خشوم وآذان: سوريا التي خبرتها

  • 2016/03/06
  • 1:50 ص

ملاذ الزعبي

هنالك مثقفون سوريون ماشي حالهم، لا بد أنهم قرؤوا بعض الكتب، إلا أنني لا أعرفهم، فأنا قضيت عمري أتابع الثقافة في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.

كنت أقرأ قائمة بهؤلاء المثقفين في تقرير للأمن السياسي ثم أغيب في أحلام اليقظة وأنا أحلم بالمثقفين التاريخيين المؤثرين في سوريا، وأتمنى فعلًا أن يتابعوا سيطرتهم على المشهد الثقافي في هذا البلد.

تذكرت نزيه أبو عفش، ذلك الرجل المسالم المحب لفلاديمير بوتين، المتربع على ناصية الشعر الفاشي، وتمنيت لو أنه يُمنح لقب أمير الشعراء السوريين. لو كان علي الديك يقبل لطلبت أن يكون وزيرًا للثقافة، فهو كاريزماتي وعملاق في الطرب، وأرجح أن يكون إداريًا ناجحًا كذلك. ومن الممكن أن يقدم مع شقيقه حسين، الذي لا يقل عنه كاريزما، دويتو ثقافي إداري لا ينسى.

هل هناك خلفٌ صالح لخلف الجراد وخلف المفتاح أو لحسن ميم يوسف وفايز قزق وديانا جبور ومحمد الأحمد وجود سعيد كي يتسيدوا الساحات الثقافية في المشرق؟، هل هناك من مثقف سوري أو غير سوري أكثر بلاغة من يساريّ البوط العسكري ثائر ديب في توجيه الشتائم والجدل الشرجي؟

عندي صديقة عزيزة، زوجها من آل طلاس، يكتب ستاتوسات صوفية، أتمنى أن أراه وزيرًا للإعلام، فعنده الخبرة اللازمة، والأهم أن لديه الرصيد الكافي قبل هذه المقالة وبعدها ولمقالات مقبلة أيضًا.

منذ وفاة الأستاذ هيكل، وأنا أفكر، ترى من الأجدر في أن ننصبه أستاذًا جديدًا للصحافيين العرب: إلياس مراد أم صابر فلحوط أم جهاد الخازن؟ فثلاثتهم يصلحون فعلًا  لقيادة ثورة في الصحافة العربية ومن ثم السورية.

وأكتب أو أحلم أو أهذر فلا أنسى عروة الأحمد، هذا التلفزيو-مسرحي الشاب الطموح، ولا المثقف العضوي د.نائل حريري واستنتاجاته العميقة وقراءاته التحليلية، لا بد أن الأول يملك صفتي الزعامة والنزاهة والثاني صفة التواضع.

مرة أخرى، أكتب عن أسماء تاريخية حفظتها طفلًا وشابًا، وتعاملت مع بعضها، هذا لا يعني إطلاقًا أنني أفضّل من أعرف على المثقفين الآخرين، أو أن هؤلاء قادرون على تقديم ما لا يستطيع أثرى المثقفين السوريين الآخرين تقديمه (أتحدث عن الثراء الفكري والمعرفي طبعًا)، فالموضوع هو أنني أعرف هؤلاء ولم أسمع بالآخرين الذين يواظب عدد كبير منهم على الكتابة في الصحيفة التي أنشر فيها يوميًا منذ سنوات وسنوات.

هو حلم يقظة أبعدني عن كابوس الواقع، ولكن أعرف أحلامًا تحققت، وأرجو أن يكون حلمي أحدها.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي