الزيدي والفليو.. قريتان منسيتان تطالبان بالخدمات الطبية
يشتكي أهالي قريتي الزيدي والفليو في ريف الرقة الشمالي، من غياب الخدمات الصحية فيها، حيث تفتقران لوجود أي مركز طبي يخدم سكانهما، وسط تجاهل حكومي بما يخص مطالبهم.
لهذا السبب يضطر الأهالي للسفر إلى بلدة سلوك، التي تتبع لها القريتان إداريًا، وتبعد عنهما مسافة 30 كيلومترًا، أو إلى تل أبيض التي تبعد 65 كيلومترًا عنهما، للحصول على الخدمات الصحية.
مطالب دون استجابة
معصوم الحلي، البالغ من العمر 50 عامًا وهو من أهالي قرية الزيدي، قال لعنب بلدي، إن القرية ليست صغيرة، إذ تبلغ مساحتها 30 كيلومترًا مربعًا، ومع ذلك لا يوجد فيها مركز طبي واحد أو مركز قريب، يسهل من معاناة السكان.
ويضطر السكان للذهاب إلى بلدة سلوك أو تل أبيض للحصول على الخدمات الصحية بأنفسهم، لعدم استجابة المشفى الوطني في تل أبيض لطلب إرسال سيارة إسعاف لهذه المناطق بسبب بعدها عن مركز المدينة، وهذا ما يجده معتصم صعبًا على الأهالي من أطفال وكبار في السن، خاصة في حالات الطوارئ.
قدم أهالي قرية الزيدي عدة طلبات للجهات المسؤولة بخصوص فتح مركز طبي، حسب معتصم، لكن حال الأمر دون جدوى.
وتحدثت ماجدة الصباح، سيدة حامل في الشهر السابع من سكان قرية الفليو، لعنب بلدي، أنها تضطر للسفر إلى مدينة سلوك لإجراء الفحوصات الطبية الضرورية.
وأضافت أن وجود مركز طبي في القرية مهم جدًا للنساء الحوامل وصحتهن، خاصة أن المسافة بين القرية وبلدة سلوك ليست قصيرة.
ولهذا السبب تضطر النساء الحوامل للسفر ودفع رسوم مكلفة في العيادات الخاصة غير المجهزة بالمعدات الطبية اللازمة للطوارئ، ما قد يؤدي لمضاعفات خطيرة تؤثر على صحتهن، حسب ماجدة.
قلة اهتمام
مناف السعدون، صاحب صيدلية على طريق سلوك العام، قال إن الكثير من الناس يأتون من قريتي الفليو والزيدي لشراء الأدوية، وأوضح من خلال مراجعيه، أن أهالي القريتين يعانون من مشاكل صحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب.
وأشار إلى أن بلدة سلوك لا تحتوي مراكز صحية حكومية، سوى طبيبين خصوصيين، وأسعارهما مرتفعة بالنسبة لقدرة السكان، في مناطق لا تزيد فيها أجرة العامل اليومية 50 ألف ليرة سورية (الدولار يقابل وسطيًا 14 ألف ليرة).
بدوره، دعا الناشط الإعلامي محمود العمر، المقيم في بلدة سلوك، مجلس تل أبيض المحلي، لفتح مراكز طبية في قريتي الفليو والزيدي الواقعة جنوب شرق البلدة لتسهيل حصول السكان على الرعاية اللازمة، خاصة في حالات الطوارئ.
تواصلت عنب بلدي مع المجلس المحلي في تل أبيض، للحصول على توضيحات حول أسباب عدم وجود مراكز صحية أو مستوصف لمنطقتي الزيدي وفليو، لكنها لم تتلقَّ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.
وذكر مجلس تل أبيض المحلي، عبر “فيس بوك“، في 23 من تشرين الثاني، تأمين سيارات إسعاف مزودة بكادر طبي ضمن مركز “علي باجيلة الصحي”، بهدف تسهيل وصول الخدمات الإسعافية والطوارئ الصحية في ريف المنطقة.
ويسيطر “الجيش الوطني” على مدينة تل أبيض وأريافها شمالي سوريا، وتدار المؤسسات الخدمية فيها من خلال مركز ولاية أورفا التركية.
ويشرف المجلس المحلي على تنفيذ مشاريع خدمية تعد متواضعة مقارنة بتلك المنفذة في مناطق شمالي محافظة حلب، الخاضعة أيضًا لسيطرة “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا.
احتجاجات سابقة
شهدت بلدة سلوك، في 17 من حزيران، احتجاجات ضد الإهمال الخدمي والإداري الذي تشهده، وطالب المتظاهرون خلالها بتحسين الواقع الاقتصادي والخدمي من كهرباء ومياه وعلى مستوى القطاع الصحي.
واشتكى الأهالي مما وصفوه بـ”الإهمال المتعمد” من قبل السلطات وتردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار، إذ تعاني البلدة من نقص في الخدمات، أسهم في ذلك بعدها الجغرافي عن مركز مدينة تل أبيض.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :