أهالٍ يشتكون عكر المياه في مناطق باللاذقية
أحجم كثير من المواطنين في مناطق الشاطئ الأزرق والرمل الشمالي وشارع “الجمهورية” إضافة إلى حارة علي الجمال باللاذقية عن شرب المياه في منازلهم قبل نحو شهر، نتيجة العكر الواضح فيها بالعين المجردة، دون أن يعلموا السبب في الظاهرة التي يواجهونها للمرة الأولى.
يلجأ علي (34 عامًا) الذي يعيش مع أهله في إحدى حارات شارع “الجمهورية” لإحضار مياه الشرب من منزل صديقه في المشروع السابع، منذ أكثر من عشرة أيام، فلم تعد العائلة قادرة على تحمل تكاليف شراء المياه المعبأة.
قال علي إنه يضطر لاستخدام المياه العكرة في الطبخ، حيث تتركها والدته طيلة الليل حتى “ترقد” (تترسب)، فيتكون ما يشبه الوحل في القاع، لافتًا إلى أن المياه تبدو أكثر نظافة، إلا أنها ليست خالية من الشوائب تمامًا.
يرفض علي فكرة أن تكون الأمطار هي السبب، خصوصًا أن العكر بدأ قبل هطول الأمطار بأكثر من خمسة أيام، كما أن الأمطار تهطل في كل عام لكن هذه الظاهرة جديدة تمامًا.
كما قالت هبة (28 عامًا) من حارة في الشارع نفسه، إن ما يطمئنها أنه لا توجد رائحة كريهة في المياه، فقط بعض العكر وطعم وصفته باللاذع، ما يمكن أن يكون السبب فيه باعتقادها اهتراء القساطل والأنابيب التي تنقل المياه، والتي ربما تعرضت للتلف دون صيانة ما يؤدي إلى نفاذ الأتربة إليها.
أكثر ما يقلق هبة هو أن تجد مياه الصرف الصحي طريقها لتدخل إلى قساطل مياه الشرب، حينها ستحدث الكارثة بالتأكيد، على حد تعبيرها.
وأضافت أن صديقتها التي تعيش في حي الزقزقانية أصيبت بالتهابات معوية مع اثنين من أفراد عائلتها قبل عدة أيام، مشيرة إلى أنها كانت تشرب المياه بعد اللجوء إلى “ترقيدها”، إذ لا قدرة للغالبية على دفع ثمن المياه المعلبة والتي يزيد سعر الليتر والنصف منها على خمسة آلاف ليرة سورية.
ولا تستطيع هبة الجزم في أن يكون سبب الالتهابات هو عكر المياه، رغم شكوكها وصديقتها حيال الموضوع.
ويعد سعر المياه المعلبة مرتفعًا مقارنة بالوضع المعيشي، إذ يبلع الحد الأدنى للرواتب الحكومية 186 ألف ليرة (الدولار الواحد 14200 ليرة).
المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في اللاذقية، قالت إنها تلقت عدة شكاوى من وجود عكر في مياه الشرب، وأضافت أن أعلى درجة عكر كانت موجودة في حي الزقزقانية إذ وصلت إلى “13 NTU” (الحد الطبيعي بين 5 إلى 6 NTU).
وذكرت أن درجة العكر مطابقة للمواصفات القياسية السورية لمياه الشرب ولا داعي للقلق، والسبب فيها الأمطار الغزيرة التي أدت إلى رفع العكر في بحيرة نبع “السن”، لافتة إلى أن السبب في تأخر تراجع العكر في البحيرة هو الأضرار التي تسبب بها زلزال 6 من شباط في مجرى النبع.
ورغم غزارة الأمطار التي تحدثت عنها مؤسسة المياه، فإن العديد من أحياء اللاذقية لا تزال عطشى مثل بسنادا وجب حسن، الحيين اللذين لا تأتي فيهما المياه سوى لساعة أو اثنتين كل عشرة أيام.
ولا تعد مشكلات تلوث المياه جديدة على أحياء وبلدات اللاذقية، إذ سبّب تلوث المياه في أيلول الماضي عشرات حالات التسمم والالتهابات معدية، معظمها لأطفال.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :