ضحايا بقصف إسرائيلي في لبنان.. دعوات لضرب “حزب الله”

منزل مدمر نتيجة غارة إسرائيلية أدت لمقتل مدنيين 27 من كانون الأول 2023 (المدن)

camera iconمنزل مدمر نتيجة غارة إسرائيلية أدت إلى مقتل مدنيين - 27 من كانون الأول 2023 (المدن)

tag icon ع ع ع

ارتفع عدد الضحايا المدنيين اللبنانيين جراء العمليات العسكرية المتبادلة بين الاحتلال الإسرائيلي وقوات تتبع لـ”حزب الله” على الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة.

التصعيد الإسرائيلي الأخير الذي يأتي بالتزامن مع ازدياد الحديث عن القرار الأممي “1701”، والضغط لسحب قوة “الرضوان” التابعة للحزب إلى ما وراء نهر “الليطاني” الحدودي، قابله إطلاق الحزب صواريخ أصابت عددًا من الجنود الإسرائيليين.

كما صدرت تقارير تشير إلى ضغوط أمريكية لكبح “حزب الله”، في حين طالب سياسيون إسرائيليون بعملية عسكرية واسعة في جنوبي لبنان.

ضحايا مدنيون

وقتل نتيجة الغارات الإسرائيلة على القرى والبلدات الحدودية ثلاثة مدنيين، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية) اليوم، الأربعاء 27 من كانون الأول.

وقالت الوكالة إن قصفًا بالطائرات الحربية استهدف منزلًا مدنيًا في مدينة بنت جبيل، ما أدى إلى مقتل أفراد من عائلة واحدة.

وقتل وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية 118 لبنانيًا وأصيب 536 شخصًا نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية.

واستهدفت قوات الاحتلال اليوم بلدات كفرشوبا ومزارع شبعا بقصف مدفعي، وكذلك وادي حامول والضهيرة ويارين وأطراف عيتا الشعب.

كما أغارت مسيرة إسرائيلية على المنطقة الواقعة بين الضهيرة وطيرحرفا.

التصعيد الإسرائيلي قوبل برد من “حزب الله”، الذي أطلق صواريخ موجهة باتجاه مناطق شمالي إسرائيلي، أدت إلى جرح تسعة جنود.

وقال الحزب عبر قناة “المنار” التابعة له، إنه قصف تجمعات للاحتلال قرب مرتفعات كفرشوبا بـ30 صاروخًا، فيما سمعت أصوات لتحركات دبابات وتحليق مروحي إسرائيلي بعد الاستهداف.

كما قصف بما أسماها “الأسلحة المناسبة” تموضعًا قياديًا في محيط موقع البحري، وموقع الضهيرة بالصواريخ الموجّهة، وموقع خربة ماعر بصواريخ بركان.

فيما نفذ تسع عمليات، الثلاثاء، على عدد من المواقع الإسرائيلية، وفق “المنار”.

صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلت عن جيش الاحتلال قوله، إن تسعة جنود أصيبوا في هجوم صاروخي مضاد للدبابات، إصابة أحدهم خطيرة.

وأعلن الجيش اليوم أنه استهدف عبر طائرات حربية مواقع تتبع لـ”حزب الله”.

عودة الحديث عن خطة الطوارئ

وبالتزامن مع التصعيد المتبادل، عاد الحديث مجددًا عن خطة الطوارئ التي وضعتها الحكومة اللبنانية المؤقتة تحسبًا لتوسع رقعة العمليات، وتجاوزها لجنوبي لبنان ضمن معركة مفتوحة.

ونقلت الوكالة الوطنية عن وزير البيئة، المكلف بتنفيذ الخطة، ناصر ياسين، قوله إن عدد النازحين من جنوب لبنان وصل إلى 78 ألف شخص.

وقال إن تنفيذ الخطة لن يكون سهلًا في مواجهة ما يحصل في الجنوب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وتعمل هيئة الطوارئ بالتنسيق مع البلديات والجهات المانحة لتأمين احتياجات النازحين.

ووضعت الحكومة اللبنانية المؤقتة خطة طوارئ في 1 من تشرين الثاني الماضي، مع تصاعد احتمالات دخول لبنان في مواجهة شاملة ضد إسرائيل، وتشمل قطاعات الصحة والغذاء والإيواء والمسائل اللوجستية.

لكن الخطة تواجه تعثرًا ماليًا في ظل الأزمة الاقتصادية في لبنان، وسبق لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من “حزب الله”، أن أشارت إلى حاجة الحكومة لمبلغ 120 مليون دولار.

كما رفعت الحكومة، في 23 من تشرين الثاني الماضي، جهوزية فرق طبية متخصصة ضمن الخطة، وتلقى ألف و100 شخص من الكوادر الطبية تدريبات في مستشفيات حكومية وخاصة.

مطالب بعملية عسكرية

وفي ظلّ اتساع دائرة الاشتباكات، ونزوح آلاف المستوطنين عن المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، تزايدت الأصوات داخل إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية ضد الحزب.

وطالب رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، بمناورة عسكرية ضد الحزب، ووصف المستوطنات المتاخمة للحدود بأنها “مخيم للاجئين”، وفق ما نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.

من جهتها، سلطت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الضوء على رسائل لمستوطنين، أرسلوها إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لحثه على دعم الجهد العسكري الإسرائيلي وإبعاد “حزب الله” عن الحدود.

وجاء في الرسالة، وفق الصحيفة، أن صواريخ الحزب وضعت حدًا للحياة اليومية لسكان المستوطنات، محذرين من هجوم مماثل لهجوم “حماس” في 7 من تشرين الأول الماضي، الذي عرف بعملية “طوفان الأقصى”.

وأضافت، “إن كان لبنان غير قادر على تنفيذ القرار 1701، فيجب حل الأمر بالوسائل العسكرية، والوضع الذي نعيش به غير مقبول لأي دولة، ولا يمكن العودة مع التهديدات في الشمال”.

ويحدد القرار “1701” أماكن انتشار القوات اللبنانية والإسرائيلية على طرفي الحدود.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قالت، في 23 من كانون الأول الحالي، إن بايدن أقنع نتنياهو بعدم تنفيذ ضربة عسكرية ضد “حزب الله”.

مجلة “ناشيونال إنترست” قالت في تقرير نشرته، في 21 من كانون الأول، إن على القادة الأمريكيين أن يأخذوا التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان على محمل الجد.

سحب قوة “الرضوان”

وبالتزامن مع التصعيد العسكري على الحدود، يستمر الحديث عن ضغوط دولية على “حزب الله” لسحب قوة “الرضوان” القتالية التابعة له من الحدود.

وقالت “هيئة البث الإسرائيلية” (مكان)، الثلاثاء، إن خلافات تدور بين إسرائيل وفرنسا وأمريكا، حول المسافة التي يجب إبعاد الحزب إليها.

وأوضحت أنه وخلافًا للتصريحات الإعلامية الإسرائيلية التي تصرّ على إبعاد “الرضوان” إلى ما وراء نهر “الليطاني”، تنفيذًا للقرار الأممي “1701”، فإن العملية لن تتخطى بضعة كيلومترات فقط.

ووفق “مكان”، لن يتم إخلاء أي مناطق للحزب جنوبي لبنان، وبالتالي فإن مستودعات الأسلحة والمواقع العسكرية ستبقى قرب الحدود.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سحب “حزب الله” أجزاء من قوة “الرضوان” من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، نقلًا عن تقارير استخباراتية إسرائيلية.

الكاتبة الإسرائيلية آنا براسكي، قالت في مقال نشرته صحيفة “معاريف“، الاثنين، إن إسرائيل على مفترق طرق على الحدود الشمالية.

وأوضحت أنه إما أن تنجح حكومة نتنياهو بالوصول إلى تسوية مع “حزب الله”، أو ستنحدر كل الأطراف باتجاه الحرب، معتبرة أن “الإنجازات التكتيكية” لجيش الاحتلال قد تساعد المجتمع الدولي على صياغة قواعد جديدة للعبة.

وقالت إن لبنان يفهم أن إسرائيل لن تكون قادرة على التصالح مع الوضع الحالي لفترة طويلة، خاصة مع عدم إمكانية عودة المستوطنين إلى المنطقة، والإعداد لصراع عسكري واسع النطاق يتطلب التقدم نحو الحل، إما من خلال الاتفاق أو من خلال القوة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة