شنت طائرات حربية يُعتقد أنها أردنية غارات جوية جنوبي سوريا، استهدفت “مخابئ” لمهربي مخدرات ردًا على عملية تهريب “كبيرة” كانت قادمة من سوريا.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مخابرات إقليمية (لم تسمِّها) أن الأردن شن عدة غارات جوية، الاثنين 18 من كانون الأول، على جارته الشمالية سوريا ضد “مخابئ” لمهربي المخدرات المدعومين من إيران ردًا على عملية تهريب “واسعة النطاق”.
وأكد مصدران من المخابرات الإقليمية، ومصدر دبلوماسي غربي يتابع الوضع في الجنوب السوري أن الطائرات الحربية الأردنية ضربت أهدافًا مرتبطة بالمخدرات في غارات نادرة داخل سوريا، بحسب “رويترز”.
وأضاف المصدران أن الطائرات قصفت منزلًا يشتبه بأنه لتاجر مخدرات بارز في بلدة صلخد بمحافظة السويداء، بينما أصابت ضربات أخرى “مخابئ” في محافظة درعا، بحسب “رويترز”.
موقع “السويداء 24” المحلي قال إن أربعة أشخاص على الأقل، بينهم طفلان وامرأة، قتلوا جراء غارة جوية استهدفت مزرعة قرب بلدة ذيبين جنوبي السويداء، على مقربة من الحدود السورية- الأردنية.
ونقل الموقع عن مصادر محلية أن المزرعة المستهدفة يقيم فيها “أبو جمعة الحمادة” مع عائلته، وهو من عشائر قرية الأصفر، ويعمل في رعاية المواشي، مشيرًا إلى أن المزرعة دُمرت فوق رؤوس من فيها، وسقط أفراد العائلة بين قتيل وجريح.
وفي قرية أم شامة جنوب شرقي السويداء، استهدفت إحدى الغارات الجوية منزل شاكر الشويعر، وهو من الضالعين في تجارة المخدرات، لكن الاستهداف خلّف أضرارًا مادية دون خسائر بشرية، بحسب “السويداء 24”.
وخلّف القصف الجوي حركة نزوح مؤقتة للمدنيين من قريتي أم شامة والشعاب باتجاه ملح والهويا، تخوفًا من تجدد الغارات، بحسب الموقع المحلي، الذي أشار إلى أن القريتين شبه خاليتين بعد الغارة الجوية.
ولم يعلن الأردن مسؤوليته رسميًا عن هذا الاستهداف حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
ليست الأولى
في 8 من أيار الماضي، أغارت طائرات حربية لا تزال مجهولة الهوية حتى اليوم، على أهداف في منطقة اللجاة بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، ما خلّف ثمانية قتلى من عائلة كاملة بينهم ستة أطفال.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن طيرانًا مجهولًا جاب مناطق الجنوب السوري على علوّ منخفض فجر 8 من أيار، تبعته أصوات انفجارات قادمة من منطقة اللجاة شرقي محافظة درعا، على مقربة من الحدود الأردنية.
موقع “اللجاة برس” المحلي قال من جانبه، إن الطيران الأردني استهدف بغارة جوية منزل مهرب وتاجر المخدرات السوري مرعي رويشد الرمثان، في قرية الشعّاب بمنطقة اللجاة شرقي محافظة السويداء، ما أسفر عن مقتل ستة أطفال وشخصين بالغين.
وخلال مقابلة أجرتها قناة “CNN” الأمريكية مع وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال إن بلاده ستقوم بعمل عسكري داخل سوريا في حال عدم القدرة على وقف تدفق المخدرات نحو دول الخليج والعالم.
هذه التصريحات جاءت تزامنًا مع تمهيد إعلان عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، في 4 من أيار الماضي.
وتيرة التهريب تتصاعد
زادت وتيرة عمليات تهريب المخدرات من سوريا نحو الأردن خلال الأيام العشرة الماضية، بحسب إعلانات أردنية، لكن هذه العمليات كانت أعنف من سابقاتها، إذ اشتبكت قوات حرس الحدود الأردنية بشكل متكرر مع مهربين، وأسفرت هذه الاشتباكات عن إصابات في صفوف الجيش الأردني والمهربين.
أحدث هذه العمليات كانت الاثنين، إذ نقلت وسائل إعلام أردنية منها “التلفزيون الأردني” و”قناة المملكة” عن مصدر عسكري مسؤول في “القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية” (لم تسمِّه) أن اشتباكات وقعت على الحدود مع سوريا لإحباط عملية تهريب “كميات كبيرة” من المخدرات والأسلحة الأوتوماتيكية والصاروخية.
وأوضح المصدر المسؤول أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعًا في عدد العمليات، وتحولت من عمليات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود “بالقوة” من خلال استهداف “قوات حرس الحدود”.
ويعتبر الاشتباك الأحدث هو الخامس من نوعه خلال كانون الأول الحالي، إذ أعلنت السلطات الأردنية في كل من 5 و12 و14 و15 من نفس الشهر عن اشتباكات وقعت بين قواتها ومهربين مسلحين، أسفرت عن مقتل جندي أردني وعدد من المهربين لم يتم تحديدهم بالضبط.
وفي مادة نشرتها صحيفة “الغد” الأردنية، في 24 من أيلول الماضي، قال وزير الإعلام الأردني السابق، سميح المعايطة، في إطار استعراضه للتحديات التي تواجهها بلاده، “لا تزال حرب المخدرات التي تقودها إيران ومخالبها في سوريا، ومعها النظام، مستمرة”.
المعايطة اتهم أيضًا بتصريحات، في 8 من أيلول، النظام السوري بالتورط المباشر في مسألة تهريب المخدرات.
وقال المعايطة خلال مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية، إن “النظام السوري يتحدث بلغة مماطلة، والأسد قال في لقاء رسمي لدينا فساد ورشوة وغير قادرين على الضبط، لكن الحديث هذا غير صحيح”.
وأضاف، “دولة تدعي أنها انتصرت في الحرب، وانتصرت على المعارضة وكل شيء، لا تستطيع أن تمنع، هذا كلام غير منطقي”، معتبرًا أن “الكبتاجون” اقتصاد لـ”الدولة السورية” وللنظام السوري، ولعائلة رئيس النظام السوري المباشرة، ولميليشيات ومؤسسات في الجيش.
–