ما أضرار استهلاك ملح الليمون

د. أكرم خولاني

هناك استخدامات عديدة لملح الليمون في حياتنا اليومية، إذ تلجأ معظم ربات البيوت إلى إضافته لبعض الأطعمة لإعطائها المذاق الحامض أو في أثناء عملية التخليل، كما يستخدم في الصناعات الغذائية فيضاف إلى المياه الغازية والمعلبات و”الكاتشب” وبعض الأغذية الأخرى، ويستخدم كمادة حافظة للأدوية، إضافة إلى استخدامه في مواد التنظيف كمطهر ضد الميكروبات.

ما ملح الليمون

ملح الليمون هو المسحوق المصنع لحمض الليمون، أو حمض الستريك (Citric Acid) أو السترات (Citrate)، وهو حمض ضعيف يتميز بأنه عديم اللون، شفاف بلوري، بينما مسحوقه ذو لون أبيض.

يوجد حمض الليمون بشكل طبيعي في ثمار الحمضيات وعصائرها، مثل الليمون والبرتقال والجريب فروت واليوسفي، وهناك بعض الفاكهة الأخرى أيضًا تحتوي على حمض الليمون، لكن بكميات ضئيلة، مثل الأناناس والفراولة وتوت العليق والتوت البري والكرز والطماطم. ويُمكن أيضًا الحصول عليه كمنتج ثانوي لعملية تصنيع الجبن والنبيذ والعجين المخمر.

ولحمض الليمون الفوائد الصحية المتمثلة بالآتي:

• يساعد في تحويل الغذاء إلى طاقة: حمض الستريك هو أول جزيء يتكون في أثناء عملية تسمى بدورة حمض الكربوهيدوكسيليك (Carbohydoxylic acid) أو كريبس، وبدوره يقوم حمض الكربوهيدوكسيليك على تحويل الغذاء إلى طاقة يستخدمها الجسم فيما بعد.
• يعزز امتصاص المواد الغذائية: من فوائد حمض الليمون أنه يعزز عملية امتصاص المواد الغذائية والمعادن مثل الحديد والزنك بشكل أفضل.
• يحمي من حصوات الكلى: تتكون حصى الكلى من كتل صلبة من البلورات، ويعمل حمض الليمون على جعل البول أقل ملاءمة لتكوين الحصى، كما يساعد أيضًا في تفتيت بعض أنواع الحصوات الموجودة سابقًا.
• يقلل الإجهاد التأكسدي في الأنسجة: وجدت دراسة أن حمض الليمون يمتلك خصائص مضادة للأكسدة وللالتهابات تعمل على الحد من الإجهاد التأكسدي للأنسجة في الدماغ والكبد، وهذا يسهم في تقليل الأمراض التنكسية العصبية والتهاب الكبد المزمن.

ويختلف ملح الليمون المُصنع عن حمض الليمون الموجود بشكل طبيعي في ثمار الفاكهة، فملح الليمون المُصنع لا يُعد آمنًا كحمض الليمون الطبيعي.

ما أضرار ملح الليمون

جرعة زائدة من ملح الليمون أو استهلاكه بشكل كبير يمكن أن يتسبب بحدوث العديد من الأضرار الصحية، وأهمها:

التهاب الحلق: على المدى القصير، يمكن أن يسبب حمض الستريك الزائد التهاب الحلق، وإذا كان هناك بالفعل التهاب بالحلق أو قرح بالفم واللثة فإن تناول الأطعمة أو المشروبات الغنية بحمض الستريك يمكن أن يزيد الأمر سوءًا.

مشكلات الجهاز الهضمي: جرعة زائدة من ملح الليمون يمكن أن تسبب الغثيان والقيء وآلامًا في المعدة والانتفاخ والإسهال، وكذلك إذا كانت هناك التهابات في المعدة أو ارتجاع معدي مريئي فقد يتسبب ملح الليمون في تفاقم الحالة.

تآكل مينا الأسنان: يتسبب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من حمض الستريك في تآكل الطبقة المغلفة للأسنان الذي يتطور إلى حساسية الأسنان واصفرارها.

هشاشة العظام: تؤثر الأحماض عادة على قوة العظام بشكل سلبي، وأهم آثارها التسبب في هشاشة العظام، ما يؤدي إلى آلام في العظام والمفاصل، كما يسهل عملية تكسر العظام.

التسمم بالألمنيوم: يزيد حمض الستريك من امتصاص الألمنيوم الذي يمكن أن يكون موجودًا في مضادات الحموضة والأدوية الأخرى والملونات الغذائية والأطعمة المصنعة، والألمنيوم هو مادة سامة للأعصاب ويرتبط بمرض ألزهايمر وباركنسون، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى اختلال وظيفي في الكلى وفقر الدم.

يُسبب بعض الخطورة على المرأة الحامل: تؤثر كثرة تناول ملح الليمون على عظام الأم والجنين وقد تؤدي إلى حدوث مشكلات في النمو لدى الجنين.

هل يمكن لتناول ملح الليمون أن يسبب السرطان

ما زالت الدراسات قاصرة عن إثبات تسبب ملح الليمون في تغيير تركيب الجينات، ولم يثبت حتى الآن التسبب في الإصابة بالسرطان، ولكن دراسة جديدة عالجت بعض خلايا الجهاز المناعي البشري بحمض الستريك بتركيزات تستخدم في الأغذية، وأظهرت جميع الخلايا علامات تلف الحمض النووي المرتبطة بتكوين السرطان.

هل يؤدي تناول ملح الليمون إلى ارتفاع ضغط الدم

على العكس، فقد ثبت أن استهلاكه مع ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة يساعد في التقليل من ضغط الدم، وتكمن آلية ذلك بما يلي:

تعزيز امتصاص الكالسيوم والمغنيسيوم في الأمعاء، ما يسهم في خفض ضغط الدم.

تزويد الجسم بمركبات الفلافونويد، التي تعمل على خفض ضغط الدم الانقباضي.