نقص احتياجات في مستشفى بصرى الشام.. الدولة لا تلبي

  • 2023/12/17
  • 11:56 ص
نقص احتياجات في مستشفى بصرى الشام

مستشفى بصرى الوطني شرقي محافظة درعا- 13 من تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

درعا – سارة الأحمد

يعاني المستشفى “الوطني” في مدينة بصرى الشام شرقي درعا نقصًا في الأدوية والمعدات الطبية، ما يخلف ضعفًا بالخدمات الطبية والصحية المقدمة لأهالي المنطقة.

ويعتبر المستشفى من أهم مستشفيات المحافظة، إذ يقوم على خدمة أكثر من مئة ألف نسمة، من سكان بصرى الشام والبلدات المجاورة.

مديرية الصحة عاجزة

الطبيب عاصم الدوس، أحد المسؤولين في إدارة مستشفى بصرى، قال لعنب بلدي، إن تقصير مديرية صحة درعا في تلبية ما يحتاج إليه المستشفى من مستلزمات طبية يشكل عائقًا رئيسًا في تأمين الخدمات.

وأضاف أنه في كل مرة تعمل فيها إدارة المستشفى على المطالبة بمخصصاتها، تتجاهل المديرية الطلبات.

الطبيب أشار إلى أنه لا استجابة ولا تبرير من قبل المديرية لحجم التقصير في المستشفى، ومؤخرًا بعد تكرار الطلبات، أجابت المديرية بأنها غير قادرة على تأمين الخدمات الطبية.

وبررت سبب عدم إرسال الأدوية العلاجية اللازمة للمستشفى، بعدم توفرها بكميات تسمح بتغطية حاجة جميع المستشفيات “الوطنية” للمحافظة.

وأضافت أن أولويتها تقتصر حاليًا على تلبية احتياجات مستشفى “درعا الوطني”، بحسب الطبيب.

خطة تنمية مرفوضة

علي المقداد، وهو طبيب كان من بين المشرفين على خطة التنمية المقدمة من مستشفى بصرى إلى مديرية الصحة في محافظة درعا، قال لعنب بلدي، إن الخطة كانت تتضمن ما يحتاج إليه المستشفى من صيانة وأجهزة طبية.

ومن بين الأجهزة التي طالب بها، جهاز تصوير طبقي محوري، و”منفسة” لحواضن الأطفال، وأجهزة تخدير عصرية، وجهاز تخطيط القلب، وأجهزة أخرى، إضافة إلى طلب ترميم بناء المستشفى.

وأشار الطبيب إلى أن أبواب ونوافذ المستشفى بحاجة إلى إصلاح وبعضها يجب استبداله، إضافة إلى أعمال طلاء الجدران، وترميم أرضيات بعض الأقسام، وصيانة شبكة الصرف الصحي.

وشملت الخطة أيضًا مطالب متعلقة بحاجة المستشفى إلى ترميم وصيانة الطاقة البديلة الخاصة بالتدفئة المركزية، وصيانة المختبر وغرفة العمليات.

وقال الطبيب إن هذه الخطة كان من الممكن أن ترفع من جودة العمليات التي يقدمها المستشفى للأهالي في بصرى وما حولها.

من جانبها، اطلعت مديرية الصحة على خطة التنمية التي أرسلها الطبيب، وأجابت بالرفض دون توضيحات، بحسب الطبيب.

عجز وفساد

رشيد، موظف في قسم الأدوية بمديرية الصحة في درعا (تحفظ على اسمه الكامل لمخاوف أمنية) قال لعنب بلدي، إن القسم الذي يعمل به عاجز عن تلبية ما تحتاج إليه المستشفيات “الوطنية” في محافظة درعا، بسبب تقصير الوزارة في تلبية حاجة المحافظة من الأدوية العلاجية والمعدات الطبية.

وأضاف أن الفساد يطال وزارة الصحة في دمشق، ويتجلى باحتكار بعض الأدوية، وتفضيل بيعها في السوق السوداء من قبل بعض القائمين على القسم، بدلًا من توزيعها على مديريات الصحة في المحافظات.

حالة الفساد المنتشرة في الوزارة تدفع مراجعي المستشفيات الحكومية لشراء الدواء اللازم لعلاجهم من خارج المستشفى، وبالتالي تحميلهم أعباء إضافية، بحسب رشيد.

تبرعات ومساعدات محدودة

حسين البلخي، أحد وجهاء بصرى الشام، قال لعنب بلدي، إن تبرعات الأهالي بشكل مستمر وتعاون أطباء المستشفى وممرضيه كانت ولا تزال السبب الرئيس باستمرار عمل المستشفى.

وأضاف أن المستشفى “الوطني” سبق وتعرض لقصف من قبل قوات النظام السوري عام 2015 بثمانية براميل متفجرة، ما أدى إلى دمار في هيكل البناء وأقسامه، وأعيد ترميم بعض الأجزاء المتضررة من قبل الأهالي، وافتتح في شباط 2018.

وحتى اليوم، يعمل المستشفى “بجهود جبارة”، بحسب حسين، من خلال إجراء عمليات جراحية، وتحاليل طبية وتصوير أشعه مجانًا، بالرغم من قلة وشح المعدات الطبية.

وكانت القوات الروسية قدمت، في 31 من آب الماضي، مساعدات طبية للمستشفى اقتصرت على ملابس طبية، وقفازات، وأقنعه طبية، ومطهرات وخافضات حرارة.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع