“نيوكاسل” والأعلاف يرفعان أسعار الفروج في درعا
ما زالت أسعار الفروج والبيض تشهد ارتفاعًا مستمرًا في محافظة درعا جنوبي سوريا لأسباب تتعلق بقلة المعروض من المادة، وسط تناقص بعدد المداجن بعد خسارات متتالية تعرض لها المربون.
وتزامنت المشكلات التي أصابت قطاع الدواجن، مع موجة من فيروس “نيوكاسل” الذي ضرب بعض المداجن منذ آب الماضي، لا تزال تداعياته تؤثر على إنتاجية القطاع حتى اليوم.
ووصل سعر كيلو الفروج الحي قبل الذبح إلى 46000 ليرة سورية وسط عدم قدرة السكان على الشراء (يقابل الدولار 14000 ليرة).
“نيوكاسل” قاتل للطيور
يعمل مراد ذو الـ35 عامًا مربيًا للدواجن في ريف درعا الشرقي، وكان يملك في المنشآت التي يستخدمها لتربية الدواجن 5000 دجاجة، لم ينجُ منها إلا 1000، بعد أن ضرب فيروس “نيوكاسل” المنطقة، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
وأضاف أن حدة الفيروس تراجعت خلال تشرين الثاني الماضي بعد تأمين لقاح مضاد.
إياد ذيب، طبيب بيطري يدير عيادة في درعا، قال لعنب بلدي إن فيروس “نيوكاسل” (طاعون الدجاج) مرض فيروسي يصيب رئة الدجاج، وتمكن خطورته بكون شديد العدوى، ولا يمكن علاجه إنما من الممكن تحصين قطيع الدجاج عبر لقاح مخصص له.
وأضاف أن الوباء أثر على إنتاجية مربي الدواجن في المحافظة خلال الأشهر الماضية، وذلك بعد نفوق أعداد “كبيرة” من الطيور، ما تسبب بندرة الفروج في السوق المحلية.
ويعد “طاعون الدجاج” من الأمراض المعدية جدًا، فعندما يدخل الفيروس إلى قطيع معرض للإصابة، فإن جميع الطيور ستصاب بالعدوى خلال مدة تتراوح من يومين إلى ستة أيام، بحسب منظمة الصحة الحيوانية.
ورفض وزير الزراعة محمد حسان قطنا في تصريح للصحفيين نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا)، مطلع كانون الأول الحالي، تسمية الإصابة بفيروس “نيوكاسل” بالجائحة مشيرًا أن الإصابات حينها كانت “طفيفة وطبيعية”.
وحمّل قطنا مسؤولية الإصابة للمداجن التي لا تلتزم بالتعليمات الفنية وإرشادات وزارة الزراعة.
وأضاف أن الوازرة وزعت لقاحات محلية الصنع بشكل مجاني على المربين، كما يتوفر لقاح مستورد لدى الصيدليات البيطرية.
في حين فقد مربي طيور الدجاج المنزلية عشرات الطيور من بينهم هالة المحمد من سكان ريف درعا الغربي، إذ قالت لعنب بلدي إنها خسرت ثمانية من أصل 12 طائر دجاج كانت تربيهم في منزلها، إثر إصابتهم بالفيروس.
وأضافت أن الدجاج المنزلي يوفر عليها تكاليف شراء البيض خصوصًا أن سعر البيضة الواحدة وصل إلى 2000 ليرة سورية في السوق المحلية.
وقالت إنها سترمم النقص عبر شراء صيصان جديدة، يصل سعر الواحد منها إلى 75000 ليرة سورية.
ولفت رئيس دائرة الصحة الحيوانية في درعا، محمود الجوابرة، حسبما نقلت صحفية “تشرين” الحكومية إلى ضرورة إنشاء خريطة لمزارع الدواجن وخريطة للأماكن الموبوءة، لضرورة التعامل وقائيًا مع الوباء.
ونوه إلى ضرورة تعقيم الحظائر بشكل فني، وإطلاق برامج التحصين الوقائي، وضرورة اختيار نوعية جيدة من العلف خالية من الأمراض.
تكاليف أكبر في الشتاء
تحتاج المداجن خلال فصل الشتاء للتدفئة المستمرة وخاصة خلال ما يعرف محليًا باسم “مربعانية الشتاء” وهي الفترة التي تشمل نهاية العام، وبداية عام آخر.
ويعتمد مربو الدواجن في درعا على الحطب كوسيلة لتدفئة منشآتهم، بحسب ما قاله مراد، مالك منشأة لتربية الدواجن في ريف درعا الشرقي، لعنب بلدي.
ويتراوح سعر طن الحطب في درعا ما بين مليونين وثلاث ملايين ليرة سورية، في حين وصل سعر ليتر المازوت الواحد إلى 14000 ليرة سورية في السوق المحلية.
مراد قال لعنب بلدي إن بعض المربين يستغنون عن التربية خلال فصل الشتاء، ما يؤدي إلى نقص في المادة وبالتالي يرتفع سعرها.
وأضاف أن الدواجن شديدة التأثير سواء بالحرارة صيفًا، أو بالبرودة شتاء.
المستلزمات مستوردة بمعظمها
تعتبر الأدوية المستوردة والأعلاف المستوردة أكثر فاعلية بحسب مربين التقتهم عنب بلدي.
ووصل سعر طن الذرة المستوردة إلى أكثر من تسعة ملايين ليرة سورية، ولكنه أكثر فاعلية فيما يتعلق بزيادة وزن الطير بالمقارنة بالذرة المحلية التي يصل سعر الطن منها إلى ستة ملايين ليرة سورية.
ومن الحلول التي اقترحها المربي مراد دعم قطاع الدواجن عبر إلغاء الرسوم الجمركية على مستوردات الأعلاف والأدوية، ودعم المداجن بوسائل التدفئة، ما قد يخفف من تكلفة الانتاج على المربي، وينعكس على أسعار الفروج في الأسواق.
تمام الزعبي، يعمل في محل لبيع الفروج في درعا، قال لعنب بلدي إن نسبة الإقبال على الشراء ضعيفة، لأن سعر الدجاجة يتراوح ما بين 80 إلى 100 ألف ليرة سورية، بحسب وزنها، وبالتالي صار السكان يشترون جزءًا من الفروج، خاصة بعد غلاء اللحوم الحمراء التي وصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 150 ألف ليرة للحم الغنم، 140 ألفًا للحوم الأبقار.
وتعتبر محافظة درعا من المحافظات المنتجة للفروج والبيض وتصدر معظم إنتاجها للسوق المحلية في المحافظة نفسها، ولأسواق العاصمة دمشق.
وبلغ عدد المزارع المنتجة في محافظة درعا بحسب مديرية زراعة درعا 599 مزرعة، منها 451 مزرعة فروج تنتج سنويًا 11 ألف طن من لحم الدجاج، ويوجد في درعا 148 مدجنة تنتج ما يقارب 63 مليون بيضة سنويًا.
وفي مطلع العام الحالي، قال رئيس اتحاد فلاحي درعا، محمد مجدي الجزائري، لـ”سانا“، إن الاتحاد اتخذ خطوات لدعم هذا القطاع عبر إنشاء جمعيات لمربي الدواجن، بهدف دعم العاملين في هذا القطاع وضمان استمرارية الإنتاج وزيادته وتخفيض تكاليفه، إضافة إلى العمل على تأمين مستلزمات الإنتاج للمربين من أعلاف وأدوية بيطرية وغيرها.
وأضاف أن بلدات نوى وخربة غزالة ومعربة ستطبق فيها هذه الخطوات كمرحلة أولى لتكون بداية إطلاق عمل هذه الجمعيات.
وأشار إلى أن جمعية خربة غزالة بدأت بالعمل، بينما لا تزال الجمعيات نوى ومعربة في طور التأسيس.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :