“العقودة”.. حلوى تقليدية تميز احتفالات رأس السنة في الحسكة

  • 2023/12/19
  • 2:31 م
تعليق حلوة العقودة على اسطح المنازل حتى تجف في القامشلي بتاريخ ٤ كانون الاول ٢٠٢٣ (ريتا أحمد/ عنب بلدي)

تعليق حلوة العقودة على اسطح المنازل حتى تجف في القامشلي بتاريخ ٤ كانون الاول ٢٠٢٣ (ريتا أحمد/ عنب بلدي)

تعد “العقودة” أحد أنواع الحلويات التقليدية الشهيرة في الحسكة، وتُورث عبر الأجيال، وهي جزء لا يتجزأ من تراث المنطقة، وتعتبر من الحلويات الشعبية التي تميز احتفالات رأس السنة الميلادية في المنطقة.

مع اقتراب نهاية العام الميلادي، تزين النساء البيوت وتنير الشموع لاستقبال العام الجديد، وتتميز مائدة رأس السنة في الحسكة بوجود حلويات وأطعمة شعبية وفلكلورية تعزز جو الاحتفال، ومن بين هذه الحلويات “العقودة” كأحد رموز الاحتفال برأس السنة، وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من تلك المائدة.

خالدة حجي (55 عامًا)، شرحت لعنب بلدي تفاصيل حول صناعة حلوى “العقودة”، المعروفة بـ”باستيق” باللغة الكردية، وهي أحد أبرز الحلويات الموسمية في المنطقة.

وقالت إن عملية صنع “العقودة” أو “باستيق” ترتبط بالطقوس والتقاليد الخاصة، حيث تجتمع النساء ويتعاونّ في إعدادها.

كم تعتبر هذه الحلوى جزءًا من الفلكلور السرياني والآشوري، وتتكون أساسًا من مكونين رئيسيين لب الجوز والحريرة (حلوى جزراوية خاصة بالمنطقة).

كيف يحتفل مسيحيو الحسكة في شهر الأعياد

كيف تحضر “العقودة”

وفق خالدة حجي، تصنع “العقودة” بطريقة فريدة وتقليدية، إذ يتم أولًا استخدام لب الجوز المجفف، ويلصق بإبرة وخيط قماشي لتشكيل قطعة تشبه “العقد”، ثم يتم ربط طرفي هذا “العقد” بقطعة خشبية وتُعلق على حبل.

ثم يتم تحضير “الحريرة” باستخدام كميات من طحين القمح، والماء، والسكر، ودبس العنب، وبعض التوابل مثل القرفة والبهار والزنجبيل.، ويتم خلط الطحين مع الماء والتوابل والسكر ودبس العنب أو عصير العنب، ويُمزج الخليط حتى يتجانس مع الماء البارد أو عصير العنب.

ثم يُسخن هذا المزيج على نار متوسطة، ويُقلب المحتوى باستمرار لتجنب التصاقه بأسفل الوعاء، ويُترك حتى يغلي وتصبح “الحريرة” جاهزة للاستخدام بعد ذلك.

بعد نضج “الحريرة”، يُغمس “لب الجوز” بداخل الخليط واحدًا تلو الآخر باستخدام القطعة الخشبية، للحفاظ على سلامة اليدين، وتكرر عملية الغمس ثلاث أو أربع مرات حسب الرغبة لزيادة سماكة “العقودة”.

ثم تعلق “العقودة” على حبل أو منشر لتجف بشكل جيد، ويتم وضعها في وعاء كبير ويُرش فوقها طحين القمح، ثم تُغطى بغطاء معدني لمدة 24 ساعة لتجف تمامًا.

“اضطراب الانتماء”.. نظرة من اللجوء إلى الوطن الأم

بعد ذلك، تعلق مرة أخرى على حبل أو منشر لتجف بشكل كامل لمدة أربعة أيام، ثم يتم فصل الحبل عن القطع الخشبية، ثم يتم قطع “العقودة” إلى قطع متوسطة الطول ووضعها في أكياس مؤونة تُخزن في الثلاجة ويُمكن تناولها عند الرغبة، حيث تُقدم في مناسبات مثل رأس السنة وعيد الميلاد.

تتحمل “العقودة” فترة تخزين تصل إلى أكثر من ستة أشهر داخل الثلاجة دون تأثير على جودتها أو طعمها.

وقالت خالدة، إن هذه الأكلة سميت بـ”العقودة” لأنها تشبه العقد الذي تتزين به الحسناوات والفتيات، فهي تشبه عقد الخرز، أما هذا العقد من الحلويات فهو مؤلف من الجوز و”الحريرة”.

كريمة محمد خليل، سيدة في الأربعينات من عمرها في مدينة القامشلي، تُعد الأطعمة والحلويات والمؤونة في منزلها وتبيعها في المحال المحلية، تحدثت عن حلوى “العقودة” وارتفاع الطلب عليها خاصة في فترة رأس السنة.

وقالت لعنب بلدي، إنها تقوم بتحضيرها وصنعها بنفسها وتبيعها لأصحاب المحال، كما يستورد بعض الأشخاص “العقودة” من تركيا، خصوصًا من مدينة غازي عينتاب.

وتحتل حلوى “العقودة” مكانة مهمة لدى العائلات، حيث يعتبرونها حلوى شعبية متميزة بمذاقها اللذيذ الذي يُذكرهم بطعم العيد وخاصة طعم “الجزراوية”.

تستحوذ هذه الحلوى على اهتمام المغتربين أيضًا، حيث يحملونها معهم إلى بلدان انتقالهم كذكرى لأصالة المنطقة وتراثها الغني.

وحول أسعار “العقودة” قالت كريمة، إن الكيلوغرام منها في هذا العام يتراوح بين 70 ألفًا و100 ألف ليرة سورية.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع