اعتدى عناصر من “الشرطة المدنية” في مدينة الراعي شمالي حلب على عدد من الإعلاميين خلال تغطيتهم لمظاهرة أمام قصر العدل.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب، أن عناصر الشرطة اعتدوا على مراسل تلفزيون “سوريا” همام الزين ومصوره نزار أبو أيمن، والناشط الإعلامي محمد هارون، والناشط فارس زين العابدين، وملاذ الحمصي.
وأوضح أن الناشط زين العابدين تعرض للضرب من قبل عناصر الشرطة الذين اعتقلوه ثم أفرجوا عنه، وأن علامات الكدمات واضحة على وجهه.
وجاء الاعتداء خلال تغطيتهم لمظاهرة نظّمها “المحامون الأحرار”، للمطالبة باستقلالية القضاء أمام قصر العدل اليوم، الاثنين 18 من كانون الأول.
وظهر الإعلاميون خلال تسجيلات مصورة متداولة، تحدثوا فيها عن تكسير معداتهم، وتعرضهم للاعتداء اللفظي والجسدي، خاصة الناشط زين العابدين.
عقب حادثة الاعتداء، نظم عدد من الإعلاميين وقفة احتجاجية في مدينة الراعي استنكارًا لما حدث، وطالبوا بمحاسبة المعتدين.
رئيس “اتحاد الإعلاميين السوريين“، جلال التلاوي، قال خلال الوقفة، إن “حادثة الاعتداء منافية لأهداف الثورة السورية، وإن الشرطة المدنية شُكّلت لحماية المدنيين والصحفيين الذين كانوا ينقلون أصوات الشعب الذي خرج ضد النظام والظلم”.
وطالب التلاوي ومن معه من إعلاميين بمحاسبة من أعطى الأمر لعناصر “الشرطة المدنية”بالاعتداء على الإعلاميين، وفصل العناصر ومحاسبتهم، ومتابعة القضية إعلاميًا وقضائيًا وعلى الأرض.
انتهاكات لا تتوقف
تكثر الانتهاكات ضد ناشطين وممثلي وسائل الإعلام في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، بريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا.
وتظهر هذه الانتهاكات في سياق حالة من الفوضى الأمنية، إذ تفتقر محاسبة المعتدين ومرتكبي الانتهاكات إلى الشفافية، على الرغم من وجود مؤسسات أمنية وقضائية وعسكرية ولجان محلية.
وفي 23 من حزيران الماضي، تعرض إعلاميون، منهم فريق في قناة “حلب اليوم” المحلية، لاعتداء من قبل عناصر “الشرطة المدنية” في مدينة اعزاز، خلال تغطيتهم مشكلة ازدحام الأهالي أمام مركز البريد والشحن التركي (PTT).
وأطلقت “الشرطة العسكرية” في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي سراح الإعلامي ومراسل راديو وتلفزيون “الكل” حامد العلي، بعد احتجازه لعدة ساعات، على خلفية منشور له عبر “فيس بوك”، انتقد فيه انتخابات الرئاسة التركية، في 30 من أيار الماضي.
وفي 7 من تشرين الأول 2022، اغتال مقاتلون مجهولون، تبيّن لاحقًا أنهم يتبعون لمجموعة “أبو سلطان الديري” ضمن “فرقة الحمزة” (الحمزات) التابعة لـ”الجيش الوطني”، الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل بمدينة الباب شرقي حلب، ورغم اعتقال الضالعين بالحادثة واعترافهم، لا تزال المطالب بكشف نتائج التحقيق حاضرة ومستمرة.
ويتعرض العاملون في المجال الإعلامي لعديد من الانتهاكات بمختلف مناطق السيطرة في سوريا، واحتلت سوريا المرتبة 175 من 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة العالمي للعام 2023، وفق تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود“، أصدرته في 3 من أيار الماضي، بمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة”.
اقرأ أيضًا: “التصريح” يعرقل عمل الإعلاميين بريف حلب
–