دير الزور – عبادة الشيخ
هذا العام، وجد مزارعو الزيتون في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسلطة “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا أنفسهم مضطرين لجني محاصيلهم مبكرًا، أو بيع جزء كبير منها لتجار محليين، يجمعون الزيتون ثم ينقلونه إلى مدينة الرقة لبيعه أو عصره في المعاصر المتوفرة هناك.
وفي الوقت نفسه، قرر بعض المزارعين الاحتفاظ بجزء من إنتاجهم الخاص، الذي لم يتجاوز في أفضل الحالات أكثر من 35 كيلوغرامًا من الشجرة الواحدة.
صعوبات ونقص في المعاصر
توجه مزارعون في ريف دير الزور لعمليات الجني المبكر للزيتون للحصول على الزيت هذا العام، مع علمهم بأن الزيت المُنتج سيكون منخفض الجودة.
ويعاني مزارعون في عدد من قرى دير الزور صعوبات بسبب عدم وجود معاصر زيتون، ما أدى إلى زيادة تكلفة العملية والنقل.
عنب بلدي قصدت بساتين زيتون في بلدة الشعفة التابعة لمنطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، لمعاينة الواقع، إذ قال أحمد الحمد، أحد المزارعين، لعنب بلدي، إن من الصعوبات عدم توفر الكهرباء بشكل مستمر، وقلة الوقود والدعم الذي تقدمه “لجنة المحروقات” في “الإدارة الذاتية”، وارتفاع تكاليف إصلاح المعدات.
وأشار إلى أن سعر تنكة الزيت ارتفع بشكل كبير، إذ وصل إلى ما يقرب من 75 دولارًا.
وذكر المزارع أحمد أن تكاليف النقل تشكل عبئًا إضافيًا على المزارع في ظل عدم وجود معاصر بالمنطقة، وتوجه المزارعين لعصر محاصيلهم في محافظة الرقة، علمًا أن تلك المعاصر غير قادرة على تلبية احتياجات المنطقة.
منير الخلف، مزارع من ريف دير الزور الشرقي، هو الآخر ذكر أن إنتاج ريف دير الزور من الزيتون قليل جدًا، ويضطر المزارعون لنقل محاصيلهم إلى مدينة الرقة لعصره، وهو أمر تسبب بزيادة التكاليف ورفع أسعار الزيت.
وأوضح أن ريف دير الزور يحتوي على معصرة زيتون واحدة فقط تم افتتاحها مؤخرًا، ولكن طاقتها الإنتاجية غير كافية لاستقبال كميات كبيرة من الزيتون في وقت واحد، نظرًا إلى اعتمادها على طرق بدائية.
وتحدث المزارع منير عن تأثير ارتفاع أسعار زيت الزيتون على حياة الأهالي، خاصة مع استخدامه في العديد من الأطعمة والحلويات الشرقية، إذ استغنى بعضهم عن استخدام زيت الزيتون بسبب الأسعار المرتفعة وتوجهوا نحو استخدام السمن الحيواني المحلي.
أنواع قليلة للزيت
في حديث إلى عنب بلدي، قال تاجر الزيتون في ريف دير الزور الشرقي أحمد رفعت، إن غالبية أشجار الزيتون في المنطقة من النوع “الخشابي”، الذي ينتج كيلوغرامًا واحدًا من الزيت من كل عشرة كيلوغرامات زيتون.
وأشار إلى وجود أنواع أخرى من الأشجار، مثل “الزياتي”، وتنتج كل خمسة كيلوغرامات من هذا النوع كيلوغرامًا واحدًا من الزيت.
ويرى أحمد أن انتشار هذه الأشجار في معظم مناطق دير الزور، مع غياب معاصر للزيتون في ريف المنطقة الذي يقع تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، زاد من معاناة المزارعين.
ويجمع أحمد محاصيل أهالي المنطقة وينقلها إلى مدينة الرقة ليتم عصرها، موضحًا أن تكلفة عصر كل كيلوغرام زيتون تتراوح بين 800 و1000 ليرة سورية، ما يجعل الكثير من المزارعين يضطرون لبيع محاصيلهم أو تحمل أعباء التكاليف العالية للنقل والعصر.
بالإضافة إلى ذلك، أكد التاجر أحمد ضرورة أن يلتزم مزارعو الزيتون بالشروط المحددة من قبل أصحاب المعاصر للحصول على زيت زيتون عالي الجودة، والمتمثلة بقطف الثمار في الموعد المناسب وفقًا للأصناف وشروط الزراعة والظروف المناخية، ويُفضل أن يتم القطف عندما تتلون 60% من الثمار للحصول على زيت زيتون ذي خصائص حسية مميزة.
كما تحدث عن أهمية نقل الثمار إلى المعصرة في غضون 72 ساعة من قطفها، لتجنب حدوث التخمر والتعفن داخل الأكياس، ومنع التأثير السلبي على نوعية الزيت، مثل “طعم الرطوبة والكحولي والعفن”.
كما نصح بفصل الأغصان والأوراق و”الأجرام” عن ثمار الزيتون، لتجنب التأثير السلبي على آلات العصر وضمان عدم تأثيرها على المواصفات الحسية للزيت.