ما الفوائد الصحية لمادة الكافيين

د. أكرم خولاني

يشكل الكافيين جزءًا من الروتين اليومي لمعظم الناس، فهو موجود في القهوة والشاي والمشروبات الغازية. ويعتمد ملايين الأشخاص على الكافيين كل يوم للبقاء في حالة يقظة وانتباه، فضلًا عن تحسين التركيز.

ويوفر الكافيين العديد من الفوائد الصحية، ويعد استهلاكه آمنًا لمعظم البالغين عندما يكون بكميات معتدلة، ولكن يجب الحذر عند تناوله بكثرة وخاصة من قبل بعض الناس الذين يعانون بعض الاضطرابات الصحية كالصرع وارتفاع ضغط الدم، لذلك يجدر التعريف بالكافيين والجرعات اليومية المسموح بها.

ما الكافيين

الكافيين أو الكافيئين أو البنينن (Caffeine) نسبة للقهوة (Coffee)، وهو مادة بلورية عديمة اللون، شبه قلوية، مرة المذاق، تصنف ضمن الأدوية نفسية التأثير من مجموعة المنبهات، فهي تنبه وتنشط الجهاز العصبي المركزي عند الإنسان.

ما مصادر الكافيين

يوجد الكافيين بشكل طبيعي في الشاي، والقهوة، والكاكاو، والشوكولا، والكولا، والفاصولياء، وفي أوراق وثمار أكثر من 60 نباتًا حول العالم، كما يوجد في المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، ويدخل الكافيين في تركيب بعض الأدوية مثل مثبطات الشهية، ومسكنات الألم، وأدوية نزلات البرد، ومثبطات السعال، والمرخيات العضلية، والمضادات الحيوية.

وتقدر كمية الكافيين الموجودة في بعض الأغذية كما يلي:

–      كوب واحد (250 ملل) من الشاي الأخضر 29-25 ملغ.

–      كوب واحد من الشاي الأسود 48-25 ملغ.

–      علبة (250 ملل) من الشاي المثلج المعلب 22-36 ملغ.

–      كوب من القهوة سريعة التحضير 76-106 ملغ.

–       فنجان (50 ملل) من قهوة “الإسبريسو” 200-150 ملغ.

–      كوب (250 ملل) من القهوة المصنوعة بالتنقيط 240-150 ملغ.

–      كوب (250 ملل) من القهوة الخالية من الكافيين 6-2 ملغ.

–      علبة (250 ملل) من مشروبات الطاقة 80 ملغ.

–      علبة (375 ملل) من المشروبات الغازية النظامية 36-50 ملغ.

–      50 غرامًا من الشوكولا الداكنة 60 ملغ.

–      50 غرامًا من الشوكولا البيضاء 10 ملغ.

وننوه إلى أن كمية الكافيين تكون مختلفة عادة باختلاف المنتج والشركة المصنعة لهذه المشروبات والأغذية.

ما فوائد الكافيين

يوفر الكافيين العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، وفيما يلي بيان بعض هذه الفوائد مرتبة حسب درجة فعاليته في تحقيقها:

• تحسين حالة المصابين بالصداع النصفي والصداع التوتري

تشير الدراسات إلى أن الكافيين آمن وفعال في السيطرة على ألم الصداع النصفي والتوتري الحادين، وإن استخدام الأدوية التي تحتوي على الكافيين مع الباراسيتامول أو الكافيين مع الآيبوبروفين لمعالجة الصداع أكثر فعالية من استخدام كل منهما على حدة، وقد أسهمت هذه الأدوية في تخفيف حدة الصداع خلال وقت أقل، بالإضافة إلى أن تخفيف الألم كان أكبر مقارنة باستخدام كل دواء لوحده.

• تعزيز النشاط واليقظة العقلية

يساعد استخدام جرعات عالية من الكافيين على تعزيز اليقظة العقلية بشكل كبير، خاصة عند الانقطاع عن النوم لفترة زمنية طويلة، ويعود ذلك إلى تأثيره المنبه، فهو يؤثر على استقلاب الجسم بما فيه تحفيز الخلايا العصبية، وهذا يؤدي إلى اليقظة والنشاط.

• تحسين القدرات المعرفية التي تقل مع التقدم في السن

يسهم استهلاك الكافيين في الحفاظ على الوظائف الإدراكية للدماغ لدى الأفراد المصابين بالخرف أو ألزهايمر.

• تعزيز الأداء البدني

عندما يؤخذ الكافيين مع كمية من الكربوهيدرات فإنه يسهم في تحسين الأداء الرياضي من خلال زيادة قوة وقدرة تحمل العضلات، وذلك لأنه يعمل على تجديد مخازن الغليكوجين في العضلات بشكل أسرع بعد ممارسة الرياضة، إلا أنه يجدر التنويه إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات على بعض الفئات مثل النساء، والأشخاص في منتصف العمر، وكبار السن، للتحقق من صحة هذه النتائج بالنسبة لهم.

• تحسين حالة المصابين بالربو

أظهرت إحدى الدراسات القديمة أن الكافيين يحسن من وظائف الشعب الهوائية بدرجة بسيطة لمدة قد تصل إلى 4 ساعات عند الأشخاص المصابين بالربو.

• تحفيز نمو الشعر

لذلك يستخدم على شكل شامبو في حالات تساقط الشعر عند الرجال والنساء، وكذلك يستخدم بعد إجراء زراعة الشعر.

• رفع ضغط الدم المنخفض

يؤدي استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين إلى زيادة ضغط الدم لدى كبار السن الذين يُعانون انخفاضًا في ضغط الدم بعد تناول الطعام، ويجدر التنويه إلى ضرورة الاعتدال في شرب الكافيين للأشخاص المصابين بارتفاع في ضغط الدم.

• تعزيز الذاكرة

أظهرت إحدى الدراسات أن القهوة تمتلك تأثيرًا إيجابيًا على ذاكرة الطلاب عند شربها في الصباح الباكر، ويُشار إلى أن التأثير كان ملحوظًا على الطلاب عند تقديمهم للامتحانات في الصباح الباكر.

• تخفيف الألم

يعمل الكافيين عمل المسكنات في تخفيف الألم من خلال تأثيره على مستقبلات الأدينوزين التي لها دور في عملية الإحساس بالألم.

• تخفيف أعراض داء باركنسون

يساعد على تحسين بعض الأعراض التي تظهر على الأفراد المصابين بداء باركنسون كتعزيز المعرفة، إلا أنه لا يقلل من شلل الرعاش المرتبط بمرض باركنسون.

• احتمالية التخفيف من الاكتئاب

قد يساعد استهلاك الكافيين على تخفيف أعراض الاكتئاب، كما أن خطر الإصابة بالاكتئاب يقل مع تناول القهوة التي تحتوي على الكافيين.

• التخفيف من آلام العضلات بعد التمرين

استهلاك الكافيين قد يقلل من آلام العضلات التي قد تحدث خلال اليوم الثاني والثالث من أداء التمارين الرياضية بشكل ملحوظ، وكذلك فإن أداء التمارين يكون أفضل عند استهلاك الكافيين.

• تحسين القدرة على التنفس خلال أداء التمارين الرياضية.
• تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
• تخفيف الآلام الناتجة عن مرض السرطان.
• التخفيف من تهيج البشرة واحمرارها.
• معالجة نقص الأكسجين في الدم الذي يحدث نتيجة ممارسة التمارين الرياضية.
• تحسين حالة المصابين بالصداع النومي (Hypnic headache)، وهو آلام الرأس التي تصيب بعض الأشخاص عند النوم.
• إنعاش حديثي الولادة في حالة توقف التنفس.

ما كمية الكافيين المسموح بها يوميًا

إن تناول ما يصل إلى 400 ملغ من الكافيين يوميًا لا يسبب خطرًا على صحة البالغين الأصحاء، فهذه الكمية تقريبًا تكون موجودة في أربعة أكواب من القهوة أو 10 علب من الكولا أو 5 علب من مشروبات الطاقة (إلا أنه يجب أخذ الحيطة والحذر من قبل الأشخاص المصابين بحساسية الكافيين).

ولكن كما يعد استهلاك الكافيين آمنًا بجرعات معينة للكبار، فإنه لا ينصح به للأطفال، وللمرأة الحامل أو المرضع، ولمرضى الصرع وارتفاع ضغط الدم.

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تناول القهوة، أو الشاي، أو الصودا، أو المشروبات الرياضية، أو غيرها من المنتجات التي تحتوي على الكافيين للأطفال دون سن 12 عامًا، فيما على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا الحد من تناول الكافيين إلى ما دون 100 ملغ في اليوم.

وقد يؤدي استهلاك كمية أكبر من 400 ملغ من الكافيين يوميًا إلى حدوث العديد من التأثيرات السلبية على صحة البالغين الأصحاء، لذلك يجب تجنب الإفراط باستهلاك الكافيين لما لذلك من أضرار، وهذا ما سنتناوله في مقال مقبل.