شرعي “تحرير الشام” يهاجم أمريكا ويعتبرها عدوًا
هاجم رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في “هيئة تحرير الشام” صاحبة السيطرة العسكرية في إدلب، عبد الرحيم عطون، الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا أنها “عدو للأمة الإسلامية ولأهل السنة”، في خطاب ابتعد عنه الفصيل منذ سنوات.
واعتبر عطون أن العداوة للمشروع الإيراني والمنسجمين معه كالحوثيين، لا تجيز بحال، الاصطفاف إلى جانب الحلف الأمريكي، أو التخندق تحته، عبر منشور له عبر “تلجرام“، في 20 من كانون الأول الحالي.
وقال إن أمريكا تدافع عن الكيان الصهيوني، وهو “عدو أمة الإسلام اللدود”، لا عدو فلسطين أو غزة وحدها، وإن “الأهالي والمجاهدين” في غزة، هم رأس حربة أهل الإسلام، في المعركة الدائرة حاليًا على أرض فلسطين.
وذكر عطون أن كلا المشروعين، الإيراني وأحلافهم من الحوثيين والمشروع الأمريكي وإسرائيل، عدو لأهل السنة، ويبغيان التوسع في المنطقة على حساب السكان، فيصطدمان، “وسط خيانة وجبن وتآمر حكام بلادنا، واصطفافهم تحت هذا المشروع أو ذاك”.
واعتبر عطون أن عداوة المشروع لا تجيز الاصطفاف تحت المظلة الراعية للكيان الذي يقصف في غزة، منذ أكثر من 70 يومًا.
وأنهى الشرعي منشوره بدعاء على “منافقي إيران ومليشياتها وأمريكا وإسرائيل، ومن سار في ركاب أي منهم”.
عداء بعد رغبة بالتقرّب
رغم مشاركة عطون منشورات (ليست له) فيها انتقاد لأمريكا وسياستها والغرب ككل، لم يكتب بنفسه أو يتبنى أي موقف منذ سنوات، وذلك بحسب رصد أجرته عنب بلدي في صفحاته الرسمية.
حديث عطون عن عداوة أمريكا لم يكن مألوفًا من شرعي الفصيل، على الأقل منذ 2019، حين بدأت “الهيئة” بمسار التقرب والانفتاح مع الدول الغربية، ورغبتها بإقامة علاقات معها.
وسبق لرجل الدين البارز في “تحرير الشام”، أن دعا إلى تطبيع العلاقات مع الدول الغربية، خلال حديثه لصحيفة “Le Temps” السويسرية الناطقة بالفرنسية في 3 من أيلول 2020.
وتحدث عطون عن ضرورة تطبيع العلاقات بين الأهالي في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” بمحافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، والدول الأجنبية.
وأضاف، “نعمل حاليًا على تلميع صورتنا، والهدف ليس تجميل الواقع بل إظهاره كما هو”، وأكد للصحيفة أن “هيئة تحرير الشام تريد الخروج من القائمة السوداء للإرهاب، وعندها فقط ستتعافى المنطقة”.
وبرر عطون تطبيع العلاقات بين “الهيئة” والغرب بالقول إن المنطقة بحاجة إلى مساعدة دولية لإعادة الإعمار.
وقال إن “تحرير الشام” كانت آخر الفصائل التي قاتلت النظام السوري وحلفائه، لكنها لا تستطيع القضاء عليه دون مساعدة، في إشارة إلى طلب المساعدة من الدول الغربية لإنهاء وجود النظام في سوريا.
وفي شباط 2020، ذكر قائد الفصيل “أبو محمد الجولاني” تخليه عن طموحاته الجهادية العابرة للحدود، وتركيزه فقط على حكم المنطقة الواقعة تحت سيطرته، خلال مقابلة صحفية مع “Crisis Group” (مجموعة الأزمات الدولية).
اقرأ أيضًا: الخطاب الجديد لا يشفع لـ”تحرير الشام”
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :