أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن محادثات جنيف بين الأطراف السورية ستنطلق الخميس المقبل 10 آذار.
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية، السبت 5 آذار، عن دي ميستورا قوله إن البعض من أطراف النزاع في سوريا والمشاركين في المحادثات، سيصلون في التاسع من آذار إلى جنيف، والبعض سيصل في الـ 11 منه، بينما يصل آخرون في الـ 14 من الشهر نفسه، بسبب الصعوبات في حجز الفنادق.
وبحسب دي ميستورا، فإن المفاوضات “غير المباشرة” ستبدأ باجتماعات تحضيرية قبل الشروع بمناقشة القضايا الجوهرية، وهي الوصول إلى حكومة جديدة، ودستور جديد، وانتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهرًا، مؤكدًا أنه سيدعو أطرافًا من حكومة النظام والمعارضة، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني والنساء، اللواتي يمتلكن الكثير حول مستقبل سوريا، بحسب قوله.
انخفاض النشاط العسكري في سوريا
وحول دخول المساعدات الإنسانية وخروقات روسيا والنظام للهدنة، التي انطلقت فجر السبت، 27 شباط الماضي، أوضح المبعوث الأممي أنه بالرغم من وجود بعض الحوادث والخروقات، إلا أن عدد الحوادث والنشاطات العسكرية انخفض في شكل جوهري في سوريا، ما أدى إلى وصول المساعدات إلى 115 ألف شخص، عن طريق إدخال أكثر من 200 شاحنة إلى ثماني مناطق محاصرة .
ودعا دي ميستورا حكومة النظام السماح لقوافل المساعدات الإنسانية، بالدخول بطريقة أسرع إلى المناطق المحاصرة، إذ تنتظر الشاحنات 36 ساعة قبل دخول كل قافلة.
حجاب: ظروف جنيف غير مواتية
وزيرا الخارجية الروسي والأمريكي طالبا، الجمعة 4 آذار، بالإسراع في انطلاق المفاوضات السورية برعاية الأمم المتحدة، والتي من خلالها سيحدد السوريون مستقبل بلادهم ورئيسهم على حد قولهم، وهذا ما أكده دي ميستورا بالقول إن “مصير بشار الأسد يحدده الشعب السوري وليس الأجانب”.
بدوره اعتبر رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية، رياض حجاب، أن الظروف الحالية لاستئناف محادثات جنيف في التاسع من الشهر الجاري غير مواتية.
حجاب نوه خلال المؤتمر الصحفي في باريس، الجمعة 4 آذار، إلى اختراق النظام للهدنة، إذ تم توثيق أكثر من 90 غارة سورية وروسية خلال سبعة أيام، استهدفت مناطق تنشط فيها فصائل وافقت على الهدنة.
وطالب حجاب الأمين العام للأمم المتحدة ومجموعة أصدقاء سوريا، بالضغط على النظام للالتزام بالهدنة، وتأمين الأجواء المناسبة لبدء المفاوضات، وذلك عن طريق فك الحصار عن المناطق المحاصرة وإيصال المساعدات، وإطلاق سراح المعتقلين وتطبيق قرار الأمم المتحدة 2254، والتي لم تطبق أي منها حتى الآن.
وعن مشاركة بشار الأسد في الفترة الانتقالية، أوضح حجاب أن مرجعية التفاوض مستندة إلى بيان جنيف 1، الذي جاء فيه أنه لا مكان لبشار الأسد وزمرته في الحكومة الانتقالية.
تصريحات حجاب أكدها وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، الذي قال إن هناك شرطين أساسيين لم يتحققا من أجل اسئتناف مباحثات جنيف، وهما إيصال المساعدات الإنسانية للسوريين، واحترام وقف إطلاق النار بشكل كامل.
وفي الوقت الذي تزاحم فيه الرؤساء والمعنيون في الشأن السوري، على إطلاق تصريحات سياسية حول مباحثات جنيف وموعد انطلاقها، وبذل جهودهم لعقدها، تفاجأ العالم بخروج السوريين من تحت الدمار، بمظاهرات عمت أرجاء سوريا، كما لو أنهم عادوا إلى بداية ثورتهم في 2011، موجهين رسالةً للعالم مفادها “الشعب يريد إسقاط النظام”.