قالت منظمة برنامج الأغذية العالمي (WFP) التابعة للأمم المتحدة، إنها بحاجة لتمويل قدره 593 مليون دولار أمريكي لتنفيذ أنشطتها في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة.
وجاء في تقرير المنظمة الشهري عن النشاطات المنفذة خلال تشرين الأول الماضي، والصادر الأحد 24 من كانون الأول، أنه بسبب نقص التمويل، سينهي برنامج الأغذية العالمي برنامج المساعدة الغذائية العامة بحلول الشهر الحالي، فيما يحتاج البرنامج إلى 593 مليون دولار حتى حزيران 2024 لضمان تنفيذ جميع أنشطته في سوريا.
وبحسب التقرير، ساعد برنامج الأغذية العالمي 3.3 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا خلال تشرين الأول الماضي، بما في ذلك نحو 201 ألف شخص من خلال التحويلات النقدية بقيمة 2.8 مليون دولار أمريكي.
تضاعفت أسعار المواد الغذائية في سوريا منذ بداية عام 2023، ولا تستطيع الأسر التي تحصل على الحد الأدنى للأجور تحصيل سوى 20% من احتياجاتها الغذائية الشهرية، وفق البرنامج الأممي.
ومنذ تشرين الأول الماضي، تضاعفت تكلفة السلة الغذائية المرجعية لبرنامج الأغذية العالمي لعائلة مكونة من خمسة أفراد منذ بداية عام 2023، لتصل إلى نحو 928 ألف ليرة سورية (81 دولارًا أمريكيًا بسعر الصرف الرسمي لتشرين الأول).
وزادت التكلفة بنسبة 162% خلال الأشهر الـ 12 الماضية، وتضاعفت أربع مرات في عامين، وعلى الرغم من زيادة الحد الأدنى للأجور في آب الماضي بنسبة 100%، فإن الأسرة التي لديها الحد الأدنى للأجور لا يمكنها سوى توفير 20% من احتياجاتها الغذائية الشهرية.
خفض مصرف سوريا المركزي في تشرين الأول الماضي قيمة الليرة السورية بنسبة 35% من 8542 ليرة إلى 11557 ليرة سورية أمام الدولار الأمريكي، وهو ما يعد التخفيض الرابع لقيمة العملة في عام 2023، وفق التقرير، الذي أشار إلى أن العملة المحلية فقدت أيضًا 53% من قيمتها منذ بداية عام 2023، في “السوق السوداء” حتى تشرين الأول، و83% خلال ثلاث سنوات.
ميدانيًا.. نزوح 120 ألف شخص
منذ 7 من تشرين الأول، أدت الأعمال العدائية بين غزة وإسرائيل إلى تأجيج التوترات في جميع أنحاء المنطقة، وكان لها تأثير “محدود لكن مؤثر” على سوريا، وفق التقرير.
وفي 5 من تشرين الأول الماضي، ضرب هجوم “انتحاري لطائرة دون طيار” حفلًا أقيم في الكلية العسكرية بمدينة حمص، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، ليتبعها تصعيد عسكري واسع النطاق على محافظتي إدلب وغربي حلب، مما أدى إلى تعطيل عمليات برنامج الأغذية العالمي في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام في شمال غربي سوريا لمدة أسبوع.
ونتيجة للتصعيد، الذي لم يحدد التقرير طرفه المسؤول، نزح أكثر من 120 ألف شخص داخليًا في شمال غربي سوريا.
وبالرغم من التصعيد، دخل خلال تشرين الأول الماضي، أكثر من 155 شاحنة تحمل 1.9 طنًا متريًا من مواد الإغاثة الإنسانية عبر معبري “باب الهوى” و”باب السلامة” الحدوديين تابعة لسبع وكالات أممية إلى شمال غربي سوريا.
وبسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المتعددة على مطاري “دمشق” و”حلب”، تجمدت عمليات الخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة “UNHAS” في سوريا منذ 12 من تشرين الأول الماضي حتى الآن، ويستكشف برنامج الأغذية العالمي خيارات لاستئناف العمليات.
خلال الإحاطة الأممية الأحدث حول سوريا لمجلس الأمن، قالت مديرة قسم التمويل الإنساني وتعبئة الموارد في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوتين، إن تقييمات القسم الأولية تتوقع حدوث مزيد من الانخفاض في الأمن الغذائي في عام 2024، بما في ذلك زيادة بنسبة 29% في معدلات انعدام “الأمن الغذائي الحاد” بين النازحين الذين يعيشون في المخيمات الرسمية والعشوائية.
وأشارت إلى أنه بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، فإن التصاعد في القتال يوضح مرة أخرى أنه “دون إحراز تقدم نحو إنهاء الصراع، سيكون من المستحيل تلبية الاحتياجات الإنسانية واسعة النطاق في البلاد بشكل فعال على أي أساس مستدام”.
وأعلنت مديرة قسم التمويل الإنساني أنه خلال الأيام المقبلة، ستطلب الأمم المتحدة رسميًا من حكومة النظام السوري تمديد “موافقتها” على استخدام معبر “باب الهوى”، “طالما استمرت الاحتياجات الإنسانية”.