تدوير الملابس القديمة الحسكة.. مهنة صديقة للفقراء

محل لبيع ألبسة الأطفال في مدينة القامشلي 21 كانون الاول 2023- (ريتا الأحمد/عنب بلدي)

camera iconمحل لبيع ألبسة الأطفال في مدينة القامشلي 21 كانون الاول 2023- (ريتا الأحمد/عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تتجه رزان علاوي (39 عامًا)، وهي نازحة من تل أبيض وأم لخمسة أطفال، بانتظام إلى محلات الملابس المستعملة المعروفة باسم “البالة” للبحث عن ملابس وأقمشة قديمة.

وتستخدم رزان القطع والأقمشة التي تجلبها بالوزن، بسعر يقارب 5000 ليرة سورية،  لتحويلها إلى ملابس جديدة لأطفالها.

رزان قالت لعنب بلدي إن الظروف الاقتصادية الصعبة وفقدانها لمعيل الأسرة بعد وفاة زوجها قبل عام ونصف نتيجة المرض، دفعها للقيام بتدوير الأقمشة والملابس القديمة بدلًا من التخلص منها، لتلبية احتياجات أبنائها من الملابس.

وأتقنت رزان مهارة الخياطة من خلال دراستها في معهد الفنون النسوية، ومنذ عام استدانت مبلغًا من أخيها لشراء ماكينة خياطة صغيرة، وبدأت بتحويل الملابس القديمة إلى ملابس جديدة لأطفالها.

هذا التدوير تحول لديها إلى مصدر دخل حاليًا، وتساعد رزان جارتها في تحويل الملابس القديمة مقابل أجور بسيطة، وهو ما يمنحها فرصة لدعم أسرتها ومساعدة الآخرين في الحي، وتصف هذه المهنة بأنها “صديقة الفقراء”.

مهنة رائجة

منذ عام 2011، تأثرت مدينة الحسكة كغيرها من المدن السورية بالظروف الاقتصادية والمعيشية، وتسببت مشاكل الغلاء في ارتفاع أسعار جميع السلع، بما في ذلك الملابس الجديدة التي صارت خارجة عن متناول الكثيرين.

ونتيجة لذلك، انتشرت مهنة تدوير الملابس القديمة في المدينة من خلال تحويلها إلى موديلات جديدة ومقاسات مناسبة.

نهيدة العبود (32 عامًا)، تقيم في مدينة القامشلي، ربة منزل وأم لثلاث بنات لا تتجاوز أعمارهن عشر سنوات، تمتلك، بحسب ما قالت لعنب بلدي، رؤية مبتكرة لتوفير المال من خلال إعادة تدوير الملابس.

وتعيد نهيدة استخدام كل ما لديها من قطع قديمة، حتى القطع التي قد تكون في حالة سيئة، لتحويلها بمساعدة خياطة لتصبح قطعًا جديدة وملائمة لاستخدام بناتها الصغيرات.

وأضافت أنها تفضل تحويل القطع القديمة إلى فساتين جديدة أو تعديل البناطيل القديمة لتصبح شورتات مع إضافة بعض التفاصيل المرغوبة لدى الأطفال، وهو ما يوفر لها إعادة استخدام القطع بشكل مميز.

استيراد الألبسة يرفع أسعارها

روني عبدي، صاحب محل لبيع الألبسة الجاهزة في مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار الملابس يعود إلى عدة عوامل، منها ارتفاع أسعار الوقود وزيادة تكاليف الشحن والنقل.

وأضاف أن الألبسة تُشحن عادة من مناطق سيطرة النظام السوري أو من تركيا أو من إقليم كردستان العراق، ما أثر على رفع أسعار شحن البضائع.

ويبدأ سعر “الجاكيت” (المعطف) الشتوي للطفل، من 120  ألف ليرة سورية، ويصل إلى 300 ألف حسب الجودة ونوع القماش والمقاسات، كما يبدأ سعر بنطال الجينز من 75 ألف ليرة سورية.

محل لبيع ألبسة الأطفال في مدينة القامشلي 21 كانون الاول 2023- (ريتا الأحمد/عنب بلدي)

محل لبيع ألبسة الأطفال في مدينة القامشلي 21 كانون الاول 2023- (ريتا الأحمد/عنب بلدي)

ورفعت “الإدارة الذاتية” أسعار المحروقات منتصف أيلول الماضي بنسبة 300% تقريبًا، إذ ارتفع سعر ليتر المازوت “الحر” من 1700 إلى 4600 ليرة.

بالإضافة إلى ذلك، أشار روني إلى انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، ما جعل الدولار العملة الأساسية لشراء البضائع، وهذا الارتفاع في سعره أثر أيضًا على أسعار الملابس.

وبلغ سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بحسب موقع “الليرة اليوم” 14350.

العوامل المتراكمة أسهمت في ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة في أسواق المدينة بشكل عام، وهو ما يؤثر على القدرة الشرائية للأفراد الذين يضطرون لشراء بضائعهم بالدولار.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة