“المتة” تتفوق على المشروبات التقليدية في مقاهي حمص

يتنشر مشروب “المتة” في مقاهي مدينة حمص، ويلقى رواجًا بين الطلاب، الذين يستهدفون هذه المقاهي لتمضية ساعات طويلة في الدراسة في مكان يتوافر فيه الكهرباء والإنترنت.

ويتربع مشروب “المتة” ضمن أصناف المشروبات الساخنة في معظم مقاهي المدينة، خاصة أنه يسعره يعد منخفضًا مقارنة ببقية المشروبات.

سعر الكأس الواحد من المتة في المقاهي يصل إلى ثمانية آلاف ليرة سورية، بينما يصل سعر علبة المتة صغيرة الحجم في المحال التجارية إلى 20 ألف ليرة سورية، و40 ألف للكبيرة منها (الدولار يقابل 14 ألف ليرة).

المتة و الخدمات

سرمد، يدير مقهى في حي الحضارة يرتاده العديد من الطلاب، قال لعنب بلدي إنه معظم الطلاب يفضلون طلب مشروب المتة، كونه يدوم أكثر من غيره من حيث المدة الزمنية لإنهائه، ما يمكن الطلاب من الجلوس لساعات واستخدام الإنترنت والكهرباء في الدراسة وشحن الأجهزة.

سرمد، الذي ينحدر من حي باب السباع في مدينة حمص طلب عدم الإشارة لاسمه الكامل لمخاوفه الأمنية، وأضاف أن أعداد الطلاب من مرتادي مقهاه مرتفعة، لكنهم يفضلون الجلوس لأوقات طويلة بأقل تكلفة ممكنة، وهو ما يدفعهم لتجنب المشروبات التي قد ينهوها بسرعة.

وبالنسبة لمشروب المتة، فهو من المشروبات منخفضة التكلفة، ولا تضطر الزبائن إلى طلب مشروب آخر.

وتوفر المقاهي الكهرباء والإنترنت مجانًا، وفي أغلب الأحيان، يأتي الطلاب الجامعيون في السكنات الخاصة لشحن أجهزتهم، وإنجاز فروضهم الجامعية.

الوضع الاقتصادي الذي تشهده محافظة حمص بشكل عام، يجعل إقبال السكان على المقاهي ضعيفًا، فالموظفون الحكوميون لا يرتادون مقهى سرمد على الإطلاق، أما الموظفين في القطاع الخاص يأتون مرة في الشهر، وأكثر من يرتاد مقهاه هم من الطلاب والمغتربين.

“المتة” رفاهية

زينة ذات الـ25 عامًا، وهي من مرتادي مقاهي حي الحضارة، قالت لعنب بلدي إن أسعار العصائر غالبًا ما تكون مرتفعة، إذ تصل حتى 30 ألف ليرة سورية، وهو ما يدفعها لتفضيل مشروب المتة عن غيره.

وتنتشر المتة في عدة مقاهي كصنف أساسي، وخاصة في مقاهي حي الحضارة، والإنشاءات، والحمرا، حيث لا يخلو مقهى من المتة في قائمة المشروبات.

زينة قالت إنها ترتاد هذه المقاهي حينما تسنح لها الفرصة، كونها مريحة، حتى أنها تشعرها كما لو أنها في المنزل، بحسب تعبيرها.

وغالبًا ما يرافق طلب مشروب المتة، أصناف من الموالح ورقائق البطاطا المقلية (شيبس)، بسعر منفصل، بما يتناسب مع الجلسات الطويلة، بينما توفر بعض المقاهي أوراق اللعب (الشدة) والشطرنج أو النرد.

“مشروب أساسي”

ينتشر مشروب المتة في غالبية المحافظات السورية، ابتداء من المدن الساحلية والقلمون إلى أرياف حماة وحمص ووصولًا للسويداء، ويعد مشروبًا أساسيًا داخل المنازل السورية.

وبحسب إحصائيات مركز التجارة الدولي (ITC) في عام 2022 بلغت الواردات العالمية من المتة 217256 ألف دولار، واحتلت سوريا المرتبة الثانية بعد اوراغواي، باستيراد المتة في عام 2022، وبلغت قيمة استيرادها 56890 دولارًا أمريكيًا.

ما المتة؟

مشروب المتة، هو نوع من أنواع شاي الأعشاب، منشأه الأصلي أمريكا الجنوبية، ويعد المشروب التقليدي في أمريكا الجنوبية واللاتينية، ويحتوي على مادة الكافيين المنبهة.

وتشير الدراسات إلى أن مشروب المتة يؤثر إيجابيًا، على الكوليسترول، والقلب، وخسارة الوزن والتورم ومخاطر الإصابة بالسرطان، بحسب موقع مايو كلينك، (مركز طبي أكاديمي).

لكن الموقع، الذي يعمل به أكثر من خمسة آلاف طبيب وعالم، 100 منهم تقريبًا في وظيفة محرر طبي، يلفت إلى أن الأشخاص الذين يشربون كميات كبيرة من المتة لفترة طويلة يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الفم والحلق والرئتين.

وتزداد الخطورة بتناول لتر إلى لترين يوميًا، أو 4 إلى 8 كاسات متة يوميًا، إضافة إذا كان الشخص يدخن السجائر بشكل منتظم أو يتناول المشروبات الكحولية.

ومن ضمن الآثار الجانبية لتناول مشروب المتة، اضطرابات المعدة، صعوبة في النوم، الشعور بالعصبية أو التململ، وتسارع ضربات القلب

طريقة التحضير

نشرت مؤسسة المتة الوطنية الأرجنتينية، نصائح للاستمتاع بشرب المتة وكيفية تحضيرها والاستفادة من أوراقها:

1- توضع المياه على النار حتى تصل إلى درجة حرارة 75 مئوية، وتجنب أن تكون المياه ساخنة جدًا أو مغلية، لكي لا تُحرق أوراق المتة وتصبح مرة أو عديمة النكهة.

2- تجنب غمر أوراق المتة دفعة واحدة، فحينما يرتفع ورق المتة فوق المياه فإنه يتابع تغذيتها بالأوراق الجديدة لتستمر لفترة أطول.

3- الحفاظ على درجة الحرارة كي لا تفقد المتة نكتها سريعًا، لذا يجب تسخينها بشكل دوري على نار هادئة.

4- ويوصى بعدم تحريك مصاصة المتة بأكبر قدر ممكن، كي لا تغطى بالأوراق ولا تؤدي إلى إغراقها كلها.

5- استخدام كأس ذو سطح واسع، لزيادة عدد أوراق المتة التي تطفو على السطح.

اقرأ أيضًا : قصة المتة مع السوريين.. ثقافة عابرة للظروف