انطلق المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، الأربعاء 13 من كانون الأول، وأكد المشاركون ضرورة التعاون الدولي لحل أزمة اللاجئين والمهاجرين وتقديم المساعدة العالمية للدول المضيفة، وسيستمر المنتدى حتى 15 من كانون الأول.
خلال الحفل الافتتاحي للمنتدى قال الملك الأردني، عبد الله الثاني، إن الأردن يستضيف قرابة 4 ملايين لاجئ من مختلف الجنسيات، ومن بينهم 1.4 مليون سوري، ويشكل اللاجئون أكثر من ثلث سكان الأردن البالغ عددهم 11 مليون نسمة، بحسب وكالة الأنباء الأردنية.
وأكد الملك الأردني أهمية الابتعاد عن الحلول المؤقتة في التعامل مع قضية اللاجئين، وضرورة المشاركة في تحمل المسؤولية على المدى الطويل.
وأضاف أن خطة استجابة الأردن لأزمة اللاجئين السوريين حظيت باعتراف عالمي، وعلى الرغم من ذلك لم يجرِ تمويلها بالكامل، والتمويل الدولي اللازم للوفاء بالتعهدات في انخفاض، ولم يتلقَّ الأردن خلال العام الحالي سوى 22% من احتياجات خطة الاستجابة، وهو ما يعد المستوى الأدنى.
وتغطى بقية الاحتياجات من خلال الموازنة العامة للأردن، الأمر الذي يتسبب بضغوط ويستنزف الموارد الأساسية وخاصة المياه، وغياب التزامات التمويل يزيد هشاشة الظروف المعيشية للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم، وسيزيد من المخاطر التي يواجهونها، على حسب قوله.
وأضاف أن الانخفاض الكبير في تمويل الوكالات الرئيسة كبرنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يؤثر بشكل كبير على الخدمات المقدمة للاجئين من المساعدات المالية، والرعاية الصحية والتعليم.
وتسبب تقليص الدعم المقدم من برنامج الأغذية العالمي بتراجع الأمن الغذائي، إذ يعاني 91% من اللاجئين من انعدام الأمن الغذائي، حيث كانت النسبة قبل تقليص الدعم 63%، بحسب العاهل الأردني.
من جانبها، أكدت نائبة الرئيس الكولومبي، فرانسيا إيلينا ماركيز مينا، التزام بلادها بمعالجة النزوح القسري، وقالت إن كولومبيا تضم أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم حيث وصل عددهم إلى 6.9 مليون شخص.
وأضافت أن كولومبيا تواجه أزمة هجرة، وأنه خلال هذا العام عبر 500 ألف شخص من 100 جنسية مختلفة ممر دارين الواقع بين كولومبيا وبنما.
أكدت رئيسة الوزراء الأوغندية، روبينا نابانجا، خلال كلمتها أهمية عدم ترك اللاجئين بمفردهم وبذل جهد أكبر لدعم الحقوق الإنسانية.
وقالت إن بلادها تحت ضغط هائل على الموارد الاقتصادية، وإن تلبية احتياجات اللاجئين يجب أن يعالجها جميع أصحاب المصلحة المعنيين، بحسب وكالة “الأناضول”.
ومن جهته قال وزير الخارجية الياباني، كاميكاوا يوكو، خلال الحفل الافتتاحي للمنتدى، إن عدد اللاجئين والنازحين تضاعف في أخر عشر سنوات، وتجاوز 100 مليون للمرة الأولى العام الماضي، ويجب وقف تدهور هذا الوضع الإنساني بأي ثمن.
وأشار يوكو إلى ضرورة اتباع نهج طويل الأجل في قضية اللاجئين، بالإضافة إلى المساعدة الإنسانية قصيرة الأجل، وإلى أهمية حل النزاعات التي تعد عاملًا رئيسًا لحل مشكلة اللاجئين والنازحين، بحسب موقع وزارة الخارجية اليابانية.
وأعرب المدير العام لمنظمة “أونروا”، فيليب لازاريني، خلال منتدى اللاجئين، عن أسفه من نقص التمويل التي ينعكس على جودة الخدمات المقدمة، خلال الوقت التي يمر به قطاع غزة بأزمة إنسانية.
وقال لازاريني، إن “دعم حقوق اللاجئين ليست فقط مسؤولية الجهات الفاعلة الإنسانية بل هو أيضًا مسؤولية مشتركة مع المانحين والدول المضيفة”، بحسب وكالة “رويترز“.
تخفيف الضغط
أعربت باريس عن رغبتها بزيادة مساهمتها لمفوضية اللاجئين بمقدار الثلث هذا العام.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إن المساهمة ستصل إلى 120 مليون يورو.
وأكدت كولونا أن فرنسا ترحب بثلاثة آلاف لاجئ سنويًا وستواصل القيام بذلك في عامي 2024 و2025، من خلال برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية.
وأيدت فكرة تخفيف الضغط على الدول المضيفة، وهي النقطة التي كانت مشتركة بين الدول المنضمة للمنتدى.
وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية، عزرا زيا، إن واشنطن ملتزمة بتقديم التمويل الإنساني، وإنها ستقدم 26 التزامًا في المنتدى، منها الالتزام بشأن الإدماج الاقتصادي، ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي، وإنهاء حالات انعدام الجنسية، وتعهدات متعددة بإعادة توطين اللاجئين والمسارات التكميلية، ودعم اللاجئين وإدماجهم، وأنظمة التعليم.
دعم اللاجئين الرياضيين
أعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، خلال المنتدى، عن تعهده بتقديم أكتر من 45 مليون دولار لدعم 500 ألف نازح.
وأكد أن اللجنة ستبذل جهودًا لتحسين وصول الرياضات الآمنة والحماية والاندماج في 25 دولة.
وقال باخ، إن الفريق الأولمبي للاجئين التابع للجنة الأولمبية الدولية سيقوده في الألعاب الأولمبية في باريس لأول مرة رياضي لاجئ بصفته رئيس البعثة في دورة الألعاب الأولمبية، بحسب الموقع الرسمية للجنة الأولمبية الدولية.
وأعطى مثالًا مساهمة السباحة السورية يسرى مارديني في الفريق الأولمبي للاجئين في ريو 2016 وطوكيو 2020.
كما أعلن عن تعهده بدعم الرياضيين اللاجئين بمبلغ 50 مليون دولار، بحسب وكالة “الأناضول”.
المنتدى العالمي للاجئين
يعقد المنتدى العالمي للاجئين كل أربع سنوات، ويعد أكبر تجمع دولي في العالم بشأن قضية اللاجئين، ويهدف إلى دعم التنفيذ العملي للأهداف المنصوص عليها في الميثاق العالمي للاجئين.
وتشارك في منتدى العام الحالي كل من كولومبيا وفرنسا واليابان والأردن وأوغندا، وتستضيفه الحكومة السويسرية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
اقرأ أيضًا: البرلمان البريطاني يصوت لصالح تفعيل “خطة رواندا”
–