بانتظار استجابة الجهات المعنية لمطالب إصلاحها

إثر الزلزال.. انهيارات التربة تثقل كاهل مزارعين شمالي إدلب

تشققات في التربة ضمن أراضي قرية العلانية شمالي إدلب إثر الزلزال – 16 من كانون الأول 2023 (عنب بلدي)

camera iconتشققات في التربة ضمن أراضي قرية العلانية شمالي إدلب إثر الزلزال – 16 من كانون الأول 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس الخولي

يحمل الخمسيني أحمد أكياس الخيش الكبيرة المملوءة بالرمان على ظهره، وينقلها مسافة تزيد على 500 متر، بسبب حدوث حفر كبيرة وانهيارات بالتربة في الطريق الواصل بين أرضه وقريته العلانية قرب مدينة سلقين بمحاذاة الحدود التركية.

هذه الحفر والتشققات في التربة ظهرت إثر الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وأربع محافظات سورية في 6 من شباط الماضي، ولا تزال دون إصلاحات.

رغم مضي أكثر من عشرة أشهر على الزلزال، لا تزال طرقات كثيرة خارجة عن الخدمة، ويجد مزارعون صعوبات في الوصول إلى أراضيهم الزراعية، وتحديدًا المناطق الواقعة قرب الحدود التركية.

500 متر متضررة

أحمد البكرو، مزارع من قرية العلانية، قال لعنب بلدي، إن الحفر ظهرت بعد الزلزال، ويصل قطر الواحدة منها إلى أكثر من مترين، وتوجد في الطريق الواصل بين الأراضي الزراعية وقرية العلانية المعروف بطريق “العاصي العتيق”.

ويبلغ طول المسافة المتضررة من الطريق أكثر من 500 متر، وفق أحمد، وتحول دون قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم بالآليات.

وقدّم أهالي قرية العلانية شكاوى للمجلس المحلي بالمنطقة، وطلبات للمنظمات المعنية بإصلاح الطريق قبل فوات الأوان وموت الأشجار التي يستفيدون من محاصيلها، لكنهم لم يتلقوا استجابة سوى من “الدفاع المدني السوري” الذي عمل على إصلاح الطريق لمدة يومين، وأصلح 50 مترًا منه فقط.

صعوبات في نقل المحاصيل

تعتمد غالبية أهالي قرية العلانية على الزراعة بشكل أساسي كمصدر دخل، لكن وعورة الطريق وعدم قدرتهم على إدخال الآليات الزراعية كالجرارات والسيارات، أجبرتهم على نقل المستلزمات والمحاصيل بحملها على ظهورهم.

وقال المزارع أحمد البكرو، إنه يزرع ثلاثة محاصيل في أرضه هي أشجار الخوخ والجانرك والرمان، ولم يتمكن من سقاية الأشجار والعناية بها هذا العام، وعند جني المحاصيل زادت على أجور العمال الذين يساعدونه في الجني أجور نقل المحاصيل ضمن المسافة المتضررة.

ودفع المزارع أحمد 300 ليرة تركية كل يوم لعمال النقل، الذين يساعدونه في حمل محصوله، لافتًا إلى أنه مبلغ كبير لا يقدر على تحمله كثير من المزارعين، الذين يعتمدون على أنفسهم لنقل المحاصيل وحملها على ظهورهم.

عودة لوسائل بدائية

عدم قدرة المزارعين على إدخال الآلات الزراعية إلى أراضيهم أجبرهم على العمل باستخدام وسائل بدائية كحراثة الأراضي بالمعاول القديمة، رغم ما يترتب عليها من جهد مضاعف وتكاليف يد عاملة.

عماد البكرو، مزارع آخر، قال إن ظروف الطريق أجبرته على حرث الأرض والعناية بها باستخدام المعاول ووسائل الحراثة القديمة.

وأضاف المزارع أن أكثر الصعوبات التي يعانيها المزارعون هي أعمال السقاية التي تتم عبر استخدام خراطيم مياه طويلة جدًا، تربط بين صهاريج المياه التي تصل إلى بداية الطرقات المتحفرة ويتم مدها إلى الأراضي الزراعية مسافة 500 متر، وما يترتب على ذلك من تكاليف المحروقات اللازمة لتشغيل المضخات.

ولفت المزارع إلى أن السقاية ضرورية للحفاظ على حياة الأشجار لحين إصلاح الطريق، مشيرًا إلى أن التأخر في إجراء عمليات الإصلاح سيجبر المزارعين على اقتلاع ما تبقى من أشجار، لعدم قدرتهم على استمرار العمل بالوسائل القديمة المرهقة والمكلفة.

إثر الزلزال، تعرضت الأراضي الزراعية على أطراف نهر “العاصي” شمال غربي سوريا لانهيارات في التربة، وتشققات خلقت فجوات بأحجام مختلفة، بالإضافة إلى انبعاثات رملية من باطن الأرض.

وانزاحت التربة في أراضٍ زراعية متفرقة بمدينة دركوش بريف إدلب الغربي، الواقعة على ضفتي النهر، وظهرت شقوق في الأراضي المجاورة للنهر بعرض مترين إلى ثلاثة، وبعمق من ثلاثة إلى أربعة أمتار.

وأفاد مزارعون من دركوش لعنب بلدي، أن التشققات أظهرت أنفاقًا جديدة على شكل مجاري مياه، كما خرجت من باطن الأرض رمال سوداء على شكل فقاعات تشبه البركان.

وقال الخبير الجيوفيزيائي علي الشاهر لعنب بلدي حينها، إن التشققات التي حدثت على أطراف نهر “العاصي” تسمى فوالق محلية، وهي موازية لمجرى النهر، وتسمى هذه التغيرات بـ”مرافقات الزلزال الخطر“.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة