفت أفرادًا في هذه الميليشيات.
ومنذ إطلاق “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) لعملية “طوفان الأقصى” في غلاف قطاع غزة، وإشغال “حزب الله” لجبهة جنوبي لبنان، شهدت الجبهة الجنوبية في سوريا مع إسرائيل تكرار عمليات إطلاق صواريخ نحو مستوطنات إسرائيلية في الجولان المحتل.
وواصل سلاح الجو والمدفعية الإسرائيلي الرد على هذه الصواريخ باستهداف مصدرها جنوبي سوريا، ومنها ما ذهب أبعد من ذلك، إذ كررت إسرائيل قصفها لمواقع عسكرية لجيش النظام بمحافظات درعا والقنيطرة والسويداء، ردًا على إطلاق هذه الصواريخ.
عام 2020، أصدر مركز “ألما” الإسرائيلي تقريرًا تحدث عبره عن أن وحدة استخباراتية إيرانية تحمل اسم “ملف الجولان” تعمل بهدف بناء بنى تحتية لـ”خلية إرهابية” في الجنوب السوري، وكيلة عن “حزب الله” اللبناني.
وأشارت إلى أن الغرض من هذا النشاط هو جمع المعلومات وتنفيذ الأعمال الأمنية ضد إسرائيل، ويعتبر عناصرها والعاملون فيها من السكان المحليين السوريين الذين يعرفون المنطقة جيدًا، ويمكنهم الاندماج بين السكان المحليين.
اقرأ أيضًا: إيران تملأ هوامش الجنوب السوري.. أكثر من خطر وأقل من حرب
إسرائيل تخرق الحدود
منذ منتصف 2022، تعمل آليات عسكرية إسرائيلية على إنشاء وتعبيد طريق داخل الأراضي السورية، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في محافظة القنيطرة، ورصدته كاميرات مراسلين إسرائيليين خلال فترات زمنية مختلفة، أحدثها في تشرين الثاني 2022، عندما نشرت قناة “كان 11” الإسرائيلية تقريرًا تضمّن تسجيلات مصوّرة من داخل الأراضي السورية.
ودخلت قوات من الجيش الإسرائيلي إلى الأراضي السورية منتصف 2022، بقوة عسكرية مؤلفة من ست دبابات من نوع “ميركافا” وجرافتين عسكريتين يرافقهما عدد من الجنود لمراقبة الحدود والآليات، وذلك لتشييد طريق حمل اسم “سوفا 53”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في القنيطرة، أن الآليات الإسرائيلية مستمرة بعملها في تعبيد الطريق حتى اليوم، وبلغ عمق العمل داخل الأراضي السورية كحد أدنى نحو 100 متر، بينما وصل في مناطق أخرى إلى كيلومتر واحد.