خيام مهترئة ونقص في المحروقات
الشتاء يفاقم معاناة سكان مخيم “التوينة” بالحسكة
الحسكة – مجد السالم
يعيش النازحون في مخيم “التوينة” شمال غربي الحسكة تحديات يفرضها فصل الشتاء، تضاف إلى ظروف حياتهم المعقدة مع دخول فصل الشتاء.
عائلات في خيام مؤقتة يتسلل البرد إليها من كل زاوية، وضعف البنية التحتية في المخيم يجعل من الشتاء فصلًا قاسيًا يجلب المتاعب رغم انتظار خيراته.
محمد العلو (30 عامًا)، يعيش في المخيم منذ خمس سنوات وينحدر من مدينة رأس العين، قال لعنب بلدي، إن الحل الوحيد والاسعافي لمواجهة البرد في المخيم هو “الالتفاف بالبطانية” التي لم تعد تفارقهم، فالخيام مهترئة ولم تُبدل منذ عدة سنوات و”لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف”.
يزداد الأمر صعوبة عند حلول الليل وانخفاض درجات الحرارة أكثر، وفق محمد، مضيفًا أن محاولة إصلاح الخيام غير كافية ومكلفة، فالخيمة الواحدة تحتاج إلى شراء عوازل مطرية بنحو 400 ألف ليرة سورية، وتشترى من خارج المخيم على حساب النازح الخاص.
مخصصات الوقود غير كافية
تحتاج الخيمة إلى مدفأة تعمل على مدار الساعة في حال توفر الوقود (المازوت) من أجل التغلب على البرد.
لكن المخيم يعاني نقصًا حادًا في المحروقات، وتراجعًا في الكميات المخصصة لكل عائلة.
مجول (45 عامًا)، طلب عدم الكشف عن اسمه كاملًا لأسباب أمنية، وهو من سكان المخيم قال لعنب بلدي، إن المخصصات هي 35 ليترًا لكل خيمتين لمدة أسبوع.
وتقل هذه الكمية عن تلك المخصصة للعام الماضي بنحو 10 ليترات، ومع ذلك فهناك من لم يتسلم بعد مخصصاته أو يحدث تأخر في التوزيع.
مجول ككثيرين في المخيم يقومون بإشعال مدفأة واحدة، وغالبًا في الليل فقط، إذ “يتكدس جميع أفراد العائلة من نساء وأطفال في خيمة واحدة فقط من أجل التوفير”.
وأضاف لعنب بلدي أنهم يتخوفون من تدهور الوضع في حال هطول الثلوج وتشكل الصقيع، أو حدوث غزارة في الأمطار وتشكل السيول جراء ضعف الخيام وسوء البنية التحتية من صرف صحي وغيره في المخيم.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يتلقَّ سكان المخيم مساعدات خاصة بفصل الشتاء، كتوزيع المدافئ وملحقاتها من “البواري” أو البطانيات.
وتابع أن بعض النازحين يشترون المحروقات من السوق السوداء من خارج المخيم بسعر خمسة آلاف ليرة سورية لليتر الواحد، وهذا مكلف للغاية.
سوء الطرقات يزيد الأمور تعقيدًا
مشكلة أخرى يعانيها سكان المخيم، بحسب ما رصدته عنب بلدي، تتمثل بسوء الطرقات والشوارع التي تفصل الخيام والقطاعات عن بعضها، وهي غالبًا تكون مفروشة بالبحص أو طرقات ترابية تتحول إلى طرق طينية مع أول هطول للمطر، إذ يصعب التنقل فيها.
حال الطرقات تجعل من السكان أشبه بالمساجين، ويصعب خروج ودخول من يعمل في المخيم، ويصبح الوضع أكثر سوءًا بالنسبة لكبار السن وذوي الإعاقة، وللأطفال وطلبة المدارس الذين يعانون بدورهم نقص المحروقات والبرد داحل الصفوف.
مديرة المخيم، ملك صالح، قالت في تصريحات نقلتها إذاعة “صوت الحياة” المحلية في 7 من كانون الأول الحالي، إن النازحين يعانون صعوبات عدة في بداية الشتاء.
وتتمثل هذه الصعوبات بعدم تبديل الخيام منذ عام 2019، والاعتماد على حلول إسعافية عبر صيانة الخيام المهترئة.
ويضاف إلى ما سبق خفض مخصصات مواد المحروقات للعائلات، وتحصل كل عائلة على أربعة ليترات فقط، وهي كمية غير كافية، وفق صالح.
يقع مخيم “التوينة” شمال غربي الحسكة، تديره “الإدارة الذاتية”، ويضم نحو 16 ألف شخص معظمهم من مدينة رأس العين وريفها الجنوبي، وكذلك من بلدة أبو راسين وريفها، وقرى محيط تل تمر الشمالي والشمالي الغربي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :