أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تقريره السنوي حول استجابته للخطط الإنسانية حول العالم لعام 2023، وبلغت نسبة تمويل الخطة الإقليمية الإنسانية في سوريا 23% خلال العام الحالي.
وبحسب التقرير الصادر اليوم، الاثنين 11 من كانون الأول، بلغت نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية العام الحالي 33%، فمن بين 15.3 مليون شخص صنفتهم الأمم المتحدة من المحتاجين في سوريا، استهدفت خطتها 14.2 مليون شخص، وذلك عبر احتياجات تمويل بقيمة 5.4 مليار دولار، في حين لم يصل حجم التمويل سوى إلى 1.8 مليار دولار خلال العام الحالي.
وبما يخص الخطة الإقليمية الإنسانية لسوريا التي تشمل السوريين في سوريا ودول الجوار، جاء تصنيف نسبة تمويل الخطة الإنسانية السورية (23%) بالمركز السابع العام الحالي، من بين تمويل الخطط الإقليمية التسع للمكتب الإنساني الأممي قبل فنزويلا وجنوب السودان، ما يظهر تراجع الدعم للأزمة الإنسانية السورية.
بالمقابل، وصلت نسبة تمويل “النداء الإنساني العاجل” الذي أطلقته الأمم المتحدة بعد كارثة الزلزال في شمالي سوريا وجنوبي تركيا بشباط الماضي إلى 99% بمبلغ 392 مليون دولار من إجمالي مستهدف بلغ 397 مليون دولار.
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، وصف حالة الأزمة الإنسانية العام الحالي قائلًا، “كان عام 2023 عامًا آخر مليئًا بالتحديات المهولة، ففي بدايته وقعت زلازل مدمرة في سوريا وتركيا، ثم اندلع صراع طاحن بالسودان في نيسان، سقط على إثره ملايين البشر في كارثة وألمّ بهم اليأس، ثم في تشرين الأول اندلعت حرب كارثية في الأراضي الفلسطينية”.
32.5 مليون بحاجة إلى مساعدة
بعد كارثة الزلزال ووصول الاحتياجات الإنسانية لمستويات قياسية مع تعطل معبر “باب الهوى” الحدودي الوحيد حيث تدخل المساعدات الأممية إلى سوريا، “تفاوض” “أوتشا” لفتح معابر إضافية لإدخال المساعدات مع حكومة النظام السوري، بالرغم من أنها لا تسيطر على هذه المعابر، وهو ما أطلق عليه “الدبلوماسية الإنسانية”.
وحين انقضت لاحقًا مدة التفويض الممنوحة من مجلس الأمن بإيصال مساعدات الأمم المتحدة عبر “باب الهوى” إلى شمال غربي سوريا، توصل المكتب الأممي إلى “تفاهمات ثنائية لضمان استمراره”، وذلك أيضًا مع حكومة النظام التي لا تسيطر على المعبر.
ويوجد 32.5 مليون سوري بحاجة للمساعدات الإنسانية داخل سوريا والدول المجاورة، في حين ذكر تقرير “أوتشا” أنه في سوريا، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض الحصص الغذائية المقدمة إلى النصف وخفض عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات من 5.5 مليون شخص في النصف الأول من العام إلى 3.3 مليون بحلول تشرين الثاني، ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن كل انخفاض بنسبة 1% في المساعدة الغذائية يهدد بدفع أكثر من 400 ألف شخص نحو “حافة المجاعة”.
وبلغ عدد اللاجئين حول العالم “مستوى قياسيًا”، متخطيًا 36.4 مليون لاجئ، أكثر من نصفهم قادمون من سوريا وأفغانستان وأوكرانيا.
خطة عام 2024
ستركز خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا لعام 2024، وفق التقرير، على تركيز الاستجابة نحو الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا، مع إبراز الحاجة العاجلة إلى استجابة إنمائية مكملة.
ذكرت الأمم المتحدة أن عدد المحتاجين في سوريا بلغ 15.3 مليون شخص، واستهدفت خطتها للعام المقبل 13 مليون شخص، وذلك عبر احتياجات تمويل بقيمة 4.4 مليار دولار، أما الخطة الإقليمية الإنسانية لعام 2024، فمن إجمالي 17.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة، تستهدف وكالات الأمم المتحدة مساعدة 9.9 مليون شخص، عبر احتياجات تمويل بقيمة 5.5 مليار دولار.
وعلى مستوى العالم، أعلنت الأمم المتحدة في تقريرها حاجتها إلى 46.4 مليار دولار السنة المقبلة لتوفير مساعدات إنسانية لـ180.5 مليون نسمة هم بأمس الحاجة إليها.
وحذرت المنظمة من وضع إنساني “قاتم” في العالم خلال العام 2024، مشيرة إلى أن النزاعات والظروف المناخية الطارئة وتراجع الاقتصادات “تعيث فسادًا” بظروف أفراد الفئات الضعيفة، مؤكدة أن عدم توفير التمويل قد يؤدي بهؤلاء إلى دفع الثمن “من حياتهم”.
–