ارتفاع أسعار وقلة مخصصات
أزمة المحروقات تدفع السكان لاستخدام الحطب للتدفئة في الحسكة
تعيش مدينة القامشلي أزمة محروقات حادة نتيجة نقص المخصصات وارتفاع تكلفة وسائل التدفئة التقليدية، ما دفع العديد من الأهالي للبحث عن بدائل للتدفئة خلال فصل الشتاء.
وانتشرت في أسواق المدينة مدافئ الحطب، التي اتجه بعض السكان لاقتنائها كوسيلة فعّالة وميسرة للتدفئة، خاصة في ظل الصعوبات التي تواجه استخدام وسائل التدفئة التقليدية التي تعتمد على المازوت أو الكهرباء أو الغاز.
وتعدّ مدافئ الحطب بديلًا مناسبًا يعتمده سوريون التقتهم عنب بلدي، مع اللجوء إلى الأشجار الميتة والأغصان الجافة في حقولهم لاستخدامها وقودًا.
ميسر الزايد (39 عامًا)، من سكان مدينة القامشلي قال لعنب بلدي إن المازوت مكلف جدًا واستخدام التدفئة بالحطب هو الخيار الأقل تكلفة حاليًا.
وأضاف أن أسعار المدافئ مرتفعة جدًا هذا العام، ولم تتلقَّ عائلته مخصصاتها من المازوت حتى الآن.
وأوضح ميسر أنه اشترى مدفأة بقيمة 400 ألف ليرة سورية العام الماضي، ولكنه يحتاج الآن إلى صيانتها بسبب سوء جودتها.
“من يمتلك القدرة على شراء الوقود، يجب أن يعتني بصيانة المدفأة في منزله” قال ميسر لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن سعر المدفأة للنوعيات المتوسطة وصل إلى 600 ألف ليرة، وتحتاج إلى تبديل “الحراق” سنويًا.
ويرى ميسر أن فصل الشتاء سيكون صعبًا هذا العام، مشيرًا إلى أن الكثير من الأهالي سيتجهون إلى شراء مدافئ الحطب، وهو ما يعكس التحديات التي يواجهها الأهالي بالحصول على وسائل التدفئة في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
الحجم والنوع يحددان السعر
سهيل عبدو، صاحب محل لبيع المدافئ في مدينة القامشلي، أوضح لعنب بلدي الفروقات بين المدافئ.
وقال إن هناك المدافئ المحلية التي يصنعها أصحاب محال الحدادة في مدن وأرياف محافظة الحسكة باستخدام الصاج، وهذه الأنواع أرخص سعرًا وتتراوح بين 150 ألفًا و200 ألف ليرة.
أما النوع الثاني فيعتمد على ما يأتي من محافظة حلب، ويصنع من الفخار و”الفونت”، ويُعتبر هذا النوع أفضل في الأداء لاحتفاظه بالحرارة لفترة أطول واستهلاك وقود أقل ويبلغ سعر هذا النوع حوالي 700 آلاف ليرة سورية، وذلك يعتمد على نوع الصاج المستخدم، كصاج حراري على سبيل المثال.
وأشار إلى وجود مدافئ مستوردة من تركيا تصل قيمتها إلى حوالي مليون ليرة، وتتميز بجودتها وأدائها.
ويبلغ سعر صرف الدولار 14200 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد بحسب موقع “الليرة اليوم” المختص بسعر صرف العملات الأجنبية.
وفي جولة لمراسل عنب بلدي في سوق المدينة، أكد عدد من أصحاب محال صيانة المدافئ أن الوقت الحالي هو موسم العمل بالنسبة لهم، حيث يشهدون إقبالًا كبيرًا على صيانة المدافئ القديمة.
وأوضحوا أن العديد من الأشخاص يطلبون تحويل مدافئهم لتعمل بالحطب، نظرًا إلى عدم توفر المازوت، وإذا كان متوفرًا في السوق السوداء، فإن سعره يرتفع إلى ما يزيد على 4000 ليرة سورية لليتر الواحد.
خضر عبدي، صاحب منشرة في ناحية عامودا، يقوم بتقطيع الحطب وبيعه في بلدته، أشار في حديثه لعنب بلدي إلى ارتفاع أسعار الحطب هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
وأوضح أن الأسعار تختلف بحسب نوعية الحطب، ويبلغ سعر الطن الواحد من حطب “الغرب” مليونًا و100 ألف ليرة سورية، بينما يصل سعر طن “الكينا” إلى مليون و200 ألف ليرة سورية.
ويبلغ طن حطب “التوت” مليونًا و300 ألف ليرة سورية، ويرتبط هذا الارتفاع بجاهزية الحطب للاستخدام، مثل اختلاف درجة نضوجه ما بين الأخضر والناشف واليابس، وفق خضر.
وأشار إلى ارتفاع الطلب على شراء الحطب في محال النجارة في عامودا هذا العام، حيث يستخدم الناس الأعواد وبقايا قطع الخشب في التدفئة، ما يعكس الاهتمام المتزايد بالحطب كوسيلة فعّالة للتدفئة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات.
آلية توزيع المحروقات
في حديث سابق لمصدر مسؤول في لجنة المحروقات التابعة لـ”الإدارة الذاتية” بمدينة القامشلي، أوضح لعنب بلدي أن عملية التوزيع تتم وفق إجراءات معينة، إذ ينسق مراقب من “الإدارة” مع اللجنة و”الكومينات” لجمع المعلومات الضرورية عن الأسر المستحقة، وتُفعل بطاقات التوزيع بحضور صاحب العلاقة، ويجري التنسيق مع مكتب الإحصاء لإضافة معلومات مثل رقم السكن وعدد أفراد الأسرة على بطاقة المحروقات.
ووفقًا للمسؤول، فإن كل عائلة تحصل على 300 ليتر من مادة المازوت للتدفئة بسعر منخفض يبلغ 325 ليرة لليتر الواحد (0.25 دولار)، علمًا أن سعر ليتر المازوت في المنطقة نفسها يصل إلى 5 آلاف ليرة.
وسبق أن رفعت “الإدارة الذاتية” سعر مازوت التدفئة المخصص للأهالي عن طريق “البطاقة الليزرية” من 125 ليرة سورية إلى 325 في آب الماضي، ويأتي القرار امتدادًا لآخر سابق، خفضت بموجبه المخصصات من 450 ليترًا إلى 300 ليتر فقط عام 2022.
ونشر المجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك” تسجيلًا مصورًا، في 25 من تشرين الأول الماضي، تحدث خلاله رئيس مكتب المحروقات عن أسباب تأخر توزيع مخصصات الأهالي من المحروقات، وأوضح أن أسباب التأخير ترجع لقصف تركيا المنشآت النفطية في مناطق عديدة من شمال شرقي سوريا.
فيما وزعت لجنة المحروقات التابعة لحكومة النظام السوري بمدينة الحسكة المحروقات على الأهالي بواقع 300 ليتر لكل منزل في الاحياء الواقعة تحت سيطرتها داخل “المربع الأمني”.
وذكرت أنها وزعت أكثر من 233 ألف ليتر من المازوت استفادت منها 840 عائلة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :