السومة يعتزل دوليًا.. كوبر في دوامة المنتخب السوري
أدى صدور القائمة الأولية للمنتخب السوري لكأس آسيا في قطر 2024، إلى عاصفة من الجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف المحلية والعربية.
وشهدت القائمة التي أصدرها الاتحاد السوري لكرة القدم، الأربعاء 20 من كانون الأول، استبعاد قائد المنتخب، عمر السومة من قبل مدرب المنتخب، هيكتور كوبر.
وأعرب السومة في تصريحات نقلتها قناة “الكأس” القطرية، في وقت متأخر الأربعاء، عن استغرابه من المدرب مهاجمًا العقلية الإدارية للقائمين على الكرة السورية، وعدم احترامهم للنجوم، كفراس الخطيب وزياد شعبو.
ونفى السومة وجود خلافات بينه وبين كوبر، معلنًا اعتزاله الدولي لعدم التقدير والاحترام، وكان من المفترض أن يُبلغ من قبل القائمين على المنتخب قبل صدور القائمة، لا أن يتفاجأ كما الجمهور، وفق تصريحاته.
وضمت القائمة الأولية 33 لاعبًا، ومن المفترض أن تتقلص إلى 26 لاعبًا فقط في القائمة النهائية التي ستخوض البطولة في كانون الثاني المقبل.
جدل في وسائل إعلام محلية وعربية
وأثار قرار كوبر الذي يأتي قبل أسابيع قليلة من انطلاق بطولة كأس أمم آسيا، جدلًا واسعًا ضمن صحف محلية سورية وعربية.
وتحاشت الصحف التابعة لحكومة النظام السوري، الحديث عن القائمة، وغابت أي أخبار عن الصحف الرسمية، باستثناء خبر عبر صحيفة “الجماهير“.
كما خرجت خلال الـ24 ساعة الأخيرة عدة تصريحات من مسؤولين لوسائل إعلام محلية وعربية، لتوضيح الأمر.
ونقل موقع “CNN عربية” عن مدير المركز الإعلامي في الاتحاد، عماد الأميري، قوله إن استبعاد السومة قرار فني يعود لكوبر، وسيوضّح الأخير آلية اختيار اللاعبين في مؤتمر صحفي في معسكر تدريبي في مدينة دبي الإماراتية.
فيما نقل موقع “أثر برس” المحلي، عن مدير قسم المنتخبات الوطنية في الاتحاد السوري لكرة القدم، موفق فتح الله، قوله إن السبب فني فقط ومصلحة المنتخب تقتضي استبعاد السومة ومحمود المواس.
الصحفي الرياضي، لطفي اسطواني، قال في برنامجه “لطفي برس” الذي يبث عبر “يوتيوب“، إن كوبر يتبع مبدأ العناد الذي اتبعه خلال تدريب الأندية الأوروبية، مع الاتحاد السوري.
كما أشار إلى أن المفاجآت مستمرة في القائمة النهائية التي سيعلن عنها لاحقًا.
وهذه المرة الأولى التي يغيب فيها السومة عن المنتخب السوري دون أسباب طبية، منذ انضمامه في عام 2017.
ولا يمكن تعديل القائمة لاحقًا باعتبار أن الأسماء رفعت إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
ويبدو أن هناك عملية تجديد في صفوف المنتخب السوري، وهو ما سبق أن طالبت به صحف سورية محلية بعد الهزيمة أمام اليابان.
وسبق أن قالت صحيفة “الوطن” المحلية، في 11 من كانون الأول الحالي، إن تحركات الاتحاد الأخيرة بتشكيل لجان فنية في دول أوروبية للبحث عن لاعبين من أصول سورية، تشكل حالة اعتراف بتراجع أداء المنتخب.
وأضافت أن القرار يشير كذلك إلى تواضع مستوى اللاعبين المحليين، متسائلةً عن مدى جدوى التفكير بالأهداف القريبة في ظلّ الواقع الكروي السيء.
موقع “كووورة” الرياضي، وصف القائمة بالمفاجأة “المدوية” بعد استبعاد السومة، في حين هاجمت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، كوبر، معتبرةً أن الأخير “أجهز على دروغبا سوريا”.
وقارنت الصحيفة بين لاعب منتخب ساحل العاج السابق، ديديه دروغبا، الذي قاد بلاده للتأهل لكأس العالم 2006 في ألمانيا خلال الحرب الأهلية، وبين السومة.
واعتبرت أن الجماهير السورية “تتعطش لنصر معنوي كروري يعدّل المزاج وإلى بطل نعلّق له حرزًا يحميه عساه يقود الأحلام المفقودة ويخفف عن السوريين ثقل الحياة”.
الصحيفة هاجمت اتحاد كرة القدم الذي يصرّ على “تشييد عداء جذري مع الفرح الجماهيري” ويسعى لقتل ما تبقى من شغف لدى الجمهور، بحسب رأيها.
ونقلت عن مصادر لم تسمها، أن استبعاد السومة يأتي لخلاف مع كوبر، لاعتراضه على خطة الأخير، ومطالبته بإشراك عمر خربين أمام اليابان، واحتد النقاش بينهما ليطالب السومة بعدم استدعائه مجددًا.
ويأتي اهتمام الصحف العربية بعدم استدعاء السومة إلى المنتخب السوري، باعتباره أحد أبرز اللاعبين السوريين في الملاعب العربية خلال السنوات الأخيرة.
ويعتبر السومة قائد المنتخب السوري، ولعب معه 31 مباراة وسجل 18 هدفًا.
وسرت إشاعات خلال الأسابيع الماضية عن خلاف حاد دار بين كوبر والسومة بين شوطي مباراة سوريا واليابان، انسحب السومة على إثره من المباراة
ويلعب السومة في صفوف العربي القطري منذ آب 2022 بنظام الإعارة، بعد هبوط الأهلي إلى الدرجة الثانية، ولعب مع العربي 27 مباراة، مسجلًا 27 هدفًا وصانعًا لستة أهداف.
ويعد المهاجم السوري، الهداف التاريخي للنادي الأهلي السعودي، بإحرازه 144 هدفًا في 180 مباراة.
كما حقق معه لقب كأس أمير دولة قطر، واحتل المركز الثاني في الدوري، خلف نادي الدحيل.
ووسط هذه الضغوطات، لا يمكن التنبؤ بمدى قدرة المنتخب السوري على تجاوز الدور الأول من التصفيات، أو دوري مجموعات كأس الأمم الآسيوية، في ظلّ تواجده في مجموعة تضم منتخبات الهند وأوزباكستان وأستراليا
قناة “بي إن سبورت” الرياضية، قالت إن كوبر قرر استبعاد أحد أبرز نجوم الكرة السورية خلال العقد الماضي، مستدعيًا مهاجمين اثنين يلعبون في دوريات أجنبية.
واللاعبون هم بابلو صباغ وانطونيو يعقوب، إلى جانب عمر خربين ومارديك مارديكيان وعلاء دالي.
فيما وصفت قناة “الجزيرة” القطرية القائمة بـ”المفاجأة”، فيما اعتبرت صحيفة “الاتحاد” الإماراتية، أن المنتخب السوري سيعوّل على عمر خربين، لاعب الوحدة الإماراتي، وعلاء دالي، لاعب نفط ميسان العراقي لقيادة الهجوم، وهو ما أشارت إليه أيضًا صحيفة “الرياضية” السعودية.
هداف آسيا
السومة هو الهداف التاريخي للدوري السعودي لكرة القدم، بعدما انضم إلى النادي الأهلي قادمًا من القادسية الكويتي في 2014.
منذ ذلك التاريخ، حقق السومة كأس ولي العهد في موسم 2014- 2015، والدوري السعودي في 2015- 2016، وكأس الملك في الموسم نفسه، بالإضافة إلى كأس السوبر السعودي في 2016- 2017.
ونجح السومة بتحقيق لقب هداف الدوري السعودي، أحد أقوى دوريات قارة آسيا، ثلاث مرات، في مواسم 2014- 2015، 2015- 2016 و2016- 2017.
https://www.youtube.com/watch?v=1MSy9DAe2C0
واختير أفضل لاعب في الدوري السعودي في موسم 2015- 2016، وتبلغ قيمته السوقية حاليًا مليون و300 ألف يورو، وفق موقع “Transfer Market” المختص بالقيمة السوقية وإحصائيات اللاعبين.
وبالإضافة إلى هذه الألقاب، يعد السومة ثالث هدافي الدوري السعودي منذ انطلاقته في عام 1976، بتسجيله 144 هدفًا.
وفي أيار الماضي، أصبح السومة رسميًا أفضل هداف في تاريخ القارة الآسيوية بتسجيله لـ300 وهدفين، متجاوزًا السعودي ماجد عبدالله الذي سجل 300 وهدفًا واحدًا.
وتعيش كرة القدم في سوريا ظروفًا سيئة، وسط تخبط من اتحادات كرة القدم والفساد، بالإضافة لسوء البنية التحتية الرياضية، التي تدمر جزء منها جراء العمليات العسكرية التي شنها النظام السوري ضد مدن سورية.
كما تتعرض أندية كرة القدم السورية لانتقادات من وسائل إعلام محلية، على خلفية أدائها السيء، ضمن بطولة “الدوري السوري الممتاز” لكرة القدم، ما انعكس باستدعاء معظم اللاعبين المحترفين في الدوريات العربية للمنتخب.
وسبق للمدرب السوري، عبد الناصر مكيس، أن انتقد الأداء الفني لفرق الدوري السوري، معتبرًا أن الأخير ضعيف فنيًا.
وقال في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” المحلي، في 12 من تشرين الثاني الماضي، إن الجولات الماضية، لا تليق بدوري يحمل اسم “الممتاز”، ولا يوجد مقومات للنجاح.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :