اللاذقية.. البديل محل الأصيل في سهرة رأس السنة
تغيب التحضيرات لسهرة رأس السنة هذا العام عن اللاذقية بشكل ملموس، مع غياب القدرة الشرائية لدى غالبية الناس، بما يعيق شراء لوازم السهرة وحاجاتها التي تعتبر طقسًا اجتماعيًا لا بديل عنه لدى أبناء المحافظة.
في 2022 كان بمقدور إسماعيل (34 عامًا) شراء الدجاج لسهرة رأس السنة، لكنه قرر هذا العام استبداله بالفطائر المنزلية والتبولة، إضافة إلى بعض الموالح مثل الفول السوداني وبذر دوار الشمس.
الموظف الحكومي الذي يعيش مع عائلته المكونة من ثلاثة أطفال وزوجة موظفة، يشعر بالسعادة لأن أطفاله لا يحبون الدجاج، كما يقول، موضحًا أنهم ولدوا خلال سنوات الأزمة المعيشية الخانقة ولم يعتادوا وجود الدجاج على المائدة، لذلك لم يألفوه كثيرًا، ويفضلون البيتزا والفطائر.
لا ينسى الموظف الثلاثيني احتفالات رأس السنة في السنوات الماضية، حين كانت والدته تعد الأطعمة الشهية، مثل “الكبة المقلية” و”الكبة بالصينية”، إضافة إلى المشاوي المتنوعة كالدجاج والكباب واللحوم، والمقبلات المختلفة مثل التبولة والفتوش والمسبحة والـ”بابا غنوج”، والمشاريب إضافة إلى الحلويات.
ويوضح إسماعيل أنه في حال أراد إعداد مائدة مشابهة في الوقت الحالي، فإن السهرة ستكلفه أكثر من ثلاثة ملايين ليرة، فيما لم تكن كلفتها تتعدى ثلاثة آلاف ليرة بالحد الأعلى.
وارتفعت أسعار الدجاج خلال العام الحالي، ووصل سعر كيلو الدجاج الحي إلى 42 ألف ليرة، وكيلو صدر الدجاج 80 ألف ليرة، والفخذ 43 ألف ليرة، والجوانح 45 ألف، والسودا 90 ألف ليرة (الدولار يقابل 14 ألف ليرة سورية).
ويأتي ذلك وسط توقعات بارتفاع الأسعار قبل يوم رأس السنة، بسبب زيادة الطلب، إذ يعتبرها البائعون مناسبة لتحصيل المزيد من الأرباح في ظل غياب شبه كامل للرقابة التموينية.
حركة البيع شبه معدومة
في الشارع المؤدي إلى كراج “الفاروس” بالمدينة، وقرب مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، يوجد محل لبيع الدجاج يقصده غالبية أبناء الريف لقربة من محطة وسائل النقل.
أوضح صاحب المحل، في إجابات على مراسلة عنب بلدي باعتبارها زبونة، أن حركة البيع مشلولة في أسبوع الأعياد، بما لا يتجاوز بيع دجاجتين في اليوم، مع ميل الزبائن للشراء بالقطعة.
يأمل البائع أن يبيع أكثر مع اقتراب سهرة رأس السنة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن سعر دجاجة بوزن ثلاثة كيلوجرامات، وهو الوزن الشائع، يتجاوز 126 ألف ليرة، وغالبية الأسر تحتاج على الأقل لدجاجتين، ويصل سعرهما لنحو 250 ألف ليرة، مع إمكانية ارتفاع الأسعار قبل رأس السنة.
تقاسم التكاليف
قررت حلا (42 عامًا)، التي تعمل في أحد محال بيع الألبسة بالمدينة، الاحتفال بسهرة رأس السنة مع جارتها هذا العام، حيث تتقاسم العائلتان التكاليف فيما بينهما، فيصبح “الحمل أخف” كما تقول.
اعتادت حلا الاحتفال مع عائلتها التي تقيم في إحدى قرى صلنفة، لكن بسبب تكاليف النقل المرتفعة والبرد الشديد في صلنفة وغياب سبل التدفئة، اعتذرت من العائلة وقررت البقاء في المدينة.
تقول السيدة إن تكاليف النقل بالسرافيس العادية لها ولعائلتها المؤلفة من خمسة أشخاص، تصل إلى 30 ألف ليرة، وترتفع إلى 100 ألف ليرة للذهاب والإياب إذا استخدمت الـ”تكسي سيرفيس”، وهو مبلغ يمكن استغلاله لشراء احتياجات السهرة عوضًا عن تبديدها على النقل.
واتفقت العائلتان على أن تشتري كل عائلة احتياجاتها من اللحوم، بينما تم رصد مبلغ 50 ألف ليرة لشراء الموالح، و100 ألف ليرة للمشروبات، إضافة إلى التبولة والبطاطا المقلية بكلفة 80 ألف ليرة تقريبًا.
وبحسب حلا، فإن آخر مرّة تناولت فيها عائلتها الدجاج المشوي هذا العام، كان خلال شهر رمضان الماضي، مشيرة إلى أنهم تناولوا هذه الوجبة 4 مرات فقط خلال هذا العام، نتيجة ارتفاع سعر الدجاج.
وفيما يتعلق باللحوم المشوية فقد تناولتها العائلة مرّة واحدة، خلال آذار الماضي، وكانت عبارة عن سندويش كباب كان سعر الواحدة منها حينها 7000 ليرة.
وبينما يعاني غالبية الأهالي لتوفير الحد الأدنى من مصاريف سهرة رأس السنة، تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات المطاعم والفنادق لسهرة رأس السنة، وتتضمن طعامًا ومشروبًا وحفلة غنائية، وتترواح بين 200 ألف ليرة و600 ألف ليرة للشخص الواحد، بحسب المطعم وموقع سواء كان بالريف أو في المدينة.
اقرأ المزيد: ارتفاع الأسعار يسرق فرحة عيد الميلاد في اللاذقية
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :