أحبطت لقوات المسلّحة الأردنية عملية تهريب “كميات كبيرة” من المواد المخدرة، قادمة من الأراضي السورية نحو الأردن، بعد عملية نفذتها المنطقة العسكرية الشرقية مساء أمس الخميس.
وقال الجيش الأردني عبر موقعه الرسمي نقلًا عن مسؤول عسكري لم يسمّه اليوم، الجمعة 22 من كانون الأول، إنه أحبط تهريب “كميات كبيرة” من المواد المخدرة.
وأضاف أن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية العسكرية، رصدت محاولة مجموعة من المهربين اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية، وحركت دوريات “رد الفعل السريع” وطبقت قواعد الاشتباك بالرماية المباشرة عليهم.
وأسفر الاشتباك عن إصابة عدد من المهربين، وفرار آخرين إلى داخل العمق السوري، بحسب الجيش الأردني.
ونقل الجيش عن المصدر العسكري، أنه عثر على 200 ألف حبة من مخدر “الكبتاجون”، و209 كف حشيش، حولها إلى الجهات المتخصصة.
العملية جاءت بعد ثلاثة أيام من الإعلان عن انتهاء اشتباكات استمرت لـ14 ساعة بين الجيش الأردني ومهربين، حاولوا اجتياز الحدود بالقوة، لتهريب كميات “كبيرة” من الأسلحة والمخدرات نحو الأردن.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، اللواء الركن يوسف الحنيطي، حينها، إن جيش بلاده استخدم جميع الإمكانات والقدرات والموارد، لمنع عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها بالقوة.
ونقلت قناة “المملكة” الأردنية عن القوات المسلحة، أن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية العسكرية، اشتبكت مع “مجموعات مسلحة” حاولت اجتياز الحدود نحو الأردن بطريقة غير شرعية من الأراضي السورية.
سبق ذلك بساعات إعلان الأردن، عن أن قواته المسلحة تمكنت من قتل وجرح عدد من المهربين خلال اشتباكات على حدوده الشمالية مع سوريا، وبلغت المصادرات نحو خمسة ملايين حبة “كبتاجون”، وأكثر من 12 ألف كف حشيش.
اقرأ أيضًا: المخدرات.. “واجهة” لتهريب الأسلحة من سوريا إلى الأردن
عملية انتقامية
فجر 19 من كانون الأول، شنت طائرات حربية يُعتقد أنها أردنية غارات جوية جنوبي سوريا، استهدفت “مخابئ” لمهربي مخدرات ردًا على عملية تهريب “كبيرة” كانت قادمة من سوريا.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مخابرات إقليمية (لم تسمِّها) حينها، أن الأردن شن عدة غارات جوية، على جارته الشمالية سوريا ضد “مخابئ لمهربي المخدرات المدعومين من إيران، ردًا على عملية تهريب واسعة النطاق”.
وأكد مصدران من المخابرات الإقليمية، ومصدر دبلوماسي غربي يتابع الوضع في الجنوب السوري لـ”رويترز” أن الطائرات الحربية الأردنية ضربت أهدافًا مرتبطة بالمخدرات في غارات نادرة داخل سوريا.
وأضاف المصدران أن الطائرات قصفت منزلًا يشتبه بأنه لتاجر مخدرات بارز في بلدة صلخد بمحافظة السويداء، بينما أصابت ضربات أخرى “مخابئ” في محافظة درعا، بحسب “رويترز”.
وفي 8 من أيار الماضي أيضًا، أغارت طائرات حربية يعتقد أنها أردنية على أهداف في منطقة اللجاة بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، ما خلّف ثمانية قتلى من عائلة كاملة بينهم ستة أطفال.
أسلحة نحو فلسطين مرورًا بالأردن
خلال حديث سابق لعنب بلدي، قال الخبير الاستراتيجي والباحث غير المقيم في معهد “ستيمسون” بواشنطن عامر السبايلة، إن المخدرات هي “واجهة اختراق” للتغطية على عمليات تهريب الأسلحة نحو الأردن، مشيرًا إلى التهريب يقوم على تهريب “أسلحة نوعية”.
وأضاف أن هناك من يرغب بتحويل الأردن إلى “ساحة مواجهة” لاستهداف المصالح الغربية فيه، إذ صار يعتبر من نقاط التمركز المهمة للمحور الغربي في المنطقة.
سبق ذلك خلال تحليل موجز كتبه الباحثان المتخصصان في مكافحة الإرهاب بـ”معهد واشنطن” ماثيو ليفينت، ولورين فون ثادن، في نيسان الماضي، جاء فيه أن عمليات تهريب الأسلحة شهدت ارتفاعًا كبيرًا من الأراضي الأردنية نحو الضفة الغربية.
وعلى غرار الأسواق الأخرى، تعمل الأسواق السوداء لتجارة الأسلحة في الأردن، التي يغذّيها تهريب الأسلحة بناء على العرض والطلب، والطلب في هذه الحالة وافر، خصوصًا أن الأردن يقع عند مفترق طرق في منطقة تتخبط في الصراعات وتفيض بالأسلحة، بحسب التحليل، إذ تدخل الأسلحة إلى المملكة من سوريا والعراق المجاورتين عبر طرق تهريب قديمة.
مفترق الحدود بين الأردن وسوريا والعراق، سيطرت جماعات “جهادية” على جزء منه سابقًا ما زاد من صعوبة تسيير الدوريات لضبطه، لكن يبدو أن هذا الوضع لم يتحسن بعد أن أعادت قوات النظام السوري السيطرة على بعض المناطق الحدودية، بحسب التحليل.
المقابلات التي أجراها كاتبا التحليل خلصت إلى أن ثمن المسدس يبلغ حوالي 2000 دولار في سوق الأسلحة بالأردن، لكنه يباع بـ5000 دولار في الضفة الغربية.