وعورة الطرق بين الريف والمدينة تعوق حركة السكان برأس العين
يعاني سكان ريف رأس العين من صعوبة في الوصول إلى المدينة لقضاء حاجياتهم بسبب وعورة الطرق وعدم أهليتها لحركة الآليات والدرجات النارية، إذ تصل الطرق الترابية أو تلك المعبدة بشكل سيئ المدينة بالريف، ما يصعّب التنقل فيها.
فصل الشتاء يزيد من وعورة هذه الطرق، ما يجعلها خطرة في الكثير من الأحيان.
خسائر ومخاطر
اشكى محمود الزيد، وهو مالك محل تجاري للمواد الغذائية في قرية المقرن بريف رأس العين الغربي، من صعوبة وصول المواد الغذائية إلى القرية بسبب وعورة الطرق وعدم قدرته على الوصول إلى المدينة لشرائها بنفسه.
وقال لعنب بلدي، إنه لا يستطيع جلب المواد الغذائية من المدينة في فصل الشتاء، بسبب عدم قدرة الدراجة النارية التي يستخدمها على السير في الطريق المتضرر المؤدي إلى المدينة.
محمود قال إنه تعرض لحادثي سير نتيجة سوء الطرق، وخسر العديد من زبائنه للسبب نفسه، وأشار إلى أن استئجار سيارة لتوصيل المواد الغذائية من المدينة إلى القرية مكلف “جدًا”، كما أن احتمال تعرض السيارة لأضرار نتيجة الحفر الممتلئة بالمياه على الطرقات يزيد من التكاليف.
ويعاني مروان علاء الدين من قرية جكيمة شرق مدينة رأس العين المشكلة نفسها، خصوصًا أنه مصاب بفشل كلوي يجبره على مراجعة المستشفى بشكل دوري.
صعوبات يعانيها مروان وصفها بـ”الكثيرة” تعوق وصوله إلى المستشفى “الوطني” برأس العين، حيث يتلقى جلسات غسل الكلى بشكل منتظم، إذ قال إنه يحتاج إلى إجراء جلسات العلاج مرة كل ثلاثة أيام.
وأضاف أن وعورة الطرق وصعوبة تحرك الآليات والدراجات النارية تجعله يضطر أحيانًا إلى تأجيل جلسة العلاج، ما يعرض حياته للخطر، خصوصًا أن أوضاعه الاقتصادية لا تسمح له باستئجار سيارة لذا الغرض مرتين في الأسبوع.
ويطلب سائقو سيارات الأجرة 300 ألف ليرة سورية لقطع المسافة التي لا تتجاوز 14 كيلومترًا.
“الحكومة المؤقتة” أو مديرية الخدمات في رأس العين مطالبة بإعادة تأهيل الطرق في المدينة لتسهيل حركة السكان خلال فصل الشتاء، بحسب ما قاله مروان لعنب بلدي.
الوضع الحالي للطرق يعود إلى ما قبل عام 2011، بحسب ما قاله ياسر الخطام، وهو من قرية الراوية بريف رأس العين.
وأضاف أنه يعمل مدرسًا خارج قريته، ويواجه صعوبات يومية في التنقل بسبب الحفر الممتلئة بالمياه والوحل الكثيف على الطريق التي يسلكها بشكل يومي.
وأشار إلى أن هذه الظروف تجعله غير قادر على ركوب الدراجة النارية للوصول إلى مكان عمله، وهو حال بعض الطلاب أيضًا، إذ يجدون ملابسهم وكتبهم مغمورة بالوحل والمياه عند وصولهم إلى المدرسة بسبب سوء الطرق.
تكاليف الإصلاح عبء على المسؤولين
المتحدث باسم المجلس المحلي في مدينة رأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن المجلس يخطط للعمل على إعادة تأهيل الطرق في الريف لكن البنية التحتية لشبكة الطرق واسعة.
ونتيجة “الإهمال” من قبل النظام السوري و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بعدها، تدهورت أوضاع الطرق بشكل ملحوظ، وصارت عملية إعادة تأهيلها “مكلفة جدًا”، بحسب ملكي
وأضاف ملكي أن المجلس المحلي لا يملك القدرات الكافية لتأهيل شبكة الطرق بالكامل، موضحًا أن عدد القرى في رأس العين يبلغ 210 قرى، منها 115 بحاجة لإعادة تأهيل الطرق فيها.
ملكي قال إن المجلس يعمل على تأهيل الطرق ضمن الإمكانيات المتاحة لديه، من أجل تسهيل حركة التنقل للسكان.
خدمات معلقة بين المجلس وشركات تركية
على الرغم من مرور أكثر من أربع سنوات على سيطرة فصائل “الجيش الوطني” على رأس العين في إطار عملية عسكرية تركية أطلق عليها “نبع السلام”، لا تزال الخدمات الأساسية في الريف، مثل المياه والكهرباء والطرق، ضعيفة.
وبحسب ما قاله إداري في المجلس المحلي برأس العين لعنب بلدي، تحفظ على اسمه كونه غير مخول بالإدلاء بمعلومات لوسائل لإعلام، فإن مهمة تقديم الخدمات، وتأهيل المنشآت والطرق، انتقلت منذ سنوات إلى شركات تركية تعاقدت مع المجلس المحلي مثل شركة الكهرباء، وأخرى تركز على إعادة تأهيل آبار المياه.
الخدمات نفسها لاقت تأخرًا في التنفيذ من قبل الشركات المتعاقدة، ويعمل المجلس المحلي ضمن إمكانياته المحدودة وبشكل لا يلبي جميع احتياجات المدينة.
وتدير تركيا مدينة رأس العين شمالي سوريا، وتُدار المؤسسات الخدمية فيها عبر مركز ولاية أورفا التركية، ويشرف المجلس المحلي في المدينة على تنفيذ المشاريع الخدمية التي تعتبر خجولة مقارنة بتلك التي تنفذ شمالي محافظة حلب، التي تدار بالطريقة نفسها.
وتقع رأس العين بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليها “الجيش الوطني”، وتحيط بها جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :