تعمل ميليشيات موالية لإيران في محافظة دير الزور بشكل دوري للسيطرة على منازل جديدة في المحافظة وريفها، منذ خروج تنظيم “الدولة الإسلامية” من المنطقة تحت ضربات حلف روسيا وإيران والنظام السوري من جهة، والتحالف الدولي من جهة أخرى.
وفي المناطق التي تمكن حلف النظام السوري من السيطرة عليها قبل وصول التحالف الدولي لها، يتعرض المعارضون للنظام لمصادرة منازلهم لحساب ميليشيات موالية لإيران بالمنطقة.
ومع تراكم مصادرات المنازل على مر السنوات الماضية، صارت المنطقة تعرف بأنها معقل النفوذ الإيراني في سوريا.
منازل المعارضين.. ثكنات عسكرية
من بين المنازل التي تحولت إلى ثكنة عسكرية لميليشيا “زينبيون” الموالية لإيران، منزل يعود لميسر هتاف النجم في قرية الهري بريف البوكمال، على مقربة من الحدود السورية- العراقية.
وتحوّل المنزل إلى مقر أمني واستخباراتي لهذه الميليشيا، بحسب قاله مالكه لعنب بلدي، إذ جُهز المنزل بالأسلحة والعتاد والعناصر الأجانب الذين يقودهم شخص أجنبي يلقب بـ”فرهاد الباكستاني”.
وفي مطلع العام الحالي، نشر موقع “فرات بوست” المتخصص بتغطية أخبار المنطقة الشرقية من سوريا والغربية من العراق، تقريرًا قال فيه إن ميليشيا “زينبيون” سيطرت على منزل يعود لميسر هتاف النجم في قرية الهري بريف البوكمال، وحولته إلى مقر أمني واستخباراتي لها.
فيما وضعت في المنزل مجموعة من عناصرها الأجانب الذين يقودهم “فرهاد الباكستاني”.
فتحي، مهندس ينحدر من بلدة المريعية شرقي دير الزور، ويقيم بمدينة دير الزور، قال لعنب بلدي، إن القيادي الإيراني في دير الزور المعروف باسم “الحاج عسكر” استولى على أرض زراعية تعود ملكيتها له مساحتها 25 دونمًا.
وأضاف أن القيادي الإيراني بنى جدارًا حول الأرض ووضع حراسة مشددة في محيطها.
أبرز الميليشيات التابعة لإيران في محافظة دير الزور: “الحرس الثوري الإيراني”، الميليشيات الشيعية العراقية (كتائب حزب الله، وكتائب بدر، وحركة النجباء)، “حزب الله” اللبناني، “لواء فاطميون” الأفغاني، “لواء زينبيون” الباكستاني، “قوات الدفاع الوطني” (لواء الباقر، وجيش المهدي، ولواء الإمام المهدي). |
مصادرة منازل ونزوح
الصحفي فواز العطية (ينحدر من بلدة الباغوز شرقي دير الزور، ويقيم شمالي حلب)، قال لعنب بلدي، إن مصادرة المنازل من قبل الميليشيات الإيرانية نتج عنها تهجير للسكان.
وأضاف أن نشر الآليات العسكرية والعناصر في هذه المنازل خلق حركة نزوح من غرب الفرات، خصوصًا أنه جاء عقب قصف ومواجهات بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والميليشيات الإيرانية، على ضفتي النهر.
حركة النزوح كانت واسعة بحسب فواز، إذ نزح عدد كبير من سكان ريف دير الزور الشرقي إلى مناطق أخرى بسبب إنشاء “الحرس الثوري الإيراني” نقاطًا عسكرية في المنازل المدنية التي استولى عليها.
وشملت هذه النقاط منازل عديدة في مدينة القورية، تحولت إلى منصات لإطلاق الصواريخ، لاستهداف مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها “قسد” ويتمركز فيها التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
اقرأ أيضًا: إيران تتمدد في قطاع العقارات بدير الزور.. الأهالي يخسرون ملكياتهم
نازحون خسروا منازلهم
عمار الأحمد (42 عامًا)، ينحدر من مدينة الميادين شرقي دير الزور، ويقيم في مدينة القامشلي شرقي الحسكة، قال لعنب بلدي، إن الميليشيات الإيرانية استولت على بناء تعود ملكيته لعائلته بعد نزوحه من المدينة.
وأضاف أنه اضطر في آب 2017 للخروج من منزله والنزوح نحو الحسكة، بسبب شدة القصف على المدينة التي كان يسيطر تنظيم “الدولة” على جزء منها.
وبعد سيطرة النظام على المدينة، لم يتمكن عمار من العودة إلى منزله نظرًا إلى كونه مطلوبًا لأجهزة النظام الأمنية بتهم سياسية.
عمار قال لعنب بلدي، إن والده عاد إلى مدينة الميادين وشاهد عناصر من قوات النظام يسرقون محتويات المنزل، لكنه لم يتمكن من الاقتراب لحماية ممتلكاته.
وانتظر والد عمار حتى المساء لتفقد منزله، لكنه وجده فارغًا عندما دخل إليه.
ولاحقًا، استولت الميليشيات الإيرانية على المنزل، ورغم محاولات والد عمار تقديم تبريرات للمسؤول عن المقر، أجابه بلغة عربية فصحى، أنه تلقى أوامر بالاستقرار في هذا المبنى، ما دفع والد عمار للعودة أدراجه متخليًا عن ممتلكاته في المنطقة.
فراس، صحفي سوري ينحدر من دير الزور، ويقيم في فرنسا، تحفظ على اسمه الكامل خوفًا على أسرته المقيمة في مناطق سيطرة النظام، قال لعنب بلدي، إن الميليشيات الإيرانية استولت على منزله بمدينة دير الزور.
وأشار إلى أن هذا المنزل هو الثاني الذي تفقده عائلته، إذ سبق واستولى قيادي في ميليشيا رديفة لقوات النظام على منزله في مدينة داريا بريف دمشق.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في دير الزور عبادة الشيخ.
–