غائبة رغم الدعم السعودي والوعود المحلية

 تقنية “الفار” في سوريا.. صعبة التطبيق ولا كادر لإدارتها

 تقنية "الفار" في سوريا.. صعبة التطبيق ولا كادر لإدارتها

camera iconلاعبا نادي حطين وأهلي حلب خلال لقاء في الدوري السوري - 23 من تشرين الثاني 2023 (نادي حطين)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حسن إبراهيم

يعتزم اتحاد كرة القدم في سوريا تطبيق تقنية الفيديو الحكم المساعد “VAR” (الفار) في الدوري السوري، بعد وعود قدمها رئيس الاتحاد، صلاح الدين رمضان، قبل عام، ودعم سعودي يتمثل بتدريب الكوادر الفنية.

تقنية ربما تحل في الموسم المقبل على بطولة أنهكتها التخبطات، ودوري يفتقر إلى جودة وفاعلية في البنية الأساسية من ملاعب ومدرجات وبث تلفزيوني، وأندية سئمت من الأخطاء التحكيمية والغرامات المالية.

تسارع الحديث عن التقنية بعد أخطاء تحكيمية أدت إلى إعلان فريقي جبلة والساحل انسحابهما من الدوري نتيجة “الظلم التحكيمي”، وإيقاف الحكم محمد قرام حتى إشعار آخر، واجتماع “طارئ” لرئيس الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، مع رؤساء الأندية.

وعود منذ عام

بدأ الحديث عن تقنية “الفار” في تشرين الأول 2022، حين قال رمضان، إن اتحاد الكرة يسعى لاستخدام تقنية الفيديو في مباريات الدوري السوري ابتداء من الموسم المقبل، ويحاول تأمين كل التجهيزات اللازمة لها.

وذكر أن الاتحاد جلب أفضل سماعات في العالم للتواصل بين الحكام واتخاذ القرارات، دون الحاجة إلى الإشارات فيما بينهم.

في تموز الماضي، تحول الحديث من “الفار” إلى “الميني فار”، حين قال رمضان إن الاتحاد يبذل كل الجهد لتطبيق نظام “الميني فار”، الذي يعتمد على وجود أربع كاميرات بداية الموسم الكروي الحالي، ولم يطبق رغم مرور عشر جولات على البداية.

وفي 6 من كانون الأول الحالي، أعلن اتحاد الكرة تشكيل لجنة مكوّنة من خمسة أفراد، بهدف متابعة مشروع الاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد (الفار)، ضمت كلًا من عضو الاتحاد محمد كوسا، ومدير قسم التحكيم خضر الحاج خضر، والمقيمَين الآسيويَين زكريا قناة وباسل حجار، والحكم الدولي المتقاعد مسعود طفيلية.

وذكر الاتحاد أن مهمة اللجنة متابعة مشروع الاستعانة بتقنية “الفار” داخليًا وخارجيًا، وتأهيل كوادر لتطبيق هذه التقنية في الدوري المحلي، مشيرًا إلى أن اللجنة تستعين بمن تراه مناسبًا لتطوير ونجاح العمل.

مساعدة سعودية

في 13 من آب الماضي، قال اتحاد الكرة في سوريا إنه وقع مذكرة تفاهم مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، وذكر أنها تركز على استضافة معسكرات تدريبية للمنتخبات السورية في المملكة، وتطوير فئات البراعم، وتدريبات شاملة للحكام وورشات عمل للمدربين.

ووافق الاتحاد السعودي على تزويد نظيره السوري بتقنية “اللايت فار”، مع تكليف المعنيين في الاتحادين ببحث الأمر، والبدء بتجهيز الكوادر لذلك من حكام وتقنيين، وفق الاتحاد السوري.

الاتحاد السعودي لكرة القدم قال عبر الحساب الرسمي، إن رئيسه ياسر بن حسن المسحل بحث مع رمضان سبل تعزيز التعاون بين الاتحادين خلال الفترة المقبلة، “بما يخدم كرة القدم العربية والآسيوية”، دون أي تفاصيل أخرى.

بعد خمسة أيام من المذكرة، قال نائب رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم، عبد الرحمن الخطيب، إن “تقنية “اللايت الفار” لم تكن ضمن مذكرة التفاهم مع السعودية، بل بشكل شفهي كمساعدة من السعودية، لأنه يُمنع أن تكون ضمن المذكرة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، حيث يحظر استيراد التقنيات والأجهزة.

وذكر الخطيب لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي اجتمع مع المعنيين باتحاد كرة القدم السوري، وأرسل كتابًا إلى الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” لإقامة دورة لتدريب الحكام السوريين، كما سيرسل تقنيين فنيين للتدرب على تشغيل أجهزة “الفار”.

ويحصل اتحاد كرة القدم في سوريا على جهازين لـ”الفار” ضمن سيارات، ستُغطي مباراتين من كل جولة في الدوري الممتاز، بحسب الخطيب.

وأضاف الخطيب أن الاتحاد يحاول أن تتوفر هذه الأجهزة خلال ثلاثة أشهر، وقد تُستخدم خلال الموسم الحالي أو المقبل، حسب وصولها وإمكانية التجهيز.

“تزيد الطين بلّة”

في سوريا، باتت حالات التعدي على الحكام من قبل اللاعبين، سواء من مشادات كلامية واعتراضات أو شتائم، ظاهرة مترافقة مع أي مباراة، وتطورت عديد من الحالات إلى البصق والضرب.

رغم اعتبار البعض أن تقنية “الفار” متأخرة، فإن آخرين يرونها مبكرة على بطولة تشهد حوادث غريبة لا تحصل إلا بالدوري السوري، فضمن الجولة الثامنة، في 8 من كانون الأول الحالي، وخلال مباراة بين الكرامة والساحل، قال لاعب الساحل منهل طيارة في تصريحات بعد المباراة، إنه تعرض للشتم من قبل حكم المباراة.

وذكر أنه حين اشتكى لمراقب المباراة وطلب العودة إلى التسجيلات الصوتية، تبيّن أنه لا توجد تسجيلات، وأن السماعات التي يرتديها الحكام لا تسجل الصوت.

وعن إمكانية تطبيق تقنية “الفار” في سوريا، قال الحكم الدولي السوري فراس الخطيب لعنب بلدي، إن الإمكانيات ضعيفة جدًا، فجميع بلدان العالم التي تملك تقنية “VAR” يجب أن تستخدم لا يقل عن 16 كاميرا في الملعب، ومع ذلك نشاهد الأخطاء.

واعتبر الخطيب أن نجاح التقنية في سوريا أصعب، لأنه واستنادًا إلى حديث رمضان عن أن التقنية التي ستُستخدم في سوريا لاحقًا هي “ميني فار”، فهي تتطلب أربع كاميرات فقط، ولا يوجد كادر بشري متخصص في هذا المجال يغطي جميع مباريات الدوري، ولا توجد الخبرة الفعلية من الحكام الذين سيعملون خلف هذه الشاشات، وفق الخطيب.

ويعتقد الحكم الدولي أن التقنية “تزيد الطين بلّة”، وسوف تكثر الأخطاء التحكيمية، كون الكادر خلف هذه الشاشات غير مؤهل، ويجب أن تكون لديه خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات.

ويرى الخطيب أن حوادث الشغب ستزيد بوجود التقنية، لأن كمية الأخطاء وسط وجود “الفار” ستولد احتجاجات واعتراضات.

واعتبر أن تأثير “الفار” في سوريا سيكون سلبيًا، لأن التقنية تحتاج إلى خبير تحكيمي على مستوى عالٍ، يشرح القانون للحكام المختصين في هذه التقنية، ويطلعهم على كل جديد من خلال التعديلات على القانون، وسوريا تفتقد لمقيم حكام جيد، فكيف بمحاضر على مستوى عالٍ؟

وتفتقر البطولات والمنافسات الرياضية في سوريا لأدنى مقومات اللعبة من معدات وأدوات، وفي 17 من تشرين الأول 2022، توفي مدرب حراس كرة القدم في نادي معضمية الشام خالد الشيخ (أبو محمد)، نتيجة أزمة صحية تعرّض لها خلال مباراة.

وأُصيب مدرب الحراس الشيخ بنوبة قلبية خلال المباراة، ولم تكن سيارات الإسعاف موجودة، ولم تتوقف المباراة، ونُقل بسيارة خاصة إلى مستشفى قريب وتوفي فيه.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة