رأس العين.. انحسار المياه الجوفية يحول 420 ألف دونم إلى صحراء
عنب بلدي – رأس العين
تسبب انحسار المياه الجوفية بإخراج مساحات واسعة من الأراضي الزراعية من الخدمة في الريف الغربي لمدينة رأس العين شمال غربي الحسكة.
الحصول على المياه عبر الآبار يتطلب الحفر بعمق أكثر من 500 متر، وهو أمر مكلف لمزارعين قابلتهم عنب بلدي في المنطقة.
أمين المردود، مزارع في قرية أبو جلود غربي رأس العين، قال إن انحسار المياه الجوفية أثر على الزراعة في المنطقة، ومن الصعب حفر الآبار، لأن أعماقها تصل إلى نحو 600 متر.
وذكر أن تكاليف حفر بئر بهذا العمق تتجاوز 50 ألف دولار أمريكي، وأشار إلى أن مزارعي المنطقة اضطروا إلى العزوف عن الزراعة، لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف حفر الآبار، وصعوبة تأمين مستلزمات تشغيلها.
ويقدّر المزارع أن انحسار المياه الجوفية في قريته أدى إلى إغلاق 95% من المزارع، وتحولت الأراضي الزراعية إلى صحراء تنتظر الأمطار.
فاطمة الحمد، عاملة زراعة في قرية عاجلة غربي رأس العين، ذكرت أن انحسار المياه الجوفية أدى إلى توقف الزراعة في قريتها منذ أكثر من عشر سنوات، رغم أنها مصدر رزق رئيس للعائلات.
من جانبه، قال سلطان الصدام، وهو مزارع آخر من قرية الشارة غري رأس العين، إن انحسار المياه الجوفية أجبره على ترك قريته والتوجه إلى الريف الشرقي، حيث وجد أراضي خصبة، ومستوى المياه فيها مناسب لزراعة المحاصيل.
وأوضح أن مستوى الحصول على المياه بالريف الشرقي لا يتجاوز 45 مترًا، لافتًا إلى أن قرية الشارة تحولت إلى “صحراء”، حيث توقفت الزراعة فيها تمامًا لصعوبة الحصول على مياه الآبار وتكلفة حفرها المرتفعة.
تصحر 420 ألف دونم
رئيس مكتب الزراعة في رأس العين، عمر حمود، قال لعنب بلدي، إن انحسار المياه الجوفية أدى إلى تصحر 420 ألف دونم من الأراضي الزراعية في رأس العين، لافتًا إلى أن الزراعة في المنطقة تعتمد على المياه الجوفية.
وأوضح أن المساحة الصالحة للزراعة في منطقة رأس العين تبلغ 900 ألف دونم، منها 250 ألف دونم مروية تتركز في الريف الشرقي، و420 ألف دونم بعلية تقع في الريف الغربي والجنوبي، وباتت متصحرة نتيجة هبوط مستوى المياه، وتعتبر ذات إنتاج قليل وشبه معدوم.
وأشار حمود إلى أن الأراضي البعلية هي الأكثر تضررًا من انحسار المياه الجوفية، حيث أصبحت شبه صحراء، ما أدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين.
وطالب حمود بضرورة اتخاذ “الحكومة المؤقتة” إجراءات عاجلة لوقف انحسار المياه الجوفية، وذلك من خلال تشجيع ودعم المزارعين على استخدام أنظمة الري الحديثة للحفاظ على ما تبقى من المياه الجوفية.
وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها أغلبية سكان منطقة رأس العين، وهي تشكل مصدرًا رئيسًا للدخل للسكان.
وتواجه المحاصيل الزراعية في رأس العين صعوبات التصريف، وتحكم التجار، وغياب الجهات الحكومية عن شراء محاصيل استراتيجية كما حصل في موسم القمح هذا العام.
ولم تعلن “الحكومة المؤقتة” عن رغبتها بشراء محصول القطن، وبات المحصول عرضة لاحتكار التجار، وتراوح سعر الطن بين 500 و550 دولارًا أمريكيًا، في حين كان سعره في العام الماضي يتراوح بين 750 و800 دولار.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :