بينها ضلوعه في تفجيرات قتلت العشرات
أربعة ملفات يكشفها “أبو أحمد زكور” عن “الجولاني”
فتح القيادي المنشق عن صفوف “هيئة تحرير الشام”، جهاد عيسى الشيخ “أبو أحمد زكور”، باب الاتهامات على قائد “الهيئة”، أحمد الشرع “أبو محمد الجولاني”، بعد خلافات عصفت بالفصيل مؤخرًا على مستوى قيادات الصف الأول.
وكشف “أبو أحمد زكور” عن أربعة ملفات وقضايا نفذها “الجولاني” ومرتبط بها، وفق صوتيات متداولة، وتأكدت عنب بلدي من تبعية هذه الصوتيات للقيادي عبر قريب له اليوم، الأربعاء 20 من كانون الأول.
القضية الأولى، تفجير قرب معبر “أطمة” الحدودي مع تركيا عام 2016، والثانية استهداف بالمفخخات لمقاتلين ضمن “حركة نور الدين الزنكي” بريف حلب، والثالثة مبايعة وتعاون فصائل من “الجيش الوطني السوري” مع “الهيئة”، والرابعة “العمالة” مع جهات خارجية.
تفجير “أطمة”
وقال “أبو أحمد زكور”، إن “الجولاني” مسؤول عن عملية تفجير حصلت في معبر “أطمة” الحدودي بين تركيا وسوريا.
واتهم “أبو أحمد زكور” كل من القياديين وسام الشرع “أبو أحمد حدود” (قريب الجولاني) و”أبو داوود” و”أبو فراس السوري” بالتخطيط والتنفيذ بعلم “الجولاني” للتفجير الذي حصل في 14 من آب 2016، وأسفر عن نحو 50 قتيلًا من عناصر في “الجيش الحر” ومدنيين.
وكان مصدر خاص لعنب بلدي أكد حينها، أن التفجير استهدف مقاتلين من فصيلي “الفوج الأول” و”صقور الجبل” التابعين لـ “الجيش السوري الحر”.
هذا التفجير، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” في 15 من آب العام نفسه، مسؤوليته عنه، وقالت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم حينها، إنّ مقاتلًا “فجّر سترته الناسفة في تجمع لعناصر (الجيش الحر) بمعبر أطمة بريف إدلب وأوقع نحو 50 قتيلًا منهم.
مفخخات في الأتارب
القضية الثانية التي كشف عنها “أبو أحمد زكور”، هي مسؤولية “الجولاني” عن تفجير سيارات مفخخة في مدينة الأتارب و”الفوج 46″ غربي حلب، خلال قتال “الهيئة” مع مجموعات عسكرية من “حركة نور الدين الزنكي”.
وأسفرت سلسلة التفجيرات التي كانت عام 2017، عن مقتل العشرات من جنود “الزنكي” دون وجود إحصائيات دقيقة للحصيلة، بينما ذكر “أبو أحمد زكور” أنها أكثر من 70 عنصرًا.
مبايعات مع فصائل بـ”الوطني”
قال “أبو أحمد زكور”، في إحدى صوتياته، إن قائد “تجمع الشهباء”، حسين عساف المعروف بـ”أبو توفيق”، وقائد “الجبهة الشامية”، عزام غريب “أبو العز سراقب” بايعا “الهيئة” وأعطيا قائدها “البيعة والطاعة”، ويريدان تدمير المنطقة.
وتعد “الجبهة الشامية” نواة “الفيلق الثالث” في “الجيش الوطني”، ويعد “تجمع الشهباء” تشكيلًا عسكريًا حديث النشأة، ظهر في شباط الماضي.
في بيان سابق، اعتبر “تجمع الشهباء” نفسه تنسيق قوى عسكرية وثورية، لا يتبع لأي جهة، وشُكّل من فصائل منضوية ضمن “الفيلق الثالث”، ونفى “الجيش الوطني” في وقت سابق تبعية التجمع له.
“العمالة”
اتهم جهاد الشيخ، “الجولاني” بفعل كل وجوه العمالة، وتبديل أثوابها، لكن مقابل ثمن دون أن توضيحات أخرى، عن طبيعة التعامل وماهيته والثمن مقابل ذلك.
وأضاف أن “الجولاني” فتح سجون “الهيئة” للاستخبارات البريطانية والأمريكية، إلى جانب شعوره بالفخر مع علاقاته “الجميلة” مع الأمريكان.
منذ حزيران الماضي، تصدّرت قضية وجود “اختراقات” في صفوف “تحرير الشام”، ومتعاملين لمصلحة التحالف الدولي وروسيا والنظام السوري، الواجهة الإعلامية، وأثارت جدلًا واسعًا في المنطقة.
“الهيئة” نسبت القضية إلى منتسبين جدد ضمن صفوف “الأمن العام”، ثم جمدت صلاحيات “أبو ماريا القحطاني” الرجل الثاني في الفصيل، لكنها لم تستطع تطويق قضية “الاختراق والعمالة”.
وبدأ سياق تقرب “الجولاني” من الغرب منذ أواخر عام 2019، حين أعلن بداية مرحلة جديدة قائمة على قتال إيران وروسيا، تبع ذلك مقابلة صحفية مع “مجموعة الأزمات الدولية”، ذكر فيها تخليه عن طموحاته الجهادية العابرة للحدود، وتركيزه فقط على حكم المنطقة الواقعة تحت سيطرته.
محاولة اعتقال في اعزاز
تأتي القضايا والملفات التي يتحدث عنها “أبو أحمد زكور”، بعد محاولة “الهيئة” اعتقاله من مدينة اعزاز شمالي حلب، الثلاثاء 19 من كانون الأول.
وشهدت المدينة اشتباكات استخدم فيها عناصر “الهيئة” أسلحة خفيفة ومتوسطة، اعتقلوا “أبو أحمد زكور” وأصابوا شقيقه قتيبة، لكن المخابرات التركية و”الشرطة العسكرية” في عفرين تدخلت وأنزلته من سيارات “الهيئة” في عفرين خلال التوجه إلى إدلب.
وقال قريب “أبو أحمد زكور” (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) لعنب بلدي، إن جهاد عيسى الشيخ سلّم نفسه بعد إصابة شقيقه، وتهديد عناصر “الهيئة” بتفجير البيت.
وأضاف أن المخابرات التركية مع “الشرطة العسكرية” في عفرين تدخلت خلال اقتياده إلى إدلب، وأنزلته وهو في “مكان آمن” حاليًا.
مصدر من “الشرطة العسكرية” في عفرين (طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح)، قال لعنب بلدي إنه لا علاقة لـ”الشرطة العسكرية” بتنزيل أو اعتراض أي شخص طالما أنه غير مطلوب بدعوى أو غيرها، وأنها مسؤولة عن الملف العسكري فقط.
خلال الاشتباكات التي استمرت نحو ساعتين، أفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب، أن مدينة اعزاز لم تشهد استنفارًا عسكريًا من قبل فصائل “الجيش الوطني”، كما رصد وجود سيارات عسكرية لا تحمل أي أرقام، وعناصر بلباس “تحرير الشام” المتعارف عليه بالمنطقة (يختلف عن لباس “الجيش الوطني”).
بعد الحادثة، توجه “أبو أحمد زكور” بشكر لـ”الأخوة” الأتراك و”الأخوة” في “الجيش الحر” (في إشارة إلى الوطني)، وفق صوتياته المتداولة.
تواصلت عنب بلدي مع المكتب الإعلامي لدى “تحرير الشام” لمعرفة رد قيادة “الهيئة” على الاتهامات، وعن أسباب توجهها لاعتقال “أبو أحمد زكور” من ريف حلب، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.
انشقاق وعزل
وفق قرار تداولته معرفات “الهيئة” وإعلامها الرديف، في 17 من كانون الأول الحالي، جاء فيه أنه تم اتخاذ قرار عزل “أبو أحمد زكور” وتجريده من صلاحياته لسوء استخدام منصبه ومخالفته السياسة العامة.
حمل القرار تاريخ 3 من كانون الأول الحالي، لكن جهاد عيسى الشيخ كان أعلن خروجه من “الهيئة” تنظيميًا وسياسيًا في 14 من الشهر نفسه، وتبرأ من أفعال الفصيل، واعتبر أن بيان “تحرير الشام” يحمل تاريخًا سابقًا غير دقيق.
واعتبر باحثون مختصون تحدثت إليهم عنب بلدي أن حالة الخلاف والصراع الحاصلة في رأس هرم الفصيل، تحمل تبعات على “تحرير الشام”، وربما تضع الفصيل أمام منعطف جديد، وأن ما يحدث فعليًا هو تكريس للسلطة بيد “الجولاني”، والتخلص من القادة الذين يعتقدون أنهم يملكون الشرعية لممارسة سلطة لا تقل عن تلك التي يملكها “الجولاني”.
اقرأ أيضًا: معركة إطاحة الرؤوس.. “تحرير الشام” على المحك
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :