لا مازوت تدفئة في مدينة دير الزور.. البدائل بأسعار مرتفعة
تشهد مدينة دير الزور شمال شرقي سوريا، انخفاضًا في درجات الحرارة، وموجة برد قارس، تزامنت مع تأخير بوصول رسائل مادة (المازوت) المستخدمة للتدفئة من قبل الجهات المعنية في حكومة النظام السوري.
ويشكل تأخير استلام المستحقات مشكلة كبيرة للسكان، مع ارتفاع أسعار البدائل في السوق السوداء.
عدي (28 عامًا) من سكان مدينة دير الزور قال لعنب بلدي، إن العديد من الأسر لم تتلق مخصصاتها من مادة مازوت التدفئة على الرغم من الأجواء الباردة.
وأوضح أن الجهة المعنية لم تقم بإرسال الرسالة التي تحدد استلام مخصصات المازوت، ما جعل تأمين احتياجات المنازل ليوم واحد أمرًا صعبًا للغاية، خاصة مع ارتفاع سعر “دبو” المازوت إلى 60 ألف ليرة.
وتنتظر معظم الأسر في مناطق سيطرة النظام السوري وصول “رسالة المازوت” التي تخبرهم بموعد استلام مخصصاتهم للتدفئة قبل بداية فصل الشتاء، والتي يفترض أن تصل إلى خمسين لترًا، لكن أعدادًا محدودة من السكان تلقوا مخصصاتهم المطلوبة.
أما عمران، وهو من سكان المنطقة، قال لعنب بلدي إنه ينتظر مخصصاته منذ فترة طويلة ولم تصل إلى الآن، دون وجود حلول لهذه الأزمة.
ويعتقد عمران أن هناك أطرافًا وأفرادًا يستولون على مخصصات العائلات لبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، رغم أن الكمية المخصصة لا تكفي لمدة عشرة أيام.
يستخدم عمران، الموظف في مديرية النقل في دير الزور، وعائلته البطانيات للتدفئة وارتداء الملابس السميكة.
وتوزع الحكومة مخصصات المحروقات على المقيمين في مناطق سيطرتها بشكل مقنن، يجبرهم على اللجوء للسوق السوداء لتغطية احتياجاتهم منها.
وتختلف الأسعار وفق الطلب عليها، ووجود وفرة في المواد “المدعومة” أو عدمه، إذ تتضاعف حين حدوث أزمات متكررة في المحروقات، بينما تعاود الانخفاض حين توفر المواد بشكل نظامي.
البدائل مكلفة أيضًا
ارتفاع الأسعار وعدم وصول المحروقات إلى مستحقيها، يدفع سكان دير الزور لشراء الحطب وروث البقر للاستخدام في التدفئة بشكل متزايد.
ويصل سعر طن الحطب في المنطقة ما بين المليون والمليون ونصف ليرة، ويرتبط هذا السعر بنسبة اليباس.
أما سعر شوال روث البقر فيبلغ حوالي 75 ألف ليرة، وهو مبلغ لا يكفي لمدة ثلاثة أيام من التدفئة، بالإضافة إلى رائحته الكريهة التي قد تسبب مشاكل صحية، ونظرًا لعدم وجود بدائل أخرى، يُجبر الكثيرون على استخدامها لمواجهة انخفاض درجات الحرارة.
سمارة، وهي معلمة (44 عامًا)، قالت لعنب بلدي إن عمليات توزيع مواد التدفئة تتم بمبدأ المحسوبية والواسطة، مما يحرم المواطن العادي من حقوقه الفعلية، رغم أن المنطقة بحاجة ماسة إلى المازوت، خاصة في فصل الشتاء البارد.
وأضافت أن الموارد توزع على أسر رجال الأمن والمسؤولين وأقاربهم، بينما يُحرم المواطن العادي من هذه المخصصات، وتُعد هي ومن في مثل وضعها من بين المحرومين لعدة سنوات، رغم محاولاتهم للحصول على كميات محدودة من مواد التدفئة. وتضطر للإعتماد على المساعدات التي يرسلها أبناؤها من خارج سوريا لشراء مواد التدفئة.
في حديثها مع عنب بلدي، أشارت أحلام، وهي سيدة تقطن مدينة دير الزور، إلى محاولاتهم المتكررة للتواصل مع فرع شركة المحروقات، الذي أكد عدة مرات على قلة التوريد من قبل الإدارة العامة لشركة تخزين وتوزيع المحروقات “سادكوب”، التي لم توفر أي مواد حتى الآن لمدينة دير الزور.
هذا التأخير أثّر سلبًا على الأهالي، الذين اضطروا للاستدانة من أقاربهم لشراء المازوت من السوق السوداء بأسعار تجاوزت الـ 12 ألف ليرة للتر الواحد، وهو مبلغ كبير بالنسبة لدخلهم اليومي.
وأوضحت أحلام أن مشكلة المحروقات تتكرر سنويًا، ولم يتم التوصل إلى حلول من قبل النظام، مع زيادة الفساد في مؤسساته وتأثيره على عمليات التوزيع.
وقررت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري، في 24 من كانون الأول، رفع أسعار مختلف أنواع المحروقات.
ووفق لائحة الأسعار الجديدة، شهد سعر البنزين “المدعوم” ارتفاعًا طفيفًا ليبلغ 9000 ليرة سورية، بعدما كان 8500 ليرة في 10 من الشهر نفسه.
كما بلغ سعر المازوت “الحر” 10900 ليرة لليتر الواحد، بعدما كان 11780 ليرة، وانخفض سعر طن الفيول إلى ستة ملايين و634 ألفًا و740 ليرة، بعدما كان سبعة ملايين و113 ألف ليرة سورية.
وارتفع سعر الطن من الغاز السائل (دوكما) إلى عشرة ملايين و483 ألفًا و730 ليرة، بعدما كان بعشرة ملايين و297 ألفًا و300 ليرة.
عمدت عنب بلدي إلى تجهيل كنية الشهود حفاظًا على سلامتهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :