لا هدنة شمال حمص.. والخروقات بالجملة
جودي عرش – حمص
رغم الهدوء الذي اكتسبته مدن وبلدات سورية في ظل الهدنة المتفق عليها في سوريا، والتي دخلت حيز التنفيذ في حمص شباط الماضي، إلا أن النظام السوري وحليفته روسيا استثنت ريف حمص الشمالي منها، فاستهدفت بلداته وحاولت اقتحامه مجددًا من محور حربنفسة، جنوب حماة.
بعد يوم واحد على الهدنة، جددت قوات الأسد وحلفاؤها محاولة اقتحام قرية “حربنفسة” الاستراتيجية، جنوب حماة، والتي تقع على الحدود الإدارية لمحافظة حمص، وتعتبر بوابتها الشمالية الغربية، على اعتبارها امتدادًا طبيعيًا لمنطقة سهل الحولة.
كذلك فإن بلدة تير معلة، والتي فشل النظام السوري مرارًا في السيطرة عليها، كانت هدفًا للطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، فيما اكتفت قوات الأسد بتمشيط مدن وبلدات الدار الكبيرة وتلبيسة والفرحانية والغنطو بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، وكل ذلك عقب سريان الهدنة.
نحو 18 غارة جوية استهدفت حربنفسة وتير معلة، خلال الأسبوع الأخير، أدت إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بحسب الناشط الإعلامي عامر الناصر، المقيم في الريف الشمالي لحمص. وقال في حديث إلى عنب بلدي “لم تستطع الهدنة المزعومة أن توقف سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها النظام في الريف الشمالي بغية السيطرة عليه واجتياحه”.
المحاولة الأخيرة لاقتحام حربنفسة باءت بالفشل أيضًا، فالمنطقة ذات طابع استراتيجي مهم لطرفي النزاع، وفقًا للناصر، وتابع “شهدت هذه الجبهة معارك طاحنة في الأيام الأخيرة، عبر محاولات اقتحامها من عدة محاور، على اعتبار أنها البلدة الوحيدة الواصلة بين مدينة الحولة المحاصرة وباقي بلدات الريف الشمالي، وبالتالي خضوع الحولة لحصار خانق”.
ورأى الناشط أن “إقصاء” الريف الشمالي من الهدنة الدولية، تعود لرغبة النظام بتغيير محافظة حمص ديموغرافيًا، وجعلها عاصمة للموالين، وأردف “برع النظام بعملية إفراغ حمص من سكانها خلال العامين الماضيين، على اعتبارها المنطقة الوسطى والعمود الفقري للثورة السورية، ومن الطبيعي ألا يلتزم النظام بأي هدنة تخص هذه المدينة تحديدًا، فهو يريد جعلها ملجأ آمنًا لمواليه، ومركزًا أمنيًا لشبيحته”.
الوضع الإنساني يقترب من الكارثة
تخوف كبير من أزمة إنسانية حادة بحق آلاف العائلات، بعد امتناع النظام عن إدخال المواد الغذائية إلى بلدات الريف الشمالي، وعدم دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى مدن وبلدات الرستن وتلبيسة والغنطو وتيرمعلة والحولة المكتظة بالسكان، رغم وعود الأمم المتحدة بذلك، وفقًا للناشط يوسف أبو يعقوب، وأوضح لعنب بلدي أنه “لم تدخل حتى اللحظة أي مساعدات إنسانية إلى مناطق الريف الشمالي.. ولا يخفى على أحد أن جميع المدن والبلدات تعاني أزمة إنسانية شديدة، ونقصًا كبيرًا في معظم المواد الغذائية والأدوية الإسعافية وحليب الأطفال”.
أزمة خبز، تتفاقم أيضًا شمال حمص، بعد توقف معظم الأفران عن العمل لنفاد المواد الأساسية اللازمة لتشغيلها، ولا سيما مادتي الطحين والمازوت، في ظل عجز الجهات الإغاثية ومجلس المحافظة عن تفادي الأزمة، وتابع أبو يعقوب “وصل سعر ربطة الخبز إلى 400 ليرة سورية في مدينة الرستن، وعلق المجلس المحلي عمله في المدينة، لعدم قدرته على القيام بمشاريع، بعد توقف دعمه من مجلس المحافظة”.
النظام السوري كان قد صعّد من هجماته على الريف الشمالي لمدينة حمص، منذ أواخر العام الفائت، وفشل في اقتحام بلدتي تير معلة والدار الكبيرة، رغم استعانته بالطيران الروسي، في محاولة لإدخال المنطقة في حصار منهك لنحو ربع مليون نسمة مقيمين هناك.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :