الحكم على منظمة أمريكية بسبب “انتهاكات تصدير” إلى سوريا

أصدرت محكمة اتحادية أمريكية حكمًا على مؤسسة “NuDay Syria” الأمريكية الخيرية، بتهمة ارتكاب “جرائم تصدير” إلى سوريا.

وحكم قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية جوزيف لابلانت، بحسب مانشرته وزارة العدل الأمريكية، الخميس 28 من كانون الأول، على “NuDay” بخضوعها لمدة خمس سنوات إلى المراقبة، وهي أقصى عقوبة للمنظمة المدعى عليها، كما أمرت “NuDay” بدفع غرامة قدرها 25 ألف دولار.

في 8 من أيلول الماضي، أقرت “NuDay” بالذنب في ثلاث تهم تتعلق بالفشل في تقديم معلومات التصدير إلى سوريا.

وقالت المدعية العامة الأمريكية، جين إي يونج، “يعتمد أمننا القومي على كشف المصدرين بصدق عن مكان شحن البضائع لضمان عدم وضع الجهات الأجنبية المعادية أيديهم على سلع يحتمل أن تكون خطرة”، وأضافت “تظهر هذه المحاكمة أن الانتهاكات المتعمدة لقانون التصدير، حتى من قبل مؤسسة خيرية غير ربحية، ستؤدي إلى عواقب جنائية”.

وأوضحت المحققة الخاصة والتابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي جودي كوهين، أن هذه المؤسسة الخيرية انتهكت “بشكل صارخ” قوانين مراقبة الصادرات الأمريكية عندما أرسلت أكثر من 100 شحنة من السلع الإنسانية إلى سوريا، التي تصنفها أمريكا على أنها دولة “راعية للإرهاب”، و”كذبت” بشأن المكان الذي كانت تذهب إليه تلك الشحنات.

وعلّقت كوهين على الحكم قائلة، “تسلط هذه القضية الضوء على التزام مكتب التحقيقات الفيدرالي المستمر بالعمل مع شركائنا في مجال إنفاذ القانون لمنع تآكل ثقة الجمهور في المنظمات الخيرية من خلال ضمان محاسبة أي شخص يشارك في نشاط إجرامي من أجل التهرب من قوانيننا وأنظمتنا”.

بدوره قال الوكيل الخاص المسؤول عن تحقيقات الأمن الداخلي في ولاية نيو إنجلاند الأمريكية، مايكل كرول، إن “الأفراد المتورطين في (NuDay) يعلمون أنهم يخالفون القانون، لكنهم فعلوا ذلك على أي حال، حيث أرسلوا شحنات تم تقييم محتوياتها بأقل من قيمتها الحقيقية إلى سوريا، وهي دولة تخضع لقيود التصدير والعقوبات”.

“الغاية لا تبرر الوسيلة”

قال المحقق الخاص لمكتب الصادرات في ولاية بوسطن، آرون تامبريني، “على الرغم من توفر تنازل محدود عن القيود التي تسمح بتصدير وإعادة تصدير مجموعة واسعة من العناصر اللازمة لتقديم الدعم الإنساني للشعب السوري، فقد خفضت (NuDay) قيمة 8.3 مليون دولار من البضائع لتجنب متطلبات الإبلاغ، وأعادت شحن العناصر من خلال دولة ثالثة دون الكشف عن وجهتها النهائية”، واصفًا هذا التصرف بأن “الغاية لم تبرر الوسيلة في هذه الحالة”.

تأسست “NuDay” على يد نادية العوا كمؤسسة خيرية غير ربحية في عام 2013، ويقع مقرها الرئيسي في ولاية نيو هامبشاير الأمريكية.

شغلت العوا منصب رئيس “NuDay”، وعمل العديد من أفراد أسرتها كأعضاء مجلس إدارة وموظفين.

بين عامي 2013 و2019، حققت “NuDay” نموًا كبيرًا في التبرعات العينية، بدءًا من حوالي 231 ألف دولار أمريكي في عام 2013، ووصلت إلى قرابة 71 مليون دولار في عام 2019.

بين عامي 2018 و2021، أرسلت “NuDay” أكثر من 100 شحنة إلى سوريا، زاعمة أن قيمة هذه الشحنات تزيد عن 100 مليون دولار.

تتطلب لوائح وزارة التجارة الأمريكية من المصدرين، مثل “NuDay”، الإبلاغ عن معلومات صحيحة ودقيقة حول الشحنات المصدرة، بما في ذلك وصف الشحنة والمستلم النهائي لها والقيمة النقدية، لكن “NuDay” قالت إن الوجهة النهائية للشحنات هي تركيا بينما كانت تشحنها إلى ولاية مرسين التركية، ومنها عبر شركة شحن أخرى إلى سوريا.

وخفضت المنظمة الأمريكية الخيرية قيمة البضائع بشكل “مصطنع” لتصبح أقل من عتبة الإبلاغ البالغة 2500 دولار، في حين تظهر رسائل العوا أنها كانت على علم بقيود التصدير، بما في ذلك الحاجة إلى الحصول على تراخيص، لكنها تجاهلتها، وكشرط من شروط الالتماس القضائي، توقفت نادية العوا وأفراد عائلتها الانخراط بعمل “NuDay”.

تعد منظمة “NuDay Syria” إحدى المنظمات العاملة في شمال غربي سوريا، وشاركت مع منظمات سورية في حملات إغاثية عام 2019، كما تظهر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي استمرار نشاطها في الشمال السوري حتى الآن.