سوريا تحت الاحتلال

no image
tag icon ع ع ع

16أحمد الشامي

من يريد أن يعرف ماذا يجري في سوريا، فعليه أن يعرف ماذا يجري في إيران… قياسًا على جملة الراحل «نهاد قلعي» الشهيرة. بالفعل، عرفنا للتو أن سوريا اﻷسد هي محافظة إيرانية، بل هي أهمها على اﻹطلاق!

لم نكن نعرف أن «قلب العروبة النابض» هو في الواقع «إيراني» وأن العروبة «اﻷسدية» هي امتداد عضوي لهذا الجار الثقيل. العجيب أن تصريحات المسؤول اﻹيراني «مهدي طائب» لا طيب الله ذكره، لم تلاق استنكارًا ولاحتى تعليقًا من قبل «نبيحة» اﻷسد من بعثيي الشام أو حتى من «القومجيين» الذين يسبحون بحمد الممانعة.

اﻷهمية الاستثنائية التي يوليها القائم على مواجهة «الحرب الناعمة» والمؤامرة التي «تتعرض» لها دولة الولي الفقيه تدل على وحدة المصير بين النظامين الجاهليين في دمشق وطهران وتفسر استماتة الملالي في الدفاع عن نظام قاتل أبشع من نظام الشاه بآلاف المرات. السيد «طائب» أقر بالمناسبة بوجود 60 ألف مقاتل ٳيراني في سوريا للدفاع عن «قلب إيران النابض».

تصريحات «طائب» هذه أتت بعد اﻹعلان عن «استشهاد» الجنرال «حسن شاطري» في سوريا «على يد العصابات اﻹرهابية». الرجل من قادة «الباسدران» وكان مسؤولاً عن «إعادة إعمار لبنان بعد حرب 2006» يعني إعادة بناء تحصينات وتسليح «حزب الله» بعد هذه الحرب العبثية. تلفزيون دمشق، وعلى مبدأ «أزمة وخلصت…» أعلن أن الرجل «استشهد بينما كان يقوم بما يلزم ﻹعادة إعمار سوريا!!».

في أكثر من مناسبة، كنا قد وصفنا الوضع في سوريا على أنه حالة استثنائية في التاريخ، تقوم فيها «عصابة» باحتلال بلد لصالح سادة خارجيين اعتمادًا على «تحالف أقليات». سوريا خاضعة، برأينا، لاحتلال مركب إيراني، إسرائيلي وروسي مع «تواطؤ» غربي. وجود خلافات عابرة بين «المحتلين» لا ينفي وجود الاحتلال واﻷسد ليس أكثر من «محافظ» يدير البلاد اعتمادًا على جيش طائفي مرتزق وعلى مجموعة من فاقدي اﻷخلاق والضمير والوطنية.

بعد «الفيتو» اﻹسرائيلي ضد تسليح الثوار، وبعد مواقف «لافروف» الرافضة لخروج اﻷسد من السلطة وتصريحات «طائب» الوقحة، هل لازال هناك من يشك في أن سوريا تحت الاحتلال؟

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة