“قسد” تفرض حصارًا على حي في ريف دير الزور الشرقي

  • 2023/12/25
  • 2:47 م
عربة عسكرية مدرعة تابعة لقسد بريف دير الزور الشرقي- 8 من تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي)

عربة عسكرية مدرعة تابعة لقسد بريف دير الزور الشرقي- 8 من تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي)

استقدمت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تعزيزات عسكرية إلى حي الـ”16″ في بلدة الصبحة شرقي محافظة دير الزور استكمالًا لحصارها المفروض على المنطقة المطلة على الحي منذ عدة أيام.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن “قسد” استقدمت اليوم، الاثنين 25 من كانون الأول، تعزيزات عسكرية مؤلفة من ثلاث مدرعات عسكرية، ترافقها سيارتان تقلان عناصر.

الحصار نفسه بدأته “قسد” السبت الماضي، مستهدفة منزل قيادي سابق في فصيل “جبهة النصرة” سابقًا (“هيئة تحرير الشام” حاليًا)، وأحد إخوته الذي شغل سابقًا منصب المدير العام لشركة “التطوير الزراعي” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قسد”).

مراسل عنب بلدي قال إن الحصار سبقته مداهمة استهدفت منزل ياسر الحمد وهو قيادي سابق في “جبهة النصرة” خلال فترة تمركز الأخيرة بالمنطقة، إلى جانب شقيقه ماهر العامل لدى “الإدارة الذاتية” سابقًا.

وقال موقع “عين الفرات” المتخصص بتغطية أخبار محافظة دير الزور بشكل رئيس، إن “قسد” شنت، صباح السبت، حملة مداهمات وتفتيش في قرية الصبحة شرقي ديرالزور، وحاصرت حي الـ”16″ في القرية، ومنعت دخول أو خروج أي شخص من المنطقة.

وأضاف أن “قسد” داهمت منزل المدعو ماهر الحمد الذي كان يشغل منصب مدير شركة “التطوير الزراعي”، وفتشت منزله بشكل كامل.

تواصلت عنب بلدي مع أحد أقارب ياسر وماهر الحمد المقيم في المنطقة نفسها، إذ أكد أن المداهمة استهدفت منزلي الشقيقين، وصادرت القوة المهاجمة بعض الأجهزة الإلكترونية منها هواتف وحواسيب محمولة (لابتوب) تعود ملكيتها لعائلة الحمد.

ما الأسباب؟

بحسب معلومات حصل عليها مراسل عنب بلدي في المنطقة من قيادي ميداني في قسم “الجريمة المنظمة” المتمركزة في محيط حي الـ”16″ فإن المداهمة جاءت بسبب تورط المستهدفين بـ”تجارة المخدرات”.

وأضاف أن عناصر “الجريمة المنظمة” عثروا في منزلي ياسر الحمد وشقيقه على أنابيب معدنية كانت تنتمي لحقول النفط في المنطقة، وسرقت منها على مدار السنوات الماضية، ما دفعهم لحصار المنطقة ريثما تنتهي عملية إفراغ المنزلين من الأنابيب.

مصدر قيادي في “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) بريف دير الزور الشرقي، قال لعنب بلدي إن القوات العسكرية بدأت بعمليات نقل الأنابيب الأحد، ولا تزال مستمرة نظرًا للكميات الكبيرة التي عثر عليها.

وأضاف المصدر الذي تحفظ على اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن الجرافات لم تستطع إخراج الأنابيب من مخابئها، ما دفع “قسد” لاستقدام رافعات متخصصة برفع الأوزان الثقيلة وشرعت بنقلها نحو حقل “العمر” النفطي.

وخلال السنوات الماضية، دأب بعض الأشخاص والمجموعات على سرقة تمديدات أنابيب النفط بين الحقول النفطية، وتلك التي تصل مناطق سيطرة “قسد” بمناطق سيطرة النظام السوري، ولم تكتشف هذه العمليات مبكرًا كون خطوط نقل النفط عبر الأنابيب نفسها متوقفة منذ سنوات.

المصدر في “أسايش” قال لعنب بلدي، إن قيمة الأنابيب التي عثر عليها في منزل القيادي السابق في “النصرة” تقدّر بنحو 100 ألف دولار أمريكي.

توتر مستمر

منذ منتصف 2022، يخيّم التوتر الأمني على محافظة دير الزور مع الانتفاضة المسلحة التي شهدتها المنطقة لأبناء العشائر ضد “قسد”، نظرًا إلى حالة التهميش التي عانوها سابقًا، وتسليم مفاصل إدارة المنطقة إلى أعضاء بحزب “العمال الكردستاني”، ما انعكس بأوضاع خدمية ومعيشية سيئة.

ومع مرور الوقت، أدى تدخل النظام السوري بالانتفاضة ودعمه لأفراد فيها، إلى سحب أبناء المنطقة دعمهم لها، ما حول المشهد إلى عمليات مباغتة يشنها مقاتلون من العشائر ضد “قسد” بدعم مدفعي من النظام في بعض الأحيان.

وفي تشرين الأول الماضي، بدأت “قسد” بإنشاء نقاط عسكرية على ضفة نهر الفرات الشرقية المقابلة لمناطق سيطرة النظام السوري شرقي محافظة دير الزور، تزامنًا مع ازدياد هجمات قالت “قسد” إنها مدعومة من النظام وقادمة من مناطق سيطرته.

يضاف إلى ذلك سلسلة لم تنقطع من عمليات الاستهداف، تنفذها خلايا تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية” النشطة في المنطقة منذ سنوات، وتحاول “قسد” مدعومة من التحالف الدولي (يضم 86 دولة وتقوده أمريكا) تنفيذ عمليات أمنية للحد منها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا