مظلوم عبدي ينتقد النظام والمعارضة السورية
قال قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، إن النظام السوري لا يزال يعوّل على الحل الأمني والعسكري، وهو ما ظهر مؤخرًا خلال تحركاته بمحافظة دير الزور.
ودعا خلال مشاركته في المؤتمر العام الرابع لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، الأربعاء 20 من كانون الأول، إلى تكثيف الجهود والعمل على تنظيم صفوف المعارضة “الوطنية” في عموم سوريا.
وأضاف أن “المعارضة المرتبطة بأجندة خارجية لا تملك أي برامج وأصبحت خارج المعادلة”، كما أن القوى الدولية لا تملك “برامج قوية” لقيادة الحل، ولا تظهر إرادة لإجبار جميع الأطراف على الخروج من الأزمة.
ويرى عبدي أن “المعارضة التابعة للخارج” فشلت بإيجاد أي حل لـ”الأزمة السورية”، معتبرًا أنها تركت الساحة للمجموعات “الإرهابية، والراديكالية”.
وأضاف أنه كان لا بد من ظهور “المعارضة الحقيقية”، ما دفع لتأسيس “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، بحسب عبدي.
عبدي أشار إلى أن “قسد” اتخذت من “مسد” مظلة سياسية، لتمثلها في المحافل السياسية الدولية والمحلية.
وحول “الائتلاف السوري لقوى المعارضة” قال عبدي، إنه لا يمتلك أي برامج، وقد أصبح خارج المعادلة، باعتبار أنه مرتبط بأجندة خارجية.
ويتبنى “الائتلاف” وأطياف المعارضة السورية المنبثقة عنه موقف تركيا نفسه من “الإدارة الذاتية” وذراعها السياسية “مسد” والعسكرية “قسد” على أنها امتداد لحزب “العمال الكردستاني” في سوريا، إذ يصنف “الحزب” على قوائم “الإرهاب” التركية.
واعتبر عبدي أنه في ظل عدم الجدية الدولية بإيجاد حل لـ”الأزمة السورية”، يجب على “مسد” تكثيف جهوده لإيجاد حلول في إطار مبادرات أوسع لتنظيم صفوف “المعارضة الديمقراطية” في عموم سوريا.
وعلى مدار السنوات الماضية، طرحت “الإدارة الذاتية” خططًا للحوار مع النظام السوري والوصول إلى حل توافقي، لكن رفض النظام المستمر أفشل هذه الخطط والمبادرات بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين كرد.
وينظر النظام السوري إلى “الإدارة الذاتية” على أنها “كيان انفصالي” مدعوم من قبل دولة خارجية (الولايات المتحدة)، وبناء عليه، أبدى دعمه سابقًا للانتفاضة القبلية المسلحة التي شهدتها محافظة دير الزور ضد “قسد”.
ما “مسد”؟
رغم التعدد الحزبي الموجود في شمال شرقي سوريا، فإن سياسة الحزب الواحد والزعيم الأوحد بقيت واضحة، مع استمرار اتهام “الإدارة الذاتية” بتهميش العرب ومحاولة استرضاء الغرب مع التضييق على الرأي الآخر.
تجبر المؤسسات الحكومية والتعليمية أو العسكرية لدى “الإدارة الذاتية” العاملين فيها على المشاركة في مسيرات داعمة لزعيم حزب “العمال الكردستاني” (تركي الجنسية)، عبد الله أوجلان، تحت التهديد بالفصل للممتنعين، علمًا أن وجود الحزب في سوريا يشكل ذريعة لقصف وعمليات عسكرية تركية.
ويواجه “مسد” اتهامات بالعمالة للنظام، إذ وقّع مع النظام السوري عدة تفاهمات واتفاقات، أحدثها في 9 من كانون الأول 2020، تضمّن إقامة نقاط عسكرية دائمة لقواته في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بعد تهديدات لفصائل “الجيش الوطني”، المدعوم من تركيا، بالسيطرة على البلدة، ثم وسع هذا الاتفاق لاحقًا ليشمل مناطق أخرى.
اقرأ أيضًا: مخاوف قديمة تغذي خلاف عشائر دير الزور و”قسد”
وأُسّس “مسد”، أواخر عام 2015، بالتزامن مع تأسيس “قسد”، ليتحول تدريجيًا إلى ذراع سياسية للقوات المشكّلة من تحالف فصائل عربية وكردية وسريانية، والتي تلقت الدعم الدولي في حربها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وحاول المجلس أن يحكم نفوذه في أماكن سيطرة “قسد”، وأن يروّج لنجاح تجربته، على الصعيدين المحلي والدولي، ليضمن استمراريته، وسط تنازع القوى النافذة بالقضية السورية، لكنه لم يستطع حتى الآن التخلص من عدد من التهم التي تعوق تقبله.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :