درعا.. برودة الطقس وطول مدة التسليم يرفعان سعر الغاز “الحر”
ارتفعت أسعار الغاز المنزلي في السوق المحلية بمحافظة درعا جنوبي سوريا، ليصل سعر أسطوانة الغاز بوزن 10 كيلوغرامات إلى 230 ألف ليرة سورية في ظل عدم توفرها بكميات كافية للسكان.
ورصدت عنب بلدي ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز المنزلي “الحر” في درعا، إذ وصلت في السوق السوداء إلى 230 ألف ليرة، بعد زيادة الطلب عليها للتدفئة في فصل الشتاء وقلة المعروض من الغاز “المدعوم”.
وحافظت أسطوانة الغاز “المدعوم” على سعرها بقيمة 16500 ليرة سورية، ولكن تباعدت فترات التسليم عبر “البطاقة الذكية” للعائلات لفترات تجاوزت 70 يومًا.
ما الأسباب
يعد تباعد فترات التسليم من أهم الأسباب التي تخلق أزمة على الغاز في السوق المحلية بدرعا، إذ يلجأ السكان حينها لشراء أسطوانة الغاز من “البسطات”.
رئيس جمعية معتمدي الغاز بريف دمشق، عدنان برغشة، أوضح لصحفية “الوطن” المحلية، في 27 من كانون الأول 2023، أن سبب ارتفاع أسعار أسطوانة الغاز المنزلي يعود لزيادة الطلب على المادة وعدم كفاية حصة الفعاليات الاقتصادية من مخصصات شركة “تكامل” المسؤولة عن توزيع أسطوانات الغاز “المدعومة”.
وأضاف برغشة أن سعر الأسطوانة من الغاز المنزلي تجاوزت 150 ألف ليرة سورية في ريف دمشق، و300 ألف ليرة لأسطوانة الغاز الصناعي، في حين أن الأسعار أعلى في درعا، بحسب رصد عنب بلدي.
عجزت فايزة (50 عامًا) من سكان بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي عن شراء الغاز بسعره “الحر” بعد نفاد مخصصاتها من الأسطوانة التي تسلمتها عبر “البطاقة الذكية”.
وقالت فايزة (رفضت ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية) لعنب بلدي، إنها كانت تقتصد في استهلاك الغاز كي تكفيها الأسطوانة لحين التسلم اللاحق، لكن تباعدت فترات التسليم إلى أكثر من 70 يومًا بالمقارنة مع 50 يومًا خلال الصيف الماضي، كما أن برودة المياه التي تحتاج إلى كميات أكبر من الغاز أدت إلى نفاده بسرعة.
ولجأت فايزة كحل مؤقت لتعبئة الغاز “السفري” بـ50 ألف ليرة سورية، ويعمل زوجها في أعمال المياومة بأجرة تصل إلى 25 ألف ليرة باليوم.
في حزيران 2019، حصرت “الشركة السورية لتوزيع وتخزين المواد البترولية” (محروقات) بيع أسطوانات الغاز المنزلي عبر “البطاقة الذكية” في محافظتي درعا والقنيطرة، إذ اتبعت هذا الأسلوب بشكل تدريجي في المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام لتشملها لاحقًا.
وأوضح حينها المدير العام لشركة “محروقات”، مصطفى حصوية، للوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) أن فترات التوزيع ستكون بمعدل أسطوانة كل 23 يومًا، مشيرًا إلى أن هذه المدة يمكن “تعديلها حسب الحاجة”.
وتعد برودة المياه خلال فصل الشتاء من الأسباب التي أدت إلى زيادة الحاجة واستهلاك أسطوانة الغاز المنزلي، ومع قلة الكميات زاد سعرها في السوق المحلية.
ولا تكفي مخصصات الغاز الصناعي أيضًا المقدم للمطاعم والمنشآت الصناعية حاجتها من المادة، ما يدفع أصحابها أو مستثمريها إلى البحث عن الغاز في السوق المحلية.
أحمد يمتلك مطعمًا شعبيًا في ريف درعا قال لعنب بلدي، إنه يشتري الغاز “الحر” من السوق المحلية بعد تناقص كميات الغاز الصناعي “المدعوم” المقدم من مديرية المحروقات، مضيفًا أنه يتسلم كل أربعة أشهر 60 أسطوانة غاز صناعي أي بمعدل نصف جرة باليوم بناء على المخصصات، في حين تقدر حاجته بثلاث أسطوانات يوميًا.
وتوجد في مطعم أحمد شواية فروج وسيخ “شاروما”، بالإضافة لحاجته إلى الغاز لقلي البطاطا وغاز أرضي لتجهيزات أخرى.
ووصف أحمد (امتنع عن ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية) عملية البحث عن أسطوانات الغاز بالأمر “المتعب والهاجس اليومي” لتأمينها خوفًا من التوقف عن العمل.
بدائل لتقليل الاستهلاك
يحاول السكان في محافظة درعا الاقتصاد في الاستهلاك عبر استخدام مصادر مساعدة.
وتلجأ فايزة للطهو على مدفأة الحطب وكذلك صنع القهوة والشاي، قائلة لعنب بلدي، “أحيانًا أطهو الطعام ليلًا للاستفادة من اشتعال المدفأة، وبحثًا عن وفورات للغاز”.
وبحسب أهالٍ قابلتهم عنب بلدي، يعد هذا الخيار “متعبًا” وخاصة في أثناء نزول المطر وتبلل الأعواد ما يجعل اشتعال النار أمرًا “صعبًا”، لكنهم يضطرون للعمل بهذه الطريقة قدر الإمكان ليمتد عمر الأسطوانة لأن شراء واحدة بهذا السعر أمر “مكلف، وغير متاح”.
ومن الطرق التي يلجأ إليها الأهالي عوضًا عن استخدام الغاز، الطهو باستخدام الكهرباء على سخان كهربائي يعرف بـ”الليزري”، لكنه أيضًا يعد خيارًا محدودًا في ظل “تقنين” الكهرباء الذي يصل حاليًا إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل.
وبحسب تصريحات وزير النفط في حكومة النظام، فراس قدور، في 11 من كانون الأول الحالي، خلال مشاركته بمؤتمر الطاقة العربي في الدوحة، انخفض إنتاج النفط من حوالي 385 ألف برميل في اليوم عام 2011، إلى نحو 15 ألف برميل في الوقت الراهن.
كما انخفض الإنتاج الإجمالي من الغاز الطبيعي من نحو 30 مليون متر مكعب باليوم عام 2011 إلى نحو 10 ملايين متر مكعب باليوم في الوقت الراهن.
وكون إنتاج الكهرباء في سوريا يعتمد بنسبة 94% على حوامل الطاقة التقليدية (الغاز الطبيعي والفيول)، انخفضت كميات الكهرباء المنتجة في محطات توليد الكهرباء إلى 19.2 مليار كيلوواط ساعي عام 2022، وفق قدور.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :