يعيش لبنان على وقع جبهتين، عسكرية مشتعلة جنوبي البلاد على الحدود مع فلسطين المحتلة، التي تشهد قصفًا متبادلًا بين قوات “حزب الله” وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وأخرى داخلية باردة، جمّدت الملفات المعنية بحل الأزمتين السياسية والاقتصادية، اللتين تضربان لبنان منذ عام 2019.
وفي حين تصاعدت وتيرة القصف على القرى والبلدات الحدودية، تحدثت صحف إسرائيلية عن سحب الحزب لجزء من قواته من الحدود، فيما أكدت مصادر للأخير أنه تحرك في الوقت المناسب.
كما تحدثت عن “معاناة المستوطنين” في المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
تصعيد مستمر
الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية) قالت اليوم، الاثنين 25 من كانون الأول، إن قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا طال أطراف حانين وعيتا الشعب ووادي حامول، فيما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق تلة الراهب وعيترون،
وجاء استهداف اليوم استمرارًا لقصف الأحد الذي طال بلدات رامية ومروحين والضهيرة بالطيران المسير، بالإضافة إلى إلقاء القوات الإسرائيلية قنابل حارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق، مع تحليق لطيران استطلاعي.
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قال في منشور عبر “إكس” اليوم، إن طائرات مقاتلة إسرائيلية، شنّت سلسلة من الغارات على مواقع تابعة للحزب داخل لبنان.
من جانبه أعلن “حزب الله” عن استهداف “ثكنة ميتات” خلال انتشار لجنود إسرائيليين، كما نعى أحد مقاتليه الذي سقط خلال القصف.
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“، قالت اليوم إن صاروخًا مضادًا للدبابات مصدره لبنان، أصاب منزلًا في مستوطنة “أفيميم” الحدودية، وتسبب بأضرار جسيمة، دون إصابات بشرية.
وأشارت إلى أن بعض المنازل في المنطقة دمرت بشكل كامل، وأخليت مستوطنات بشكل شبه كامل من المستوطنين.
صحيفة “جيروزاليم بوست“، قالت إن رئيس بلدية كريات شمونة، يمنع سكان المستوطنات من العودة، طالما لم تتعامل قوات الاحتلال الإسرائيلي مع تهديدات “حزب الله”.
وأوضحت أن الطرقات والبلدات القريبة من الحدود أغلقت أمام حركة المرور المدنية بسبب تصاعد التوترات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن سحب “حزب الله” أجزاء من قوة “الرضوان” من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، نقلًا عن تقارير استخباراتية إسرائيلية.
وفي الوقت الذي التزم فيه “حزب الله” بقواعد الاشتباك المعمول بها منذ عام 2006، اعتبر نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، أن الحرب حنوبي لبنان هي انعكاس لحرب غزة، وستستمر طالما استمرت العمليات العسكرية ضد القطاع.
وقال إن الحزب “تحرك في الوقت المناسب لردع إسرائيل” وإثبات جهوزيته في الميدان، بحسب تصريحاته، الأحد.
وفي حين تحدث قاسم عن الحرب وامتداداتها، دعا البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي، خلال قدّاس الأحد، إلى توقف العمليات العسكرية، التي تأتي خلافًا للقرار الأممي “1701”، ويجب العودة للدبلوماسية.
واعتبر أن حياد لبنان أمر يعود إلى عام 1860، وهو حياد سياسي ويشكل جزءًا من صميم هويته، بحسب رأيه.
وفي حين تستمر التجاذبات السياسية حول العمليات العسكرية، جنوبي لبنان، يبدو أن حلّ الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، ستؤجل إلى نهاية فترة الأعياد الحالية.
ووفق صحيفة “الأنباء” اللبنانية، فإن سخونة الجبهة الجنوبية، تقابلها “برودة غير مسبوقة على صعيد الاستحقاقات اللبنانية”، بما في ذلك ملف رئاسة الجمهورية.
وقالت إن رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، سينتظر حتى نهاية فترة الأعياد لإحياء الملف مجددًا.
–