ارتفعت أجور النقل الداخلي في مدينة إدلب شمالي سوريا، متأثرة بارتفاع أسعار المحروقات المرتبطة بانخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي خلال الأسابيع الماضية.
وزادت أجور النقل بنسبة 20% تقريبًا لسيارات النقل (السرافيس) ضمن مناطق إدلب وريفها بسبب تراجع سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار.
ويباع ليتر المازوت المستورد بـ1.078 دولارًا (31.5 ليرة تركية)، وليتر المازوت المكرر بـ0.689 دولارًا، وليتر البنزين بـ1.279 دولارًا، ويعادل الدولار الواحد 29.3 ليرة تركية، وفق تسعيرة “اتحاد الصرافين” المعتمدة في المنطقة.
وتثبت مديرية النقل تعرفة الركوب بالدولار الأمريكي، ولا تحقق نسبة الارتفاع الأجر الذي تحدده المديرية بالدولار لأصحاب السيارات، وفقًا لسائقين تحدثوا إلى عنب بلدي.
محمد مصطفى (32 عامًا)، مدرس يقيم في مدينة سرمين شرقي إدلب قال لعنب بلدي، إنه قرر عدم استخدام سيارات النقل الداخلي (السرافيس) للوصول إلى عمله بإحدى المدارس في مدينة إدلب والتي تبعد نحو تسعة كيلومترات عن سرمين.
وذكر أنه بعد ارتفاع التسعيرة، صار ينزل إلى الطريق قبل نصف ساعة من موعد العمل، ويركب مع سيارات تسير على الوجهة ذاتها، مضيفًا أن الدفع لسيارات الأجرة يُذهب نصف الراتب.
من جانبه، محمد كامل سائق سيارة يعمل على خط سرمين- إدلب قال لعنب بلدي، إن التسعيرة ارتفعت تدريجيًا من خمس إلى عشر ليرات تركية، معتبرًا أنها لا تتناسب مع ارتفاع أسعار المحروقات، خاصة أن السيارات لا تأخذ أكثر من رحلة يوميًا، وأحيانًا رحلة واحدة كل يومين وفق جدول الدور الذي وضعته مديرية النقل.
محمود عبود (28 عامًا)، سائق سيارة أجرة (تكسي) في مدينة إدلب، أوضح لعنب بلدي أن سيارات الأجرة التي تعتمد على البنزين لا يمكن أن تحصل أرباحًا، وتعمل بخسارة بسبب ارتفاع سعر البنزين المستورد وارتباطه بالدولار، بينما لا تزال أجرة النقل تحسب على الليرة التركية.
ولا تعتمد سيارات الأجرة الخاصة تعرفة ركوب ثابتة، كما لا تحدد مديرية النقل أجرة هذه السيارات، إنما يتم الاتفاق بين السائق والزبون على تسعيرة، وترتبط بُعرف سائد بين سائقي السيارات حيث لا تقل أجرة توصيل لمسافة عشرة كيلومترات عن مئة ليرة تركية.
وأشار عبود إلى وجود حديث دائم (أخذ وعطى) مع الزبون، معتبرًا أن تحديد أجرة ثابتة ينفّر الزبائن وهم أصلًا قلة، ولكسب الزبائن “نعتمد مبدأ تحصيل حق المازوت وهامش ربح قليل، وتخفيض للزبائن الدائمين وتخفيض لمشوار ذهابًا وإيابًا”، وفق السائق.
ولا تنشر مديرية النقل تعرفة الركوب التي تحددها لأصحاب سيارات النقل (السرافيس) عبر معرفاتها الرسمية، وتواصلت عنب بلدي مع المديرية لتوضيح سبب تغير أجور النقل وطريقة تحديدها، إلا أن المديرية اكتفت بالرد بأن الارتفاع طبيعي بسبب انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار.
وتختلف وسائل تنقل الأهالي في الشمال السوري، أبرزها الاعتماد على الدراجة النارية التي تعد وسيلة رخيصة لكنها لا تلبي جميع الاحتياجات كما أنها خطرة في حالة وقع حوادث.
وتنتشر ظاهرة الاعتماد على سيارات عامة للوصول إلى المكان المنشود، وتحمل مخاطر على “عابر السبيل” وعلى السائق، في طرقات تشهد حوادث سير بشكل شبه يومي.
اقرأ أيضًا: “التوصيلة” في طرقات الشمال السوري محفوفة بالمخاطر