حراك دبلوماسي فرنسي على وقع استمرار القصف جنوبي لبنان

  • 2023/12/19
  • 1:35 م
دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة 14 من كانون الأول 2023 (AP)

دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة 14 من كانون الأول 2023 (AP)

غادرت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، العاصمة اللبنانية بيروت على وقع أزمة سياسية واقتصادية يعيشها لبنان، بالتزامن مع التصعيد المتزايد جنوبي البلاد مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.

والتقت الوزيرة، الاثنين، بكل من رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة، نجيب ميقاتي، ثم عقدت مؤتمرًا صحفيًا بمقر السفارة الفرنسية في بيروت.

في المقابل، عاشت المناطق الجنوبية اللبنانية ليلة قصف متبادل بين قوات تابعة لـ”حزب الله” وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث استهدف الطرفان مواقع عسكرية على طرفي الحدود.

قصف على القرى والبلدات الجنوبية

وفي حين حلّق طيران استطلاعي إسرائيلي اليوم، الثلاثاء 19 من كانون الأول، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط جنوبي لبنان، شهد الأخير ليلة قصف عنيفة.

وقالت الوكالة “الوطنية للإعلام” اللبنانية، إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف اليوم بالرشاشات محيط بلدتي عيتا الشعب والناقورة، فيما أدى قصف الاثنين إلى إصابة مدني بجروح، بعد استهداف منزله في منطقة الماري.

وطال قصف مدفعي اليوم الأطراف الشرقية لبلدة بليدا، وكذلك أطراف بلدة الخيام وتلة العويضة، كما حلقت طائرات مسيّرة في أجواء مدينة بعلبك والقرى المحيطة بها، وفق الوكالة.

وشنّ الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على منزل في بلدة مارون الراس، وعلى منزل ثانٍ في بلدة طير حرفا، كذلك قصف منطقة مفتوحة بين بلدتي عيترون وبليدا.

ما دور إيران في عملية “طوفان الأقصى”

القصف الإسرائيلي، الاثنين، قابلته إعلانات متتالية من قبل “حزب الله” باستهداف مواقع إسرائيلية على الحدود اللبنانية وكذلك داخل فلسطين المحتلة.

وقالت قناة “المنار” التابعة للحزب، إن الأخير أطلق صلية صواريخ باتجاه مستوطنة كريات شمونة، بعد استهداف إسرائيل لمراسم تشييع في عيتا الشعب.

كما استهدف تجمعًا لجنود إسرائيليين في محيط موقع الحمرا، ومنصتين للقبة الحديدية في مستوطنة كابري بسلاح المدفعية، كذلك استهدف مستوطنة المنارة.

من جهته، هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي على لسان الناطق باسمه، دانيال هاغاري، “حزب الله” بحرب لها عواقب وخيمة على لبنان وشعبه.

وقال إن قواته ستواصل إزالة التهديدات على الحدود الشمالية، فيما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، إن طائرة حربية إسرائيلية أغارت على بنى تحتية للحزب، وذلك في منشور عبر “إكس“.

زيارة كولونا تثير ردود فعل داخلية

زيارة كولونا حملت تحذيرات فرنسية إلى المسؤولين اللبنانيين بوجوب ضبط الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، والتزام “حزب الله” بالقرار الأممي “1701”، الذي يحدد أماكن انتشار القوات اللبنانية والإسرائيلية على طرفي الحدود.

ونقلت وكالة “رويترز” عن كولونا قولها، إن هناك حاجة للانخراط بالتهدئة، لكن لا يبدو أن كولونا نجحت في مهمتها، مع إشارتها خلال المؤتمر الصحفي إلى أن الأطراف كلها بعيدة عن التنفيذ.

وكالة “أسوشيتد برس” قالت إن مهمة كولونا الرئيسة هي العمل على خفض التوتر على طول الحدود، خاصة أن مخاطر انتشار الصراع إلى مناطق أخرى لا يزال قائمًا.

محاولات وزيرة الخارجية الفرنسية للتهدئة ترتبط بما ذكرته صحيفة “النهار” اللبنانية، الاثنين، بمخطط إسرائيلي لغزو بري لجنوبي لبنان.

ووفق الصحيفة، فإن ضغوطًا دولية منعت إسرائيل من شن عملية عسكرية مباغتة، تستهدف إنهاء وجود “حزب الله” على الحدود، وإجباره على الانسحاب إلى ما بعد خط “الليطاني”، وهو ما يعني انفجارًا في جبهة الجنوب.

صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من “حزب الله”، قالت إن الخطة كان من المفترض تنفيذها قبل عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس” في 7 من تشرين الأول الماضي.

وأضافت نقلًا عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل لا تحتمل الظروف على الحدود الجنوبية اللبنانية، وأن الظروف تغيرت عمّا قبل “طوفان الأقصى”، فيما وصفت الصحيفة التحركات الفرنسية بخيال يرفض الواقع ويتعامل وفق تمنيات طرف واحد.

المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام حول نية “حزب الله” شن هجوم مشابه، تتقاطع مع ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الاثنين، إذ قالت في تقرير إن الحزب أنشأ أبراج مراقبة على الحدود.

وهدفت هذه الأبراج لجمع المعلومات الاستخباراتية، ونشرت صورًا لما قالت إنها لعناصر للحزب يقومون بتصوير الحدود.

وفي تقرير ثانٍ نشرته الصحيفة، نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل “مصممة على منع عملية طوفان أقصى ثانية من لبنان”، وحريصة على عملية عسكرية برية لإبعاد الحزب.

ويقابل هذا الحراك الاستخباراتي تجسس إسرائيلي على قطاع الاتصالات اللبناني، وقالت صحيفة “المدن” اللبنانية في 14 من كانون الأول الحالي، إن مدنيين لبنانيين تلقوا اتصالات من ضباط إسرائيليين يتحدثون اللهجة اللبنانية، وحذروهم من قصف وشيك.

وأوضحت أن إسرائيل استخدمت أرقام هواتف أرضية معروفة الهوية لإجراء اتصالات إسرائيلية، وهو ما يعني أن كامل معلومات الاتصالات في لبنان بيد إسرائيل.

خيارات إيران و”حزب الله”.. توسيع للمعارك أم اكتفاء بالفرجة

قلق أمريكي من التصعيد

موقع “آكسيوس” الأمريكي قال في تقرير، الاثنين، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تشعر بالقلق من أن التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل، قد يؤدي إلى حرب شاملة، أسوأ من تلك الجارية ضد قطاع غزة حاليًا.

ووفق الموقع، فإن كل التحركات الأمريكية الدبلوماسية خلال الأسابيع الماضية لم تفضِ إلى أي تقدم.

وسبق لمبعوث بايدن، آموس هوكشتاين، أن زار لبنان وفلسطين المحتلة خلال الأسابيع الماضية.

“آكسيوس” أشار إلى أن الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، ولقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تضمنت نقاشًا حول التصعيد ضد لبنان، فيما أبلغ الأخير أوستن أن إسرائيل تريد اتفاقًا واضحًا يتضمن إبعاد “حزب الله” عن الحدود.

ويهدف نتنياهو من هذا الاتفاق لضمان الحد من قدرة الحزب على مهاجمة القوات الإسرائيلية، في حين طالب أوستن بإفساح الوقت والمجال للدبلوماسية، وتخفيف حدة التوترات وعدم استخدام القوات البرية.

وسبق لعنب بلدي أن نشرت ملفًا حول تحركات “حزب الله” العسكرية وإمكانية دخوله في حرب شاملة ضد إسرائيل، وناقشت مع باحثين ومحللين إمكانية انخراطه في حرب أكبر من التصعيد الحالي.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس أن اللقاء بين الطرفين جرى بحضور كبار الضباط الإسرائيليين، منهم رئيس الأركان، هرتسي هليفي، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين آخرين.

وتأتي الزيارة تلبية لدعوة من وزير الدفاع الإسرائيلي، كما أنها لا تتعلق بالضغط لوقف القتال، بل بالرغبة في فهم ومعرفة الأعمال التي تقوم بها إسرائيل، سواء في غزة أو لبنان، وفق تقديرات إسرائيلية.

ووفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية، قتل 99 شخصًا وأصيب 463 آخرون نتيجة الغارات والمعارك الدائرة على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى تاريخ 12 من كانون الأول الحالي.

وتشير البيانات إلى أن 92% من المصابين هم من الذكور، و62% فقط لبنانيون.

ثلاث نقاط تدفع بايدن لموقف حاسم إلى جانب إسرائيل

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي