أعلنت “هيئة تحرير الشام” صاحبة السيطرة العسكرية في إدلب، عزل القيادي جهاد عيسى الشيخ، المعروف بـ”أبو أحمد زكور”، من الفصيل بعد خلافات طالت قيادات الصف الأول مؤخرًا.
ووفق قرار تداولته معرفات “الهيئة” وإعلامها الرديف، جاء فيه أنه تم اتخاذ قرار عزل “الأخ” جهاد عيسى الشيخ من “الجماعة” (تحرير الشام) وتجريده من صلاحياته لسوء استخدام منصبه ومخالفته السياسة العامة.
واستند القرار الذي حمل تاريخ 3 من كانون الأول الحالي، على ما أسمته “الهيئة”، مقتضيات المصلحة العامة وصلاحيات القائد العام للفصيل “أبو محمد الجولاني”.
ظهر القرار إلى العلن، بعد ثلاثة أيام من إعلان جهاد عيسى الشيخ خروجه من “الهيئة” تنظيميًا وسياسيًا، وتبرأه من أفعال الفصيل.
وقال “أبو أحمد زكور“، في 14 من كانون الأول، إن قيادة “الهيئة” غيرت سياستها تدريجيًا، محددًا أربع نقاط هي السيطرة والهيمنة وقضم الفصائل وتفكيكها، والسعي إلى السيطرة العسكرية والأمنية والاقتصادية في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” بريف حلب.
وأضاف أن “الهيئة” عملت أمنيًا من خطف وغيره دون التنسيق مع أي جهة ودون علمه، ووجهت التهم المعلبة والجاهزة لكل مخالف لنهج قيادة “الهيئة” وشوهت صورته سواء كان داخلها أو خارجها.
ويعد “أبو أحمد زكور” الرجل الثالث في “تحرير الشام”، ويأتي خروجه من “الهيئة” بعد أربعة أشهر من الإطاحة بالرجل الثاني في الفصيل “أبو ماريا القحطاني” وتجميد صلاحياته لـ”إساءة تواصلاته”بحسب بيان لـ”الهيئة“، في 17 من آب الماضي.
“الهيئة” أمام منعطف
ظهرت الخلافات تدريجيًا منذ أشهر على وقع ملف “العمالة”، ووجود اختراقات كبيرة في صفوف “تحرير الشام”، والتعامل مع جهات خارجية وداخلية، منها النظام السوري وروسيا والتحالف الدولي.
واعتبر باحثون مختصون تحدثت إليهم عنب بلدي أن حالة الخلاف والصراع الحاصلة في رأس هرم الفصيل، تحمل تبعات على “تحرير الشام”، وربما تضع الفصيل أمام منعطف جديد.
واعتبر الباحث المتخصص في الحركات الدينية الدكتور عبد الرحمن الحاج، أن ما يجري فعليًا هو تكريس للسلطة بيد “الجولاني”، والتخلص من القادة الذين يعتقدون أنهم يملكون الشرعية لممارسة سلطة لا تقل عن تلك التي يملكها “الجولاني”.
وقال الحاج لعنب بلدي إن تحركات “الجولاني” اتخذت نمطًا تقليديًا من بناء الدكتاتوريات، تحت مفهوم “رفاق الأمس الذين يشكلون مجموعة بنت السلطة، يتم التخلص منهم واحدًا تلو الآخر بذرائع مختلفة (معظمها حقيقي) للاستفراد بالقرار”
من جهته، الباحث في الشؤون العسكرية بمركز “جسور للدراسات” محمود حوراني، قال لعنب بلدي، إن “الهيئة” شهدت العديد من التصدعات أبرزها القائمة حاليًا.
ويرى الباحث أن الصدع الأحدث في كيان “الهيئة” هو واحد من احتمالين، إما حالة من عدم الرضا بين شخصيات قيادية في “تحرير الشام” حول السياسة العامة، وبالتالي بالانقلاب على قائدها، حتى لا يكونوا جزءًا من التشكيلة الحالية، وهو الاحتمال الظاهر.
والثاني أنه “نوع من التضليل”، وهو إحدى أدوات المعركة التي تديرها “تحرير الشام” نحو الداخل الذي يعاني حالة فصائلية، وتحديدًا بين فصائل “الجيش الوطني السوري” شمالي محافظة حلب.
اقرأ أيضًا: معركة إطاحة الرؤوس.. “تحرير الشام” على المحك