الأردن يعلن انتهاء الاشتباكات مع مهربين على الحدود مع سوريا
قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، اللواء الركن يوسف الحنيطي، إن جيش بلاده استخدم جميع الإمكانات والقدرات والموارد، لمنع عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها بالقوة، للحفاظ على أمن الوطن واستقراره وسلامة مواطنيه.
وقالت قناة “المملكة” الأردنية نقلًا عن القوات المسلحة، إن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية العسكرية، اشتبكت مع “مجموعات مسلحة” حاولت اجتياز الحدود نحو الأردن بطريقة غير شرعية من الأراضي السورية.
وأضافت أن الاشتباك انتهى بعد 14 ساعة، وأسفر عن مقتل واصابة عدد من المهربين واعتقال تسعة منهم، وضبط “كميات كبيرة” من المخدرات، والأسلحة الأوتوماتيكية والصاروخية.
اللواء الحنيطي قال إن القوات المسلحة مستمرة وماضية في منع هذه العمليات ومواجهة جميع أشكال التهديد على الواجهات الحدودية، وملاحقة المجموعات المسلحة التي تقف وراءها، بحسب القناة الأردنية.
وكان الأردن أعلن، الاثنين، عن أن قواته المسلحة تمكنت من قتل وجرح عدد من المهربين خلال اشتباكات على حدوده الشمالية مع سوريا، وبلغت المصادرات نحو خمسة ملايين حبة “كبتاجون”، وأكثر من 12 ألف كف حشيش.
اقرأ أيضًا: المخدرات.. “واجهة” لتهريب الأسلحة من سوريا إلى الأردن
وزادت وتيرة عمليات تهريب المخدرات من سوريا نحو الأردن خلال الأيام العشرة الماضية، بحسب إعلانات أردنية، لكن هذه العمليات كانت أعنف من سابقاتها، إذ اشتبكت قوات حرس الحدود الأردنية بشكل متكرر مع مهربين، وأسفرت هذه الاشتباكات عن إصابات في صفوف الجيش الأردني والمهربين.
أحدث هذه العمليات كانت الاثنين، إذ نقلت وسائل إعلام أردنية منها “التلفزيون الأردني” و”قناة المملكة” عن مصدر عسكري مسؤول في “القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية” (لم تسمِّه) أن اشتباكات وقعت على الحدود مع سوريا لإحباط عملية تهريب “كميات كبيرة” من المخدرات والأسلحة الأوتوماتيكية والصاروخية.
وأوضح المصدر المسؤول أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعًا في عدد العمليات، وتحولت من عمليات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود “بالقوة” من خلال استهداف “قوات حرس الحدود”.
ويعتبر هذا الاشتباك هو الخامس من نوعه خلال كانون الأول الحالي، إذ أعلنت السلطات الأردنية في كل من 5 و12 و14 و15 من نفس الشهر عن اشتباكات وقعت بين قواتها ومهربين مسلحين، أسفرت عن مقتل جندي أردني وعدد من المهربين لم يتم تحديدهم بالضبط.
غارات جنوبي سوريا
فجر اليوم، الثلاثاء، شنت طائرات حربية يُعتقد أنها أردنية غارات جوية جنوبي سوريا، استهدفت “مخابئ” لمهربي مخدرات ردًا على عملية تهريب “كبيرة” كانت قادمة من سوريا.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مخابرات إقليمية (لم تسمِّها) أن الأردن شن عدة غارات جوية، على جارته الشمالية سوريا ضد “مخابئ لمهربي المخدرات المدعومين من إيران، ردًا على عملية تهريب واسعة النطاق”.
وأكد مصدران من المخابرات الإقليمية، ومصدر دبلوماسي غربي يتابع الوضع في الجنوب السوري أن الطائرات الحربية الأردنية ضربت أهدافًا مرتبطة بالمخدرات في غارات نادرة داخل سوريا، بحسب “رويترز”.
وأضاف المصدران أن الطائرات قصفت منزلًا يشتبه بأنه لتاجر مخدرات بارز في بلدة صلخد بمحافظة السويداء، بينما أصابت ضربات أخرى “مخابئ” في محافظة درعا، بحسب “رويترز”.
موقع “السويداء 24” المحلي قال إن أربعة أشخاص على الأقل، بينهم طفلان وامرأة، قتلوا جراء غارة جوية استهدفت مزرعة قرب بلدة ذيبين جنوبي السويداء، على مقربة من الحدود السورية- الأردنية.
ونقل الموقع عن مصادر محلية أن المزرعة المستهدفة يقيم فيها “أبو جمعة الحمادة” مع عائلته، وهو من عشائر قرية الأصفر، ويعمل في رعاية المواشي، مشيرًا إلى أن المزرعة دُمرت فوق رؤوس من فيها، وسقط أفراد العائلة بين قتيل وجريح.
وفي قرية أم شامة جنوب شرقي السويداء، استهدفت إحدى الغارات الجوية منزل شاكر الشويعر، وهو من الضالعين في تجارة المخدرات، لكن الاستهداف خلّف أضرارًا مادية دون خسائر بشرية، بحسب “السويداء 24”.
وفي 8 من أيار الماضي أيضًا، أغارت طائرات حربية يعتقد أنها أردنية على أهداف في منطقة اللجاة بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، ما خلّف ثمانية قتلى من عائلة كاملة بينهم ستة أطفال.
من سوريا نحو الضفة الغربية عبر الأردن
وفي عام 2018، بعد استعادة النظام السوري السيطرة على المنطقة الجنوبية من سوريا، نقلت قناة “المملكة” الأردنية عن مصدر أمني لم تسمّه، أن “أزمة سوريا” تسببت بزيادة عدد الأسلحة في الأردن، ورفعت منذ بدئها نسبة تهريب الأسلحة للمملكة إلى 400%، أو ما يعادل نحو 14 ألف قطعة سلاح مختلفة.
وقالت إنه يوجد في الأردن أكثر من مليون قطعة سلاح “غير مرخصة”، وفق إحصائيات غير رسمية نقلتها القناة الأردنية، تنوعت بين بنادق الصيد، ورشاشات “كلاشنكوف” الروسية، وحتى قنابل يدوية وأجهزة تفجير عن بعد.
وفي تحليل موجز كتبه الباحثان المتخصصان في مكافحة الإرهاب بـ”معهد واشنطن” للأبحاث ماثيو ليفينت، ولورين فون ثادن، في نيسان الماضي، جاء فيه أن عمليات تهريب الأسلحة شهدت ارتفاعًا كبيرًا من الأراضي الأردنية نحو الضفة الغربية.
وعلى غرار الأسواق الأخرى، تعمل الأسواق السوداء لتجارة الأسلحة في الأردن، التي يغذّيها تهريب الأسلحة بناء على العرض والطلب، والطلب في هذه الحالة وافر، خصوصًا أن الأردن يقع عند مفترق طرق في منطقة تتخبط في الصراعات وتفيض بالأسلحة، بحسب التحليل، إذ تدخل الأسلحة إلى المملكة من سوريا والعراق المجاورتين عبر طرق تهريب قديمة.
مفترق الحدود بين الأردن وسوريا والعراق، سيطرت جماعات “جهادية” على جزء منه سابقًا ما زاد من صعوبة تسيير الدوريات لضبطه، لكن يبدو أن هذا الوضع لم يتحسن بعد أن أعادت قوات النظام السوري السيطرة على بعض المناطق الحدودية، بحسب التحليل.
المقابلات التي أجراها كاتبا التحليل خلصت إلى أن ثمن المسدس يبلغ حوالي 2000 دولار في سوق الأسلحة بالأردن، لكنه يباع بـ5000 دولار في الضفة الغربية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :