أغارت طائرة حربية أمريكية على مقر لـ”الحشد الشعبي العراقي” في العاصمة العراقية بغداد للقصف في العاصمة بغداد، ما أسفر عن مقتل نائب قائد عمليات “حزام بغداد”، آمر “اللواء 12” في “الحشد”، الملقب بـ”أبو تقوى السعيدي” رفقة مساعده.
قائد عمليات “حزام بغداد” التابعة لـ”هيئة الحشد الشعبي” نصر الشمّري قال عبر “إكس” اليوم، الخميس 4 من كانون الثاني، إن نائبه “أبو تقوى السعيدي” قتل إثر هجوم أمريكي.
ويضم “الحشد الشعبي” عدة فصائل شيعية مدعومة من إيران، وخاضت عدة معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق، كما أسهم بدعم النظام السوري في حربه على المعارضة السورية.
شبكة “رووداو” الإعلامية (مقرها إربيل) قالت إن الغارة استهدفت مقر “اللواء 12″ التابع لـ”الحشد” (النجباء سابقًا)، في شارع فلسطين بالعاصمة العراقية بغداد.
وأشارت إلى أن مساعد “أبو تقوى السعيدي” قتل خلال القصف، بينما جرح شخصان آخران.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول عبد الله الزبيدي، أن القوات المسلحة تحمّل التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم “غير المبرر”.
وأشار إلى أن هذا الهجوم يعتبر “تصعيدًا خطيرًا، واعتداء على العراق”، بحسب “واع“.
ولم تعلن الولايات المتحدة مسؤوليتها عن الاستهداف حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
الهجوم جاء عقب يوم واحد من حديث المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، عن أن الولايات المتحدة بانتظار الحكومة العراقية أن تتخذ خطوات ضد أي منظمة تسهدف القوات الأميركية، مشيرًا إلى أن بلادها لن نتردد في الدفاع عن نفسها في حال تطلب الأمر ذلك، بحسب ما قاله لـ”روداو“.
وتعتبر الغارة الثالثة من نوعها إذ أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في 26 من كانون الأول 2023، عن أن القوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربات “ضرورية ومتناسبة” على ثلاث منشآت تستخدمها كتائب “حزب الله” والجماعات التابعة لها في العراق.
وأضاف في بيان، أن هذه الضربات هي رد على سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات التي ترعاها إيران، منها هجوم استهدف قاعدة “أربيل” الجوية شمالي العراق.
سبق ذلك إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، عن أن طائرة عسكرية تتبع لها هاجمت جماعة مسلحة مدعومة سبق وقصفت قاعدة أمريكية بصاروخ “باليستي” بالعراق.
ردًا على هجمات
تعتبر الاستهدافات الأمريكية المتكررة لميليشيات موالية لإيران في سوريا والعراق مرتبطة بحالة القصف شبه اليومية للقواعد الأمريكية في الدولتين المجاورتين.
وخلال أمس الأربعاء، استهدفت “المقاومة الإسلامية في العراق” القواعد الأمريكية في سوريا ثلاث مرات، أحدها في محافظة الحسكة، وأخرى في دير الزور، والثالثة شرقي حمص، وجميعها تقع بمحاذاة الحدود السورية- العراقية.
وتتهم الولايات المتحدة، إيران، بالمسؤولية عن هذه الهجمات، وتعتبر واشنطن أن طهران هي المسؤولة عن تدريب وتمويل المجموعات الشيعية في العراق التي تستهدف قواعدها العسكرية يوميًا.
وفي 9 من تشرين الأول الماضي، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكيين بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.
وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.
في 13 من الشهر نفسه، بعد مرور نحو أسبوع على بداية المواجهات في غلاف غزة الفلسطينية، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية معلومات عن أن الفصائل العراقية تلقت رسائل متواترة من الإيرانيين، أفادت أغلبيتها بأن التدخل المباشر في الحرب يحتاج إلى ظرف آخر، وقد يحدث هذا الظرف قريبًا “بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر”.
وأضافت أن اتصالات أجريت بالفعل بين قادة فصائل فلسطينية والعراقيين لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، أعلن زعيم “عصائب أهل الحق” (ميليشيات شيعية مقربة من إيران)، قيس الخزعلي، عن واحدة منها، كانت مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية.