غياب الكهرباء يدفع أهالي دير الزور لوسائل إنارة تقليدية

أحد الوسائل التي يستخدمها سكان دير الزور للإضاءة - 18 من كانون الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

camera iconإحدى الوسائل التي يستخدمها سكان دير الزور للإضاءة - 18 من كانون الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

أجبرت زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي السكان في مدينة دير الزور حيث يسيطر النظام السوري على البحث عن بدائل بتكاليف قليلة، وهو واقع متشابه بمختلف مناطق السيطرة في سوريا.

وتصل ساعات التقنين في المناطق التي يسيطر عليها النظام كقرى الحسينية والصالحية وحطلة ومراط وطابية جزيرة ومظلوم وخشام، إلى 22 ساعة قطع مقابل ساعتي وصل يوميًا، وقد تمر على بعض الأحياء أيام دون كهرباء.

ودفع ارتفاع أسعار بدائل الكهرباء، مثل الألواح الشمسية والمولدات والبطاريات بأنواعها، الأهالي إلى استخدام وسائل تقليدية تعود لعقود.

بدائل الأهالي

تتراوح أسعار البطاريات في مدينة دير الزور بين 575 ألفًا ومليوني ليرة سورية تبعًا لعدد “الأمبيرات”، بينما تبلغ تكلفة الألواح الشمسية بين 1.1 مليون و1.9 مليون ليرة، حسب استطاعتها.

وتعد الأسعار مرتفعة مقارنة مع دخل المواطن، إذ يبلغ الحد الأدنى لأجر الموظف 186 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 13.2 دولار، ما أجبر الأهالي على البحث عن بدائل أقل تكلفة، مثل “اللوكس” والقنديل والشموع.

عبد القادر، أحد سكان دير الزور، قال لعنب بلدي، إنه قرر البحث عن بديل، بعد عدم تمكنه من شراء بطارية لتشغيل “الليدات”، لارتفاع سعرها، إذ تعادل قيمتها ستة أشهر من دخله الشهري، وبدأ باستخدام “اللوكس” كبديل.

ويشغل عبد القادر (تحفظ على ذكر اسمه كاملًا لأسباب أمنية) “اللوكس” لمدة أربع ساعات يوميًا، ويعبئه بكيلوغرام من الغاز شهريًا بسعر 27 ألف ليرة سورية.

وسائل إنارة قديمة منتشرة في مدينة دير الزور - 13 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

وسائل إنارة قديمة منتشرة في مدينة دير الزور – 13 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

ومن جهة أخرى، اشتكى إبراهيم (تحفظ على ذكر اسمه كاملًا لأسباب أمنية) الذي يعيش مع عائلته المكوّنة من سبعة أفراد، وهو عامل في محل لصيانة السيارات، من صعوبة توفير بطاريات صغيرة لارتفاع سعرها، وصعوبة تأمين وسائل لشحنها بسبب ساعات التقنين الطويلة.

وتحتاج البطارية لساعتين أو ثلاث ليكتمل شحنها، إضافة إلى أن البطاريات الموجودة في الأسواق تتوقف عن العمل بعد ستة أشهر من تاريخ بدء استعمالها، بحسب ما قاله إبراهيم لعنب بلدي.

ويبلغ سعر الشمعة الواحدة متوسطة الحجم ألفي ليرة سورية، ويدفع إبراهيم 8000 ليرة يوميًا على وسيلة إنارة قديمة، واصفًا الحياة بالمكلفة حتى عند استخدام الوسائل البديلة.

وبحسب “مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة“، وصل وسطي تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد في نهاية شهر أيلول الماضي، تسعة ملايين و500 ألف ليرة سورية (حوالي 683 دولارًا). 

لا تحسن في الكهرباء

منذ بداية فصل الشتاء، تشهد مناطق سيطرة النظام ساعات تقنين طويلة، دفعت بالسوريين للاعتماد على البطاريات والمولدات وألواح الطاقة الشمسية.

وزير الكهرباء، غسان الزامل، قال لجريدة “الوطن” المحلية، في 27 من تشرين الثاني الماضي، إن تزامن حالة النقص في توريدات مادة الغاز لحدود 1.5 مليون متر مكعب يوميًا مع ارتفاع الطلب والاستهلاك للكهرباء مع ميل الطقس نحو البرودة فرض ارتفاعًا في ساعات التقنين المطبقة في مختلف المناطق السورية.

وبرر الزامل، في 14 من تشرين الثاني، للصحيفة نفسها، عدم تحسن وضع الكهرباء في مناطق سيطرة النظام على الرغم من إصلاح مجموعات توليد الكهرباء مؤخرًا، بتشغيل معمل سماد تستثمره شركة روسية.

ويحتاج المعمل إلى 1.2 مليون متر مكعب من الغاز لتصنيع السماد، وهي كمية تكفي الوزارة لإنتاج 300 ميغاواط من الكهرباء، بحسب الزامل.

وأعلن وزير الصناعة في حكومة النظام السوري، عبد القادر جوخدار، في 25 من كانون الأول، عن إعادة تزويد المعمل بكميات الغاز اللازمة لإنتاج الأسمدة لغاية منتصف الشهر المقبل، وذلك بعد نحو أسبوع عن حديث وزير الكهرباء بشأن توفير هذه الكميات لتوليد الكهرباء.

اقرأ أيضًا: التنافس يخفض أسعار ألواح الطاقة الشمسية بدير الزور

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة